لقد تحدث العلماء عن كليات الشريعة، وألفوا في علومها المؤلفات، فكتبوا في كليات العقيدة، وفي كليات الفقه، وفي كليات اللغة، وفي هذه الصفحات تقف على حديث حول كليات القرآن . ومصطلح (الكليات) عموماً، يُقصد به المعاني والقواعد العامة المجردة، التي تشكل أساساً لما ينبثق منها، وينبني عليها من الجزئيات؛ وعليه فإن مصطلح (الكليات) هو المصطلح المقابل لمصطلح (الجزئيات) . ومصطلح (كليات القرآن) مستفاد من آيتين كريمتين؛ أولهما: قوله تعالى: ﴿هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ﴾(آل عمران:7)؛ وثانيهما: قوله سبحانه: ﴿كتاب أحكمت آياته ثم فصلت﴾(هود:1) . فالآية الأولى بينت أن آيات القرآن الكريم قسمان: آيات محكمات، وآيات متشابهات؛ وأن المحكمات هي أصول وأمهات لغيرها، وأن مجمل الدين وشريعته قائم على هذه المحكمات. قال القرطبي: " المحكم أبداً أصل ترد إليه الفروع، والمتشابه هو الفرع "، وقال ابن عاشور: " صِنْف الآيات المحكمات يتنـزل من الكتاب منـزلة أمِّه، أي: أصله ومرجعه الذي يُرجع إليه في فهم الكتاب ومقاصده"؛ وقال أيضاً: " فالمحكمات هي أصول الاعتقاد، والتشريع، والآداب، والمواعظ " . أما الآية الثانية فقد ذكرت أن القرآن الكريم عبارة عن آيات تمَّ إحكامها، ثم وقع تفصيلها، قال القرطبي: " أي: نظمت نظماً محكماً، لا يلحقها تناقض ولا خلل " . ومن مدلول هاتين الآيتين نستطيع القول: إن القرآن الكريم - باعتباره الأصل الأول، والمرجع الأساس لدين الإسلام - لا بد أن يكون هو مستودع هذه الكليات ومصدرها، ولا بد كذلك أن تكون هذه الكليات مقدمة في التقديم والاعتبار . ونزول القرآن بدأ بالآيات المحكمات الكليات التي كانت سابقة على آيات الأحكام التفصيلية؛ فالقرآن المكي اهتم بالدرجة الأولى بالكليات الأساسية والمبادئ العامة للشريعة الإسلامية، ثم نزل بعدُ في المدينة تفصيل أحكام الشريعة . قال الشاطبي: " اعلم أن القواعد الكلية هي الموضوعة أولاً، والذي نزل بها القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، ثم تبعها أشياء بالمدينة، كملت بها تلك القواعد التي وضع أصلها بمكة، وكان أولها الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر، ثم تبعه ما هو من الأصول العامة؛ كالصلاة، وإنفاق المال، وغير ذلك... وإنما كانت الجزئيات المشروعات بمكة قليلة، والأصول الكلية كانت في النـزول والتشريع أكثر. ثم لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، واتسعت خطة الإسلام، كملت هنالك الأصول الكلية على تدريج " . والمقصود بـ (كليات القرآن) تلك الآيات التي تتحدث عن أمور كلية، تتعلق بجانب التصور والاعتقاد والأخلاق والسلوك والمقاصد. أو بعبارة أخرى: هي المعاني والمبادئ والقواعد العامة المجردة، التي تشكل أساساً ومنبعاً لما ينبثق عنها، وينبني عليها من تشريعات تفصيلية، وتكاليف عملية، وأحكام وضوابط تطبيقية . وقد جاءت (كليات القرآن) كي تحدد القيم والمثل، وتنشئ تصوراً عاماً للكون والحياة، وتبين الغايات والمقاصد العامة التي يسعى التشريع لتحقيقها في حياة الناس، وفي الوقت نفسه، وضحت تلك الآيات أمهات المفاسد، وأصول الانحرافات التي تهدد حياة الإنسان، من عقدية وفكرية ونفسية وسلوكية... وعلى العموم يمكن القول: إن (الكليات القرآنية) قد تكفلت بإرساء الأساس النظري والإطار المرجعي، الذي ينبثق منه التشريع الإسلامي، وأن الشريعة الإسلامية قد تفصَّلت فروعها بعدما تأصلت كلياتها . هذا، وقد عرض القرآن الكريم هذه الكليات من خلال أساليب متعددة ومتنوعة؛ فجاء كثير من هذه الكليات على لسان الرسل والأنبياء، من ذلك مثلاً ما جاء على لسان النبي صالح عليه السلام: ﴿ولا تطيعوا أمر المسرفين * الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون ﴾ (الشعراء:151-152)؛ أو حكاية عما جاء في كتبهم وشرائعهم؛ ومن ذلك قوله سبحانه: ﴿لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ﴾ (الحديد:25) . ثم إن هذه الكليات القرآنية منها ما جاء منصوصاً عليها بعبارات جامعة في آية، كقوله تعالى: ﴿وأن ليس للإنسان إلا ما سعى﴾(النجم:39)، ومنها ما جاء في جزء من آية، وهذا كثير، كقوله تعالى: ﴿ولا تزر وازرة وزر أخرى ﴾ (الأنعام:164)، ومنها ما جاء ضمن مجموعة من الآيات المتضمنة لعدة معان وأحكام كلية، كرفع الحرج عن الناس، فهذه الكلية ثابتة بعدة آيات، كقوله تعالى: ﴿يريد الله أن يخفف عنكم ﴾ (النساء:28)، وقوله سبحانه: ﴿يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر﴾(البقرة:185) . وكثير من الكليات القرآنية جاء في صيغ وصفية لأحوال ونماذج من الناس؛ إما بذكر صفاتهم المحمودة والممدوحة؛ لأجل الاتباع والاقتداء؛ وإما بذكر صفاتهم المذمومة والمستنكرة؛ لأجل الاجتناب والانتهاء، كقوله تعالى: ﴿الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق ﴾ (الرعد:20)، وقوله سبحانه: ﴿والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون ﴾(الرعد:37) . وقد تأتي الكليات القرآنية بصيغ خبرية تقريرية، على شكل مبادئ وقواعد، كما في قوله سبحانه: ﴿لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ﴾ (البقرة:286)، وقوله تعالى: ﴿وما جعل عليكم في الدين من حرج ﴾ (الحج:78) . وتأتي الكليات أحياناً بصيغتي الأمر والنهي، كقوله سبحانه: ﴿وأقسطوا إن الله يحب المقسطين ﴾ (الحجرات:9)، وقوله تعالى: ﴿ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ﴾ (الأنعام:141) . وقد تأتي الكليات القرآنية مضمَّنة في الأدعية المطلوبة والمشروعة، كقوله تعالى: ﴿اهدنا الصراط المستقيم ﴾ (الفاتحة:6)، وهو دعاء يعني: الطلب الدائم، والسعي الدائب لسلوك طريق الهداية والاستقامة؛ وقوله سبحانه: ﴿لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ﴾ (يونس:85)، وهذا دعاء إلى الله وتوجه إليه ألا يجعل المؤمن موضع محنة وفتنة وبلاء . ثم إن مصطلح (الكليات) هنا مقابل لمصطلح (الجزئيات)، حيث إن الجزئيات كل ما يأتي تفصيلاً وتطبيقاً للكليات، سواء أكان ذلك منصوصاً عليه، أم مجتهداً فيه تنـزيلاً وتطبيقاً؛ فمثلاً قوله تعالى: ﴿إن الله يأمر بالعدل والإحسان﴾ (النحل:90)، فهذه الآية الكريمة أصل كلي يأمر بالتزام العدل عموماً، والإحسان إلى الغير، لكن قوله تعالى: ﴿وبالوالدين إحسانا﴾ (البقرة:83) تفصيل لهذا الكلي، وكذلك قوله تعالى: ﴿ وقولوا للناس حسنا ﴾ (البقرة:83)، تطبيق لهذا الكلي . وقوله سبحانه: ﴿كونوا قوامين بالقسط﴾ (النساء:135)، أمر كلي، يطلب من العباد أن يلتزموا القسط في شؤونهم كلها، صغيرها وكبيرها؛ أما قوله سبحانه: ﴿إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل﴾(النساء:58) فهو تفصيل وتطبيق لذلك الكلي . و(كليات القرآن) خير معين للمفسر على تفسير كتاب الله، فهماً وتقييداً وتخصيصاً؛ كما أنها عون للفقيه من أجل الاستمداد منها فيما لا نهاية له من القضايا والمستجدات التي تطرأ على حياة الناس، وهذا مما امتازت به شريعة الإسلام على غيرها من الشرائع . ومما ينبغي الإشارة إليه هنا، أن كثيراً من (كليات القرآن) قد قررتها الكتب السابقة عليه، ولا غرابة في ذلك، فما دام المصدر واحداً، وهو الله، ومادام المتلقي واحداً، وهو الإنسان، فمن الطبيعي أن تكون هذه الكليات من الأمور المشتركة بين شرائع السماء، يقول ابن تيمية: " وقرر - القرآن - ما في الكتاب الأول من أصول الدين وشرائعه الجامعة، التي اتفقت عليها الرسل؛ كالوصايا المذكورة في آخر الأنعام، وأول الأعراف، وسورة سبحان، ونحوها من السور المكية.."، وهذا هو ما تشير إليه الآية الكريمة: ﴿شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه﴾ (الشورى:13)، فالآية تدل على أن ما شُرع في دين الإسلام من الأصول والكليات هو نفسه الذي شُرع في شرائع الأنبياء السابقين . هذا، ويمكن تصنيف كليات القرآن إلى أربعة أصناف أساسية: كليات عقدية، وكليات خُلقية، وكليات تشريعية، وكليات مقاصدية، وفيما يلي شيء من البيان حول هذه الأصناف الأربعة: أولاً: الكليات العقدية: يقصد بها الأصول الاعتقادية الإيمانية الكبرى، التي تمثل المرتكزات الأولية للدين، ويأتي في مقدمة الكليات العقدية الإقرار بالله وحده لا شريك له، والإيمان بالأنبياء والمرسلين، والسعادة الأخروية للمؤمنين، والشقاء الأخروي للمعاندين . ومن الآيات التي تقرر الكليات العقدية، قوله تعالى: ﴿الحمد لله رب العالمين ﴾ (الفاتحة:2)، فقد أثبت سبحانه الحمد لنفسه، ووصف نفسه بأنه رباً للعالمين؛ وقوله سبحانه: ﴿لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم * ثم رددناه أسفل سافلين * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون ﴾ (التين:4-6)، فقد بيَّنت الآية أن السعادة الأخروية إنما هي من نصيب المؤمنين العاملين؛ وقوله سبحانه: ﴿ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب﴾ (آل عمران:195)، وهذا تقرير للثواب الحسن يوم القيامة؛ وقوله تعالى: ﴿ أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ﴾ (الأنعام:90)، أمر باتباع المرسلين والأنبياء السابقين، ونحو ذلك من الآيات التي تقرر أموراً عقدية . ثانياً: الكليات الخُلقية: وهي كل ما يدل على صفة خُلقية، أو يحث عليها، ومن الآيات الدالة على هذه الكليات نذكر، قوله تعالى: ﴿فاتقوا الله﴾ (آل عمران:50)، والتقوى من أمهات الأخلاق، والتقوى كما قال الشيخ عبد الله دراز " هي الفضيلة المركزية في نظام الشريعة الإسلامية "؛ وقوله تعالى: ﴿ فاستقم كما أمرت﴾ (هود:112)، والاستقامة من الصفات الخلقية الأساسية، الجامعة لمعاني الدين ومقاصده، والموجهة لما لا يحصى من أحكامه وآدابه؛ وقوله تعالى: ﴿والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ﴾ (آل عمران:134)؛ وهذا مدح لمن اتصف بهذه الصفات الحسنة؛ وقوله تعالى: ﴿لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى﴾ (البقرة:264)؛ وهذا نهي عن الامتنان؛ وقوله تعالى: ﴿إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا﴾ (الإنسان:9)، وهذا وصف للمخلصين في أعمالهم، الطالبين رضا الله فحسب . ثالثاً: الكليات التشريعية: هي المبادئ والقواعد المتصلة اتصالاً مباشراً بتفريع الأحكام العملية من تحليل وتحريم وإيجاب وإباحة وضبط وتنظيم، ومن الآيات القرآنية التي تدل على هذا النوع من الكليات قوله تعالى: ﴿وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه﴾ (الجاثية:13)، فهذه الآية وأمثالها تقرر أصل الإباحة والتسخير . وقوله تعالى: ﴿ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب﴾ (النحل:116)، وهذه الآية وما شابهها من آيات تبين أنه لا حلال إلا ما أحلَّه الله، ولا حرام إلا ما حرمه الله . وقوله تعالى: ﴿ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث﴾ (الأعراف:157)، هذه الآية ونحوها تدل على أنه سبحانه أحل لعباده كل ما هو طيب في هذا الكون، وأنه حرَّم عليهم كل ما هو خبيث . وقوله تعالى: ﴿لا يكلف الله نفسا إلا وسعها﴾ (البقرة:246)، هذه الآية وما شاكلها تدل على أن الأحكام والتكاليف والشرائع الصادرة من الله سبحانه إلى عباده، قد وضعت لهم حسب طاقاتهم وقدراتهم، وأنها لا تقتضي تكليف ما يكون خارجاً عن نطاق القدرة . وقوله تعالى: ﴿إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها﴾ (النساء:85)، قال القرطبي: " هذه الآية من أمهات الأحكام، تضمنت جميع الدين والشرع " . وقوله تعالى: وقوله تعالى:﴿وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم﴾ (النحل:91)، فعهد الله - كما يقول سيد قطب رحمه الله - مطلق يشمل كل عهد؛ وقوله تعالى: ﴿الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق﴾ (الرعد:20)، وميثاق الله مطلق يشمل كل ميثاق . وقوله تعالى: ﴿ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل﴾ (البقرة:188)، وهذه الآية ونحو ذلك من الآيات، تدل على أن كسب الأموال وتحصيلها، لا يكون إلا على وجه مشروع؛ وقوله تعالى: ﴿والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما﴾ (الفرقان:67)، وهذه الآية ونحوها تدل على إن إنفاق المال لا ينبغي أن يكون إلا على الوجه المشروع . وقوله تعالى: ﴿وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان﴾ (المائدة:2)، وهذه الآية ونحوها تتضمن أمراً عاماً كلياً بالتعاون على كل ما هو بر، وكل ما هو تقوى، وتتضمن كذلك نهياً عاماً كلياً عن التعاون على أي إثم، أو أي عدوان . رابعاً: الكليات المقاصدية: وهي المعاني الأساسية الجامعة، التي لأجلها خُلقت الخلائق، ووُضعت الشرائع، وعلى أساسها وُجدت الحياة والموت، والبعث والنشور . ومن الآيات التي تقرر الكليات المقاصدية، قوله سبحانه: ﴿ليبلوكم في ما آتاكم﴾ (المائدة:48)، وقوله تعالى: ﴿ليبلوكم أيكم أحسن عملا﴾ (هود:7)، وقوله تعالى: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾ (الذاريات:56)، وقوله تعالى: ﴿لعلكم تتقون﴾ (البقرة:21)، وقوله تعالى: ﴿فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى﴾ (طه:123)، وقوله تعالى: ﴿هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله﴾ (التوبة:33)، وقوله تعالى: ﴿هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم﴾ (الجمعة:2)، وقوله تعالى: ﴿وأوحينا إليهم فعل الخيرات﴾ (الأنبياء:73)، وقوله سبحانه: ﴿وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين﴾ (الأعراف:142)، وقوله تعالى: ﴿ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها﴾ (الأعراف:56)، وقوله تعالى: ﴿فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره﴾ (الزلزلة:7-8)؛ وقوله تعالى: ﴿لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط﴾ (الحديد:25)، ونحو ذلك من الآيات التي تفيد بيان مقاصد الشرع الحنيف . ومما يجدر ذكره ختاماً، أن هذا التصنيف للكليات القرآنية ليس تصنيفاً حصريًّا، لا سبيل للقول بغيره، بل هو تصنيف اجتهادي تقريبي، وبالتالي فلا غرابة ولا إنكار على ذكر أصناف أُخر تظهر للمتأمل والناظر في كتاب الله، فهو كتاب الله المفتوح، الذي لا تنقضي عجائبه