الأمراض الجنسية عقوبة ربانية (2)
كتبه/ د.علاء بكر
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
تحدث الأمراض الجنسية نتيجة الاتصال الجنسي المحرم المباشر، وهي أمراض لها تداعياتها الخطيرة على الفرد والمجتمع، والمتأمل في أحوال المصابين ومعاناتهم يدرك أن هذه الأمراض إنما هي عقوبة دنيوية عاجلة لأصحابها الذين مارسوا الاتصال الجنسي المحرم، إذ تختص هذه الأمراض بخصائص تختلف عن سائر الأمراض الأخرى، وهذه الخصائص منها ما يتعلق بالمريض المصاب، وهو ما سنخصه بالكلام في هذا المقال، ومنها ما يتعلق بالميكروبات المسببة لهذه الأمراض، وهو ما سنتكلم عنه إن شاء الله -تعالى- في مقال لاحق.
فمن عجائب الأمراض الجنسية الدالة على أنها عقوبة خاصة للمصابين بها دون غيرهم من الذين لا يشاركونهم هذه المتع المحرمة:
1- أن هذه الأمراض لا تظهر إلا عند الممارسين للمتع المحرمة من البالغين المكلفين، فهي تنتشر بين هذه النوعية من البشر دون غيرهم، فالحيوانات على اختلافها وكثرتها وممارستها للجنس بلا ضوابط لا تصيبها هذه الأمراض الجنسية، وكذلك المتزوجون الذين يمارسون الاتصال الجنسي بصورة شرعية داخل إطار الزواج الشرعي لا تصيبهم هذه الأمراض الجنسية، حتى مع تعدد الزوجات الشرعيات، فهي أمراض لا تصيب إلا الإنسان، ولا تعيش إلا عليه، ولا تنتقل من إنسان إلى آخر إلا عبر الاتصال الجنسي الحرام، فهي عقوبة للعصاة دون غيرهم.
2- أن الممارس للمتعة الحرام معرض للإصابة بأكثر من مرض جنسي واحد، بمجرد ممارسة الجنس المحرم لمرة واحدة فقط، فقد يكتشف الزاني أنه قد أصيب بأكثر من مرض جنسي في وقت واحد، وهو بعد ذلك قد ينقل هذه الأمراض التي أصابته كلها إلى غيره ممن يعاشره معاشرة جنسية بعدها.
3- إن المصاب بالأمراض الجنسية معرض للإصابة بالعقم وعدم القدرة بعد ذلك على الإنجاب؛ إذ تمتد مضاعفات المرض من الأعضاء التناسلية الخارجية إلى البروستاتا والخصيتين في الرجال، وإلى الرحم والمبيضين في النساء، فتصيب صاحبها بالعقم بإتلافها لهذه الأعضاء الهامة؛ فيحرم هذا المستحل للمحرمات من القدرة على الإنجاب طوال حياته، فيا لها من عقوبة لا تعرف إلا في هذه الأمراض الجنسية!
4- أن المرأة المصابة بالأمراض الجنسية تتعرض للإجهاض المتكرر خاصة في مرض الزهري، فلا يستمر لها حمل ويموت جنينها وهو في بطنها، وأسوأ من ذلك أنها إن كان لها مولود خرج منها يحمل نفس المرض، وتظهر أثاره عليه ويصاب بأمراض خلقية تصحبه طول العمر، وترى هذه الزانية أثار معصيتها في مولودها أمام عينيها طوال حياتها، وأسوأ من ذلك أن تنقل لمولودها مرض الإيدز القاتل، فلا تدوم حياة مولودها ويموت معها أو قبلها بمرض الإيدز القاتل، فيا لها من عقوبة لا تعرف عند غيرها!
5- أن للأمراض الجنسية آلام حسية مبرحة، وآلام نفسية شديدة من الحكة الشديدة إلى البثور والتقرحات المؤلمة على أعضاء التناسل إلى الالتهابات الحادة والمزمنة حولها، قد تصل إلى حد تشويه مظهرها الخارجي، وتمتد أثارها لسنوات، فيعاقب هذا العاصي لشهور وسنوات على لحظات قصيرة من المتعة المحرمة الزائلة.
6- أن هذه الأمراض الجنسية يصعب على المريض إخفائها، رغم حرجه منها وحرصه على تكتمها، فهو مضطر في النهاية إلى البوح بها وطلب علاجها في العيادات الخاصة، فينفضح أمره شاء أم أبى، وينتابه القلق النفسي جراء الشعور بالخجل من دناءة فعله ونظرة الازدراء من الآخرين إليه، رغم أن المريض في المعتاد يجد نظرة العطف والشفقة والحنان ممن حوله، أما في الأمراض الجنسية فيعاني العزلة والنفور حال معرفة ما اقترفه، وربما دفعه ذلك الشعور والقلق إلى إدمان المخدرات وتعاطي الخمور؛ ليتخلص بها من معاناته النفسية، فيزيد بلاءه بلاء!