لماذا تأخر المسلمون

الناقل : heba | الكاتب الأصلى : نظمي خليل أبو العطا | المصدر : 55a.net

لماذا تأخر المسلمون
 
 

 

 د: نظمي خليل أبو العطا موسى

 ـ يطرح هذا السؤال أهم قضية خرجنا بها من الباب الخلفي للقرن العشرين الميلادي، فقد خرجنا  من هذا الباب محمولين على نقالة المتخلفين عن دخول بوابة الواحد والعشرين وغير المسموح لهم بالدخول.

 

ـ فنحن أمة فرض الله عليها أن تقود البشرية من الظلمات إلى النور، فإذا بنا نصبح أعجوبة البشرية، فقد تخلينا عن ما كُلِّفنا به وتخلفنا عن الذين بُعثنا لنخرجهم من الظلمات إلى النور.

ولتخلف المسلمين العديد من الأسباب العلمية والتربوية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية.

ـ وسأقصر حديثي على النواحي العلمية والتربوية فهذا مجال تخصصي فمن وجهة نظري، ومن خلال تجربتي، ومعايشتي لآلام أمتي، وتألمي لتألُّمها أرى أننا قوم تخلفنا عن ركب الحضارة، وتخلينا عن دورنا القيادي والريادي في القرنين الميلاديين الماضيين للأسباب العلمية والتربوية والأخلاقية التالية:

1 ـ تحول تحصيل العلم وتعلُّمه في حياتنا من العبادة إلى الشهادة:

ـ فعندما تعلمنا أن العلم تحصيل عبادة، وأن مجلس علم خير من عبادة سبعين سنة، حملنا مشعل الحضارة تنفيذاً وطاعة وتسليماً لأمر ربنا سبحانه وتعالى: )اقرأ (،ومن فهمنا لديننا لم تكن قراءتنا قراءة حب في السيادة والقيادة الطاغية، بل كانت قراءة قوم بعثهم الله لإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.

ـ لقد كانت قراءتنا قراءة موجهة أخلاقياً هادفاً سامية المقصد، فهي قراءة باسم الله رب كل شيء ومليكه، وعلى منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق هي قراءة عباد أيقنوا وامتثلوا لأمر ربهم الذي قال لهم: )اقرأ باسم ربك الذي خلق (ولم تكن قراءتنا قراءة كهنوتية انعزالية، بل كانت قراءة علمية تقنية واعية فهي قراءة )باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق (فكانت هذا الآية أول توجيه رباني للمسلمين بأن تكون قراءتهم قراءة علم، ودراية وفقه )فالعَلَق (كما نعلم هي البويضة المخصَّبة عندما تعْلَق بجدار الرحم، ومن هنا انطلق المسلمون في حياتهم العلمية انطلاقة واعية فاكتشفوا الدورة الدموية الصغرى، وصححوا نظريات الضوء والبصر الخاطئة، ومارسوا التشريح وصنعوا أدواته وصنفوا مصنفاته، ودرسوا علوم التصنيف والبيئة والبلدان والأجناس وغدى العلم النافع هو الشغل الشاغل حتى لعوام المسلمين فألف الجزار، والخياط، والحداد، والبنَّاء، والصياد، والفسخاني كتباً علمية أبهرت البشرية، وأنارت لها حياتها العلمية.

ـ وعندما استيقن المسلمون أن تحصيل العلم ونشره عبادة، أوقفوا أموالهم على بناء المؤسسات العلمية والتربوية، وبنوا المدارس، والرُّبط، والمحاضر، والمكاتب، وشيدوا المكتبات، ودور الحكمة والبيمارستانات (أي: المصحات)، وشاركت المرأة المسلمة بأموالها وجهودها في الوقف التعليمي، وانتشرت دكاكين الوراقين والنسَّاخين، ووزنت بعض الكتب بالذهب، وتبنّى الخلفاءُ والأمراء والوجهاء والأعيان والأغنياء رعاية المتعلمين؛ كل هذا قناعة من المسلمين أن تحصيل العلم وتعلمه عبادة.

الاحتكاك الحضاري بين المسلمين والغرب:

ـ مع أول احتكاك حضاري عسكري بين المسلمين وأعدائهم في الغرب، وفت الحضارة العلمية الإسلامية قوية أمام الغزو الحضاري العسكري، وانهزمت الحضارة الغربية أمام الحضارة الإسلامية، (وتأثرت الحضارة الغربية بالحضارة الإسلامية كثيراً)...

ـ وفي مسلسل طويل من المؤامرات السياسية والعسكرية نفذ أعداء الأمة إلى مراكز دفاعاتها العلمية وبدأ أول مخطط استعماري بتوظيف أبناء المسلمين وتضيغهم دنيوياً على أساس الشهادة (الدرجة العلمية)، فخطط أعداء الأمة إلى العلم من العبادة للشهادة، فبدأ ينحسر العلم النافع من حياتنا وبدأت النكبة الكبرى وتخلف المسلمون عن ركب الحضارة بفعل السياسة الاستعمارية الدنلوبية الصليبية العَلْمانية فكانت النتيجة النهائية أن طرحنا هذا السؤال (لماذا تأخر المسلمون؟) على مداخل القرن الواحد والعشرين الميلادي.

ـ فطرح السؤال في هذا الوقت بالذات يؤكد على أهميته لخطورة الموقف الحضاري للمسلمين

2ـ غياب التربية الإبداعية من حياتنا العلمية:

حيث يغلب على التعليم والتعلم في مؤسساتنا العلمية والتربوية، أساليب الحفظ والصمِّ والاستظهار وتحصيل المعارف النظرية، وتحولت كتبنا إلى متون ومختصرات بلا شروح ولا توضيح، فهي موجزات في العلوم يحفظها المعلمون والدارسون عن ظهر قلب وتجملها المتعلم ولم يَحْمِلهَا، ويردد الطلاب تلك المتون طوال العام حتى لا ننسى، ويهرعون إلى أوراق الإجابة ليفرغونها من ذاكرتهم فيها، وتحول المعلم الماهر في هذا الجو إلى (منافستو) يردد ما يحفظ على طلابه وأصبح المعلم معلم سبورة مرتّبة منسقة منظمة وملخص سبوري وجيز وشامل.

ـ وغابت من حياتنا العلمية والتربوية أساليب تنمية الفكر الإبداعي والعلمي، وأساليب العصف (أو القصف) الذهني، ومناهج البحث، والتعلم الذاتي، وأساليب حل المشكلات، والمناهج الاستقصائية، وكلما كانت المناهج التعليمية موجزة، وبعيدة عن المناحي العلمية التربوية الحديثة، كلما هدأ المعلمون والطلاب وأولياء أمورهم، والقائمون على أمر العملية التعليمية /التعليمية وإدارتها/.

ـ واستناداً على هذا المنحى الخطير في حياتنا العلمية جاءت اختباراتنا العلمية تقيس الحفظ والصم والاستظهار، أما أسئلة المستويات العليا من تفكير، وحل مشكلات، وقراءة علاقات وتحليل وتركيب وتفسير المعطيات والبيانات فهي في نظر الطلاب وأولياء أمورهم والمعلمين والقائمين على أمر التعليم، هي في نظرهم أسئلة تعقيدية غَرْبِيَّة، وغريبة علينا، ولا نراها إلاَّ من مدارس غير المسلمين وكتبهم أو نراها منقولة مشوهة غريبة في بعض مؤسساتنا وهذا المنحى الخطير حطم الحياة العلمية الإبداعية لأبناء المسلمين وحال دون إبداعهم.

ـ وغابت من حياتنا العلمية والتعليمية المشروعات العلمية المنمية للقدرات العلمية للدارسين وسادت المشروعات سابقة التجهيز والمعدة للدارسين من قبل متعهدين مختصين.

3ـ الانفصام بين العلم والدين في حياة المسلمين:

فكما نعلم فقد كزج القرآن الكريم بين العلم والدين مزجاً لا فكاك فيه، ولم يعرف المسلمون ذلك الانفصام بين العلم والدين، فسمّى الله سبحانه وتعالى الوحي في قرآنه علم، وجعل الله العلم طريق الفهم وتصديق الوحي. قال تعالى: )فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم ([آل عمران: 61]. وقال تعالى: )ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذاً من الظالمين ([البقرة: 145].قال المفسرون: من بعد ما جاءك من العلم، أي: الدين.

وحوى القرآن الكريم آيات للضبط العلمي التجريبي، وآيات في علم الفلك، وعلم النبات، وعلم الحيوان، وعلم الأرض، وعلم المياه، وعلم الأجنة، وعلم الفيزياء، وعلم الكيمياء، وغير ذلك من العلوم الكونية، وعندما علم المسلمون ذلك بنيت حضارتهم على الارتباط الوثيق بين العلم والدين، فجاءت حضارتهم حضارة علمية متزنة.

ـ وعندما حل الفكر العَلْماني الغربي الكنسي بفعل السياسة الاستعمارية الدنلوبية في حياة المسلمين وبفعل الفهم الخاطىء للدنيا والدين عند متأخري المسلمين حدث هذا التدهور العلمي الخطير مما أدّى إلى تخلفنا في نهاية القرن العشرين.

ـ وهنا يسأل سائل ويقول: الغرب فعل ذلك وفصل الدنيا عن الدين وتقدم علمياً. نقول له:

نحن أمة لها خصائصها الربانية الإيمانية التي كلفنا الله بها وبدينا عليها تقدمنا، وإذا تخلينا عن دورنا وفقدنا تلك الخصائص الإسلامية فقدنا تميزنا وتقدمنا وريادتنا للبشرية، وهذا ما أثبتته الوقائع والأيام، فطالما هناك مسلمون لابد أن يكون هناك إسلام، وإذا اختفى العمل بالإسلام اختفى المسلمون وهذا ما حدث لنا في القرن العشرين عندما تخلينا عن جعل الدين منهج حياة.

وهنا يجب فهم سنة الله في غير المسلمين، فالله يمد لهم ويستدرجهم. قال تعالى: )فلما نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء ([الأنعام: 44].

قال تعالى: )حتى إذا فرحوا بها أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مٌبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ([الأنعام: 44 ـ 45].

ـ فمن رحمة الله بنا أننا إذا ابتعدنا عن منهج ربنا تخلفنا لنفيق قبل وقوع العذاب المبين وننغمس في الشهوات كما هو الحال في الغرب والبلاد العلمانية.

4ـ غياب الدور القيادي والريادي لأهل العلم:

فقد غابت القدوة العلمية من حياة المسلمين وتحولت المثل العليا إلى أنماط أخرى في المجتمع لا علاقة لها غالباً بالعلم والعلماء، ولم يعد للمعلمين والأساتذة في العلوم الدور القيادي في حياتنا اليومية ولم يعد المجتمع يعيرهم الاهتمام الكافي والمفروض كما يفعلون مع الممثلين والمغنيين ولاعبي الكرة ورجال الأعمال والسياسيين وغيرهم، ففقد العلم دوره في قيادة الأمة، وغاب العلماء عن الحياة ووسد الأمر العلمي لغير أهله، واتخذ الناس رؤوساً جُهّالاً، فكانت النتيجة التي حذرنا منها صلى الله عليه وسلم من اتخاذ (الرؤوس الجُهّال) بانتزاع الله للعلماء، وترتب على ذلك هذا التخلف العلمي المشين والذي ترتب عليه التخلف التقني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي.

5ـ الاستغراق في الجدليات:

فقد ساد في حياتنا نوع من الجدل المرضي (بفتح الميم والراء) الجدل المؤدي للوقوف عند الحد النظري للمفاهيم، فشبّ الجدل والمراء والخلاف وتهنا بين الأصالة والمعاصرة والتسيير والتخيير، والرأسمالية والشيوعية، والتطبيع والمقاطعة، وهل العلمانية هي المخرج أم الإسلام هو الحل وظهرت مصطلحات الإسلام السياسي، والإسلام الصحيح، والإرهاب الفكري والكفري، والتظليم والتنوير، والتقدمية والرجعية، والأصولية والتطرف، وهكذا استغرقنا في الجدل ثم تمزقنا بعدد اتجاهات الجدل ومصطلحاته، لم نرفع بالعلم رأساً، وهنا وصلنا للحال الذي أصبحنا فيه مضطرين للإجابة على هذا السؤال المخزي لماذا تخلف المسلمون؟.

6ـ توسيد الأمر لغير أهله:

فالعلم لم ينتزع من بيننا كما قلنا سابقاً ولكن قل العلماء، ووسد الأمر لغير أهله وتطاول الجهلاء على العلماء، واللاحقين على السابقين، فكانت كل المشكلات العلمية التي غرقت فيها الأمة في القرن الميلادي الماضي ومن المؤسف أن تولّى قيادة العلماء من ليس منهم، وأصحاب الجهل المركب صاروا في الصدارة فوصلنا إلى النتيجة المحتومة وهي التخلف العلمي والتخبط العلمي، والانهيار العلمي للمسلمين فطرح السؤال نفسه بإلحاح غريب. لماذا تخلف المسلمون؟!.

7ـ سيادة فكر المنهزمين من بني جلدتنا وكتاباتهم:

فعندما اجتاحت جحافل التتار والصليبيين ديار المسلمين، كانت الأمة رغم كل القواصم التتارية والصليبية كانت ذات أجهزة مناعية قوية، قادرة بفضل الله على تعرّف الدخيل والعميل، وكان علماء الأمة ومفكروها من الإخلاص وصواب العمل والفطنة فعرفوا كيف يخرجون بأمتنا من هذه القواصم والنكبات ويحولونها بفضل من الله، ثم بفضل إخلاصهم وعلمهم، حولوها إلى منطلقات لتحرير إرادة الأمة وعقيدتها وعملها وتقويتها.

ـ أما نكبتنا اليوم فقد استعصت على العلاج بعدما تمكن أعداء الأمة من النفاذ إلى عقول وقلوب ونفوس بعض أبنائها وفتح أعداء الأمة المجال لهؤلاء المنهزمين ولقيوهم بألقاب براقة فانتشرت أفكارهم وتحليلاتهم وكتاباتهم فصوروا لأمتنا أن لا خلاص لها إلا بالسّير في ركب أعدائها، وشغلوا الأمة بحكايات ألف ليلة وليلة، والأغاني للأصفهاني، فتصور شباب الأمة أن هذا تاريخ أمته وسببوا للقيادات العلمية الشابة التي تعلمت ودرست في ديارهم أن سبب تخلف أمتنا تمسكنا بالإسلام، لذلك فالطريق للتقدم عندهم هو طريق العلمانية المؤدي للخروج على الدين والقيم الأصيلة، فأصبح الحديث النبوي عندهم شك وأوهام وكذب، والدين عبادات ورقائق، أما المعاملات، وتعمير الكون، وتحصيل العلم النافع ونشره فعودة إلى التخلف، فلم ينشغل شبابنا بالتخلف العلمي والتقني والتربوي لأمته طوال القرن العشرين لانشغال القيادات الفكرية في الأمة بكل شيء إلا التخلف العلمي الذي نعيش فيه، ولم يكتب أحدهم يوماً مدافعاً عن البحث العلمي التجريبي، وباحثيه المقهورين والمدفونين في مختبرات العلوم والتقنية لا يعلم أحدٌ عنهم عشر معشار ما يعلم عن أبطال ألف ليلة وليلة، والكرويين والممثلين فطرح السؤال نفسه، لماذا تخلف المسلمون؟!.

8ـ غياب القاعدة العلمية الفاعلة:

فقد ترتب على تحويل العلم من العبادة إلى الشهادة أن ذهبت همة الناس وانصرفت إلى الحصول على الرخص العلمية، والرواتب الشهرية والمناصب الإدارية وتحول العلميون إلى موظفين إداريين، وهدف التعليم إلى تخريج موظفين، والبحوث العلمية للترقية وعندما وسد الأمر لغير أهله وهجرت العقول العلمية والكوادر العلمية مراكز البحوث إما هرباً إلى ديار غير المسلمين أو نزوحاً إلى مراكز الإعارات المادية، فاستنفرت أوروبا واستقطبت الكوادر العلمية المبدعة والفائقة والذكية من العالم الإسلامي، وانشغل الباقون باستثمار أموالهم التي حصلوا عليها من الإعارة، واتجهوا نحو البنايات والديكورات والثريات والسيارات وفرش الأرضية الصناعية (الموكيت والسيراميك وغيره)، وحل التناحر والتفاخر والخصام في المراكز العلمية، ولم يعد هناك قدوه علمية مؤثرة، وغابت الجوانب الإبداعية البحثية وضل الناس وسيطر أهل الثقة، وغاب أهل الذكر، كما لعبت أفكار المنهزمين وكتاباتهم دوراً رئيساً في تفتيت القاعدة العلمية الفاعلة سياسياً واقتصادياً وإعلامياً واجتماعياً، وانشغل العلميون الشرفاء بتحصيل الرزق وطبع غيرهم المذكرات الدراسية وباعها للدارسين وتفشت ظواهر الدروس الخصوصية وتخلت الدول الإسلامية عن العلميين واهتمت بالفنانين، والكرويين، والرسامين بطريقة غير سوية، كما لعبت السياسة دوراً غريباً في مطاردة بعض الكوادر العلمية القيادية، وغاب الدور الثقافي لأستاذ الجامعة وانتهى دوره السياسي والاجتماعي له وغابت القاعدة العلمية الفاعلة، وفشلت بعض المشاريع الانفعالية في بناء تلك القاعدة العلمية الفاعلة، فضاع العلم والعلماء على موائد اللئام والمتسلقين والانتهازيين واجتذت جذور المخلصين من المختبرات العلمية فجاء السؤال ملحاً ومؤلماً وموجعاً لماذا تأخر المسلمون؟.

9ـ غياب العمل بروح الفريق (أو الجماعة):

فقد ترتب على الأسباب والظواهر السابقة سيادة الأنانية والنزعة الفردية الانتهازية فغابت روح الجماعة أو الفريق والعمل من أجل الجميع، وحل الشقاق والنزاع والحقد والوهن محل التعاون والحب والألفة في المراكز العلمية. ولم يعد هناك جدية في العمل ولا أهمية للوقت والجهد والمال وانتهت صلاحية البحث العلمي بمجرد مناقشة الرسالة العلمية وتحكيهما وحصول الباحث على الدرجة العلمية أو الجائزة التقديرية والتشجيعية وشهادات التميز والتفوق والجوائز المالية.

10ـ غياب الأمانة العلمية:

فالأمانة العلمية تؤدي إلى توجيه البحث العلمي وجهود الباحثين العلميين إلى الغابة الأصيلة لخدمة الأمة وانعدام الأمانة العلمية يؤدي إلى توجيه البحث العلمي للحصول على الرخص الجامعية والمناصب الإدارية وهذا كله محصله نهائية للأسباب والأعراض السابقة.

خاتمة:

كانت هذه عشرة أسباب أراها قد تسببت في تخلفنا العلمي وهي أسباب وأعراض لضعف المسلمين وانهزامهم، فإذا أضفنا إلى ذلك أن هذا التخلف لازمه تقدم علمي مادي تقني لأعداء الأمة فظهرت الهوة سحيقة بين المسلمين أصحاب القيم وبين الماديين أصحاب الشهوات والتعمير المادي للدنيا.

وإذا توجهنا إلى السياسيين المسلمين والاقتصاديين المسلمين والصناعيين المسلمين وسألناهم نفس السؤال لجاء كل منهم بعشرة أسباب في مجال تخصصه.

والآن وجب علينا جميعاً العمل على تخليص أمتنا من هذا الوهن والتخلف وإلا كانت مسؤليتنا كبيرة أمام رب العباد والعباد.