الإبداع بالوضوح ونقصد به وضوح الهدف والغاية، حيث أن وضوح يؤدي إلى وضوح التصور، ووضوح التصور يؤدي إلى الطريق، ووضوح الطريق يؤدي إلى وضوح الوسائل المستخدمة في هذا الطريق. إن العملية الإبداعية هي عملية منظمة، يحدد فيها الإنسان هدفه بوضوح، ثم يستخدم قواه العقلية والنفسية واللفظية لحقيق ذلك الهدف من خلال أفكار ومنجزات إبداعية. كما أن الضياع وعدم معرفة ما يريده الإنسان، والتخبط في المسير، والإنتقال من مجال لآخر ومن موضوع لآخر دونما هدف محدد دقيق، كل ذلك له تأثيره السلبي على العملية الإبداعية. إن المبدع الناجح هو الذي يعرف ما يردي الوصول إليه، ثم يسخر جميع إمكاناته للوصول إليه بطرق إبداعية متميزة. إننا اليوم في زمن الإبداع التخصصي، الذي يتخصص فيه المبدع في مجال واحد، بل في جزئية صغيرة من هذا المجال أو ذلك التخصص، ومن يهمل التخصص يخشى عليه من السطحية والضياع. التفكير بالمقلوب: ونقصد بها أن نفكر بالعكس أو بالمقلوب، وبمعنى آخر إذا كانت لديك فكرة إبداعية فلكي تولد فكرة إبداعية أخرى فما عليك إلا أن تفكر عكس الفكرة أو الرأي أو البديل المطروح. ومن أمثلة ذلك مايلي: 1- إذا كانت عقارب الساعة تتحرك من اليسار إلى اليمين، فلم لا يتم التفكير بساعة إبداعية تتحرك عقاربها من اليمين إلى اليسار (وقد حدث ذلك). 2- إذا كان الشاي يصنع ويباع دائماً وهو ساخن، فلماذا لا نفكر بشاي يصنع ويباع بارداً (وقد حدث ذلك). 3- إذا كانت السيارات تصنع للرجال فقط فلماذا لا يتم صنع سيارات للأطفال أو للنساء. 4- إذا كان المرضى يذهبون إلى الأطباء للعلاج، فلماذا لا يحدث العكس، وذلك بأن يأتي الأطباء إلى المرضى (وقد حدث ذلك). 5- كان الحبر في السابق يوضع خارج الأقلام (المحبرة) أما الحبر اليوم فهو داخل الأقلام (التفكير بالمقلوب). 6- حدائق الحيوان في معظم أنحاء العالم تكون الحيوانات محبوسة في أقفاص والناس أحرار يتجولون، فجاء بعض المبدعين وفكروا بالمقلوب وقالوا: لمَ لا نجعل الحيوانات أحراراً والناس محبوسين؟ وفعلاً قاموا بإنشاء حدائق للحيوانات الطليقة، أما الناس فهم في عربات أو سيارات ينظرون إلى هذه الحيوانات المتجولة في الحديقة.