يقول صلى الله عليه و سلم "نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة و الفراغ" إن نظام الأكل و الشرب و التنفس و الرياضة التي يمارسها الإنسان تؤثر جميعها على طاقته و بالتالي على مقدرته في تحقيق النجاح فيجب على الإنسان الذي يسعى للنجاح أن يتبّع عادات صحية سليمة وأن يرعى حق بدنه عليه ، و أن يؤدي أمانة الجسد إلى الله كما أخذها سليمة معافاة والرسول صلى الله عليه و سلم يقول " و إن لجسدك عليك حقاً" ثلاثة لصوص لطاقتك العملية الهضمية (1) اللص المحترف لطاقتك هي العملية الهضمية حيث أنها تستهلك كميات كبيرة جداً من طاقة الإنسان و بلا فائدة حيث إن نسبة كبيرة من الدم تتجه إلى المعدة لتساعدها على عملية الهضم فيما يُحرم سائر الجسد من كل هذه الطاقة اللازمة للعمل و الإنجاز و تحقيق النجاح!! نعم هذا صحيح بناءاً على أحدث الدراسات العلمية و هو صحيح لكونه من هدي النبي صلى الله عليه و سلم الذي نبّهنا لهذا اللص فقال "ما ملأ ابن آدم وعاءاً شراً من بطنه" أو كما قال صلى الله عليه وسلم"حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه" و لعلنا نتذكر أبا هريرة رضي الله عنه حين أقسَمَ و قال ما شبع رسول الله صلى الله عليه و سلم و أهله ثلاثة أيامٍ تباعا من خبز حنطة حتى فارق الحياة القلق (2) لأن جزء كبير من الطاقة يتجه إلى المخ لمساعدته على تفكير و أي تفكير؟ إنه تفكير عقيم فيما لا يفيد و لا ينفع ، و بالتالي تضعف طاقة الجسد و يقل الإنجاز فتبتعد عن النجاح مرة أخرى ، و قد طمأن الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه و أزاح عنهم القلق في أحلك الظروف و لعلّنا نذكر هنا موقفه مع الصديق أبي بكر رضي الله عنه و أرضاه حين قال له في الغار "لا تحزن إن الله معنا" كما ورد في القرآن الكريم، أو كما ورد في السنة "ما بالك باثنين الله ثالثهما" (2) الإجهاد لأنه يسبب الشعور بالتعب و نقص الطاقة و الفاعلية ، فلا تجهد نفسك و ترهقها و تكلّفها ما لا تطيق فالله تعالى يقول " لا يكلف الله نفساً إلا وسعها " و الرسول صلى الله عليه و سلم يقول ".. فأتوا منه ما استطعتم" كيف تزيد طاقتك؟ اولا : طاقتك الجسمانية أ- التنفس: و يمكن رفع طاقة الجسم بطريقتين من التنفُّس :- التنفس التفريغي : لتنقية الخلايا من الشوائب التي تسبب انسدادها بالطريقة التالية (شهيق من الأنف لمدة 4 ثوانٍ ، ثم احتفاظ بالهواء في الرئتين لمدة 10أو12أو16 ثانية أخرى ، ثم زفير بطيء من الفم يستغرق 5أو6أو8 (وكما تلاحظ مدة الزفير نصف مدة الشهيق) يكرر هذا التمرين 10 مرات صباحا ومثلها في وسط النهار و أخرى ليلاً و ستشعر بالفرق بإذن الله التنفس مولّد الطاقة : (شهيق من الأنف لمدة 4 ثوان ثم زفير 4 ثوان أخرى) وهذا التمرين أيضاً 10 مرات صباحا وفي وسط النهار و ليلا ب- نظام التغذية : عليك أن تداوم على تناول السوائل خصوصا الماء الذي يكون معظم بنية جسمك فلا تنتظر أن تشعر بالعطش لأن مجرد شعورك بالعطش معناه أن هناك نقصا في السوائل في جسدك و هناك حالة جفاف لذلك فلا تنتظر العطش أبداً ، كذلك أكثر من تناول الفواكه و الخضروات الطازجة و السلطات بدلاً من اللحوم و الحلويات و الدهون و لا تنس أن يكون شربك متأنيّا (والسنة أن تكون ثلاثاً) عن ابن عبّاس رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال :"لا تشربوا واحداً كشربِ البعير ، و لكن اشربوا مثنى و ثلاث وسمّوا إذا شربتم ، و احمدوا إذا رفعتم" ، كما لا تنسى ثلث النفس فلا تملأ معدتك أبداً ت- التمارين الرياضية: فلا يقل متوسط يومك عن 5 دقائق مشي سريع و دقيقتين ركض -في المكان- ، و تمارين بسيطة لفرد العضلات .. ( كما أن ذهابك و إيابك من المسجد لصلاة الجماعة يجمع بين الرياضة و الثواب و وقت صلاة الفجر الأكثر فائدة صحياً!!) فيومك لابد أن يتخلله 20 دقيقة رياضة على الأقل و قد أوصى عمر الفاروق رضي الله عنه فقال "علّموا أولادكم السباحة و الرماية و ركوب الخيل" ثانيا : طاقتك العقلية عليك أن تغذي عقلك الباطن كل يوم بأهدافك في الحياة و رسالتك التي تريد تأديتهاو تأكيداتك الإيجابية ، كأن تكتب أهدافك و رسالتك العامة و المتخصصة على لوحة صغيرة تلصقها فوق سريرك فتقرأها كل يوم ، لذلك انتشرت بين الصحابة و التابعين مقوله "هيا بنا نؤمن ساعة" " تعاهد قلبك" "جدد إيمانك" ثالثا : طاقتك العاطفية (( هانت )) الجلوس في مكان هادئ لفترة ، و التنفس بهدوء ، تخيل نفسك تطير و تهبط مع حركة صدرك أثناء التنفس ، و فكّر بمن تحبه أثناء ذلك ، ستشعر بهدوء و طاقة عاطفية هائلة. و لعل السنة ترشدنا إلى أنجح تمارين زيادة الطاقة العاطفية و هي ( الجلوس بعد صلاة الفجر للذكر و التفكّر حتى وقت الضحى وقد رغّب الرسول صلى الله عليه و سلم بهذا التمرين بذكرأن أجر من فعله هو كأجر عمرة و حجة تامة..تامة..تامة) إذن خلاصة القول انه لتمتلك الطاقة الهائلة كمفتاح للنجاح عليك بالتالي :- حافظ على تمارين الصباح حافظ على تمارين التنفس يوميا. أعطي لنفسك فترات تأمُّل و هدوء و تخيُّل كرر على عقلك كل يوم أهدافك و رسائلك الإيجابية حافظ على نظام غذائي متوازن و خفيف ، و تجنّب الجفاف و احرص على حمل كوب ماء معك أينما تكون انتقي أصدقائك من الإيجابيين الذين يدفعوك للأمام لقوله صلى الله عليه و سلم "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" و لا أدل على هذا الحديث من قصة (بيل جيتس و صديقه) حيث يحتل بيل جيتس مركز أول أغنى رجل في العالم و صديقه رابع أغنى رجل في العالم رغم أنهما كوّنا صداقتهما أيام الجامعة و كانت جيوبهما أثناء ذلك الوقت فارغة