تتنوع إمكانات الجذب السياحي في السودان، بامتداد رقعته الواسعة، ومناخاته وتضاريسه المختلفة وفسيسفاء القبائل والأعراق التي تثري التراث والثقافة، لكنها كغيرها من المجالات البكر تنتظر الاستثمارات.
وأجلت الظروف التي مرت بها البلاد الاهتمام بهذا الجانب كغيره من جوانب التنمية الأخرى زمنا طويلا، فظلت السياحة عنوانا ملحقا بوزارة الإعلام حينا، وبوزارة الثقافة حينا آخر، لكن بعد توقيع اتفاقية السلام مع الحركة الشعبية واستبدال حديث الحرب بالاستقرار والتنمية، صدر مرسوم جمهوري عام 2006 بإنشاء وزارة للسياحة.
يقول وزير السياحة والحياة البرية المهندس جوزيف ملوال دينق إن وزارته تدرك الأهمية الاقتصادية والاجتماعية والإعلامية للكم الهائل من الموارد السياحية، وتسعى إلى تحويل هذه الموارد إلي منتوج سياحي متكامل.
وأضاف أن الوزارة تركز في العمل على تطوير قطاع السياحة عن طريق الترويج داخليا وخارجية للمشاريع والإمكانات السياحية، والعمل علي رفع درجة الوعي العام بأهمية الحياة البرية كثروة قومية.
وأوضح أن الإمكانات السياحية تتمثل في ثلاثة مجالات هي الآثار والنيل والصحراء، إضافة إلى أن شواطئ السودان العذراء على طول ساحل البحر الأحمر تعد من أنقى شواطئ العالم ومثالية لسياحة الغطس والتصوير تحت الماء.
وأشار المنان إلى آثار حضارة وادي النيل بوجود 254 هرما صغير الحجم نسبيا مقارنة مع أهرامات الجيزة المشهورة بمصر، كما توجد آثار النقعة والبركل ونوري والكرو والمعابد والمصورات الصفراء والمدينة الملكية وأهرامات البجراوية، ومع امتداد نهر النيل توجد مجموعة أخرى من الآثار.
أما الخرطوم العاصمة المثلثة الشكل فهي المدينة الوحيدة في العالم التي تقع على ست ضفاف، ضفتي النيل الأبيض القادم من عدة دول جنوب السودان، وضفتي النيل الأزرق القادم من إثيوبيا شرق السودان، ثم ضفتي النيل عقب التقاء النيلين في المقرن "في مشهد آسر لا نظير له في العالم" يمتد فيه النهران كل بطبيعته لمسافة تتجاوز ثلاثمائة متر قبل أن يمتزجا.
ويعدد المنان مجالات أخرى للجذب سواء سياحة الاستجمام، وأبرزها مصيف أركويت على ساحل البحر الأحمر، والعلاجية مثل حمامات عكاشة أقصى الشمال.
وفيما يتعلق بمعطيات السياحة، قال وكيل وزارة السياحة إن عدد الذين زاروا السودان بقصد السياحة تزايد من 195 ألف سائح عام 2004 إلى ثلاثمائة ألف عام 2007.
وأضاف أن السياحة في البحر الأحمر يقصدها عدد من الغربيين ودول شرق أوروبا وروسيا ودول شرق آسيا، أما السياح العرب فيفضلون سياحة السفاري والطبيعة.
وحول صناعة السياحة، تطرق المنان إلى وجود عدد من الشركات العربية وشركات أخرى غير عربية تقوم ببناء فنادق خمسة نجوم إلى جانب مشاريع سياحية أخرى مثل إقامة المنتجعات والمطاعم ومراكب سياحية في النيل بلغت 56 مشروعا تم تنفيذ 27 منها والباقي قيد الإنشاء.
وأما عائد السياحة فقد بلغ 409 ملايين دولار العام الماضي، وسط آمال بمستقبل واعد لهذا القطاع لما تزخر به البلاد من طبيعة خلابة ومواقع سياحية جذابة