هل نشتري ما نحتاجه؟

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : البقعاوي | المصدر : www.startimes2.com

الاقتصاد ببساطة يقوم على البيع والشراء وهاجس المنتجين ألا تقتصر مشتريات الناس على ما يحتاجونه فقط وإلا توقفت منشآت الانتاج، فالاستهلاك هو المحرك للاقتصاد لذلك ابتكرت وسائل عديدة إعلانية ودعائية لتثير دوافع الاستهلاك وتفتعل الاحتياجات في نفوس الناس رغم ذلك فالإعلانات قد تنجح في تحقيق انتشار اسم معين لكن قد لا تنجح بالضرورة في ترجمة ذلك الى مبيعات ،وصارت قرارات الشراء تتخذ أو تتعرض للتأثير داخل المحال التجارية وغدا المحل التجاري بحد ذاته إعلانا ثلاثي الأبعاد فكل رفّ وطاولة ولوحة عرض ووسيلة إرشاد وأبواب الدخول والخروج ومواقف السيارات كلها عوامل تتدخل في عملية الشراء.

كما ابتكرت الوسائل لتفحص البضائع بكل سهولة وحرية فمأكولات الاطفال توضع في الارفف المنخفضة اما الارفف الوسطى لذوي القياسات الكبيرة لتجنيبهم الانحناء هناك ايضا تأمين العربات الكبيرة الحجم التي تساعد على شراء المزيد من السلع لكن الأكثر ابتكارا هي كيفية جعل المتسوق يزور جميع زوايا المتجر في طريقه لصندوق الدفع.

لعبت اجهزة الإعلام دورا كبيرا في خدمة اغراض التسويق عبر أساليب دعائية اعلانية تتفنّن في الإغراء واستقطاب زبائن المستهلكين ،ومن التكتيكات العبقرية لمجتمع التصنيع أنه يتم اختراع الحاجات حتى قبل أن يتم اختراع المنتجات، فالمنتجون عبر الإعلان والإعلام ووسائل أخرى يوجدون عند الناس قناعة بحاجتهم إلى أشياء معينة لا يحتاجونها فعليا، وهكذا يخلقون الحاجة إلى السلعة ثم ينتجون السلعة ذاتها فالاستهلاك وقود الانتاج ومحرك عجلة الاقتصاد ،فلكي تستمر حركة التصنيع وتتطور لابد من اسواق تستهلك وزبائن تشتري ،والانتاج اصبح كثيفا على المستوى العالمي ويحتاج الى تصريف واسع ،لذا يكون التنافس شديدا على الاسواق وتبتكر مختلف الوسائل والأساليب لتشجيع الاستهلاك من إقامة المعارض ومهرجانات التسوق وإعلان المواسم لتخفيض الأسعار والخصومات وإعطاء الجوائز والمكافآت على السحب اضافة الى الدعايات والاعلانات المستمرة التي تثير دوافع الشراء ،ولأن الكثير من سكان الدول النامية ممن لا يمتلكون سيولة نقدية كافية تشجعهم على الانفاق فقد استحدثت معالجات لهذه الاشكالية عن طريق البنوك والقروض وترويج البيع بالاقساط .

 

 مقابل الترويج لثقافة الاستهلاك لما يحتاجه البشر من امورهم الاساسية الحياتية ظهرت اصوات تقف ضد الكثير من اساليب الترويج , حيث اعتبرت ان الكثير منها يقوم على اساس الزيف وتقديم السلعة في إطار أقرب للمسرحية والتمثيل وادخلت انسان هذا العصر في دوامة من اللهاث المسعور

لاقتناء صنوف شتى لا تحصى من سلع مما يعوزه منها وما لا يعوزه، واقعاً تحت غواية الإعلان الذي يزين له «محاسن» السلع على أنواعها.