قلق الامتحانات يزيد الوزن ويقلل المناعة ويخفض عدد كريات الدم البيضاء
دراسة مصرية: الاسترخاء بين أوقات المذاكرة ينشط الذهن ويخفف حدة التوتر بالنسبة للطلاب
القاهرة: عبير درويش الصداع وصعوبة التنفس وارتفاع ضربات القلب، وزيادة افراز العرق، واضطراب المعدة، وجفاف البلعوم والفم.. كلها أعراض تنتاب الطلاب مع اقتراب موعد الامتحانات كل عام وتزداد مع القلق والخوف من الاخفاق أو الفشل في اجتياز الاختبارات.
هذه الأعراض بينتها دراسة صادرة عن المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي ومعهد الدراسات التربوية بجامعة القاهرة قامت بها الباحثتان منى أبو ناشي وصفاء بحيري. وتهدف الدراسة الى قياس تأثير القلق من الامتحانات التي يشعر به الطلاب، في صحتهم وتحديد تأثير هذا القلق في مناعة أجسامهم ومدى تعرضهم لبعض المشكلات الصحية، وأجريت الدراسة من خلال أخذ عينات من دم 100 طالب وطالبة من طلاب جامعة القاهرة مع بداية العام الدراسي وتحليلها لبيان نسبة كريات الدم البيضاء المسؤولة عن الدفاع عن جسم الانسان ضد هجوم الفيروسات والبكتريا، وكانت النسبة طبيعية بداية العام الدراسي، لكن كانت المفاجأة عند قياس نسبة هذه الكريات لدى الطلاب انفسهم مع اقتراب موعد الامتحانات فظهر الانخفاض في نسبة كريات الدم البيضاء بسبب القلق والتوتر الذي أصاب هؤلاء الطلاب والطالبات مع اقتراب موعد الامتحانات.
وتضمنت الدراسة ايضا رصد الاعراض النفسية والجسمية والسلوكية التي تصيب الطلاب مع اقتراب موعد الامتحانات، فلاحظت ان بعض الطلاب لجأوا الى التدخين بشراهة، والبعض لجأ الى تناول الطعام بشكل كبير مما أدى الى زيادة وزنه بشكل لافت، خاصة بالنسبة للفتيات لأنهن يضطررن للبقاء في المنزل لفترة طويلة للاستذكار، في حين قلت شهية العظام عند البعض، ونقص وزنهم أيضا بشكل لافت.
* لا أطيق نفسي
* وأوضحت الدراسة ان الاعراض النفسية والسلوكية التي تصاحب فترة الاستذكار التي تسبق موعد امتحانات نهاية العام الدراسي تتركز في القلق والخوف والانزعاج والاحباط، وهي أكثر الاعراض التي تسبق الاختبارات، فكثيرا ما يشكوالآباء من حدة طبع الابن، ورفضه الحديث مع الآخرين، والصراخ بسبب أي مؤثر بسيط، وعادة ما نسمع كلمات مثل «لا أطيق نفسي»، أو «لا أريد أن أنظر الى نفسي في المرآة» وغير ذلك، من مظاهر رفض الذات، بسبب مقارنة الطالب بين قدراته وقدرات الآخرين وخوفه من الفشل، ويتأثر الجهاز العصبي بكل هذه المشاعر، فتزيد العصبية والتوتر والارتباك.
* دور الأهل
* وتؤكد الباحثتان ان هذه الاعراض تؤدي الي صعوبة التركيز وعدم القدرة على ترتيب الافكار وصعوبة تنظيم الوقت، وهنا يأتي دور كل من الأم والأب على حد سواء داخل الأسرة في مساعدة الابن، أو الابنة، وتهيئة المناخ المناسب للاستذكار وتهدئة النفس، فهذه المشكلات تختلف من طالب الى آخر حسب شخصيته، فهناك من تنتابه هذه الأعراض حتى مع استذكاره الجيد، وهناك من تنتابه حالة لامبالاة اذا لم يستطع تحصيل كل ما يريد استذكاره.
والأم والأب هنا يستطيعان معرفة ذلك من خلال معرفتهما بشخصية الابن أو الابنة، فعندما تشعر الأم ان الابن في حالة توتر تطلب منه التوقف عن الاستذكار وأخذ قسط من الترويح، وتصطحبه في نزهة بسيطة، أو تخصص وقتا لمشاهدة التلفزيون أو ممارسة أي هواية يحبها، لأنه لن يستطيع استذكار شيء جديد خلال فترة توتره هذه، بحيث يكون هناك توازن بين أوقات الاستذكار وأوقات الترويح.
ويمكن ايضا ان يلجأ الطالب أو الطالبة للاسترخاء لمدة خمس دقائق اذا شعر بالتوتر أو القلق، يجلس في غرفة هادئة تماما ذات اضاءة قليلة، جيدة التهوية، ويغمض عينيه، إما مستلقيا أو جالسا على مقعد. وعلى باقي افراد الاسرة ان يراعوا تهيئة مناخ هادئ للطلاب فيبعدوا مصادر الازعاج عن الابن أو الابنة مثل الهاتف أو التلفزيون، وأيضا الابتعاد عن المشاجرات مع الاخوة الصغار أو الخلافات الاسرية، وفي نفس الوقت العناية باعداد وجبات خفيفة من الطعام والعصائر الطازجة التي تجدد النشاط وتساعد على الاستذكار والابتعاد عن الأطعمة الدسمة التي تسبب الكسل وتساعد على النوم.
* الاستمتاع بالقراءة
* وتوضح الباحثتان انه اذا شعر الطالب بالاجهاد أو التعب أو الملل قبل بدء المذاكرة فهذا نوع من الهروب النفسي نتيجة النظرة الى المذاكرة باعتبارها عبئا ثقيلا وواجبا كريها، والسبيل الى التخلص من هذا الشعور هو النظر الى المذاكرة كنوع من القراءة الاستمتاعية التي تضيف لمعلومات الطالب، وتزيد من ثقافته ومعرفته بما يدور حوله، أما حالة النسيان التي تنتاب الطالب قبل الامتحان فما هي الا حالة نفسية ناتجة عن الخوف والرهبة وعدم الاطمئنان، مما يؤدي الى تشتيت ذهن الطالب ويسلبه التركيز، حيث تتداخل بعض المعلومات التي يقوم باستذكارها مع ما سبق أن ذاكره، ويحدث هذا أثناء المذاكرة نفسها، والعلاج في هذه الحالة هو النوم العميق للاسترخاء واعطاء فرصة للذهن لاسترجاع المعلومات، فالسهر واستخدام المنبهات المختلفة يصيب الطالب بالاضطراب والقلق وعدم الاستقرار النفسي والعقلي، بينما يعيد النوم نشاط المخ للمذاكرة والتحصيل.
واستغلال الوقت بكفاءة من العوامل المهمة للتحصيل الدراسي، والجدول المكتوب يساعد على تنظيم العمل وترتيب المذاكرة فتخصيص وقت وموضوع محدد من شأنه ان يخلص الطالب من سلوك التأجيل والتسويف، والجدول يساعد على تكوين استعداد نفسي وعقلي للمذاكرة، لذا يتعين على كل طالب ان يعلم كيف يوازن بين الاستذكار والترويح عن النفس