بسم الله الرحمن الرحيم " كنتم خير أمة أخرجت للناس , تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله " صدق الله العظيم (سورة آل عمران , آية 110 ) لقد اختار لنا الله عز وجل أن نكون خير الأمم وأفضلها وأكرمها وحدد لنا الطريق … إخلاصا للنية ..و أخذا بالأسباب . ولا يخفى عليكم أن هذه الخيرية قد ضاعت من أمتنا بسبب بعدها عن منهج الله وتواكلها في الأخذ بالأسباب . وإن من أخطر الأسباب في هذا العصر .. وأشدها بأسا الاقتصاد .. فإن ملكت الأمة اقتصادها .. ملكت إرادتها وحريتها . ولن تملك الأمة اقتصادها إلا إذا أراد ذلك أبناؤها و رجالها، وليست الإرادة إلا صدق في التوجه، وتضحية، وشعور بالمسؤلية .
هذا نداء لكافة أبناء الأمة بصفتهم مستهلكين وإليكي أختي خاصة بصفتك مدبرة البيت
أختي
عليكي أن تتذكري أن الحرام يجب تركه كليا وعدم الاقتراب منه .. و نبذ الترف والاستغراق في اللذات، فهما يؤديان إلى السعار.
ولتعلمي أن الاستهلاك الممدوح في الإسلام يوضحه النبي (ص) حيث يقول: (حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبا فإن كان لا بد فاعلا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه) ..
أما المعنى العظيم فنأخذه من رب العزة: "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين" (سورة الأعراف آية31)
فهل أنتي في غنى عن حب الله ؟
كذلك توجه السنة أنظارنا إلى من هم دوننا: (انظروا إلى من أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فذلك أحرى ألا تزدروا نعمة الله عليكم ) أخرجه مسلم .
و يتعوذ النبي الكريم (ص) من الدين فيقول: "اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال" فانظر لو أنك اشتريت سلعة بالدين ثم توفاك الله ولم يسدد أحد دينك فماذا أنت فاعل؟
كما أن الشراء بالتقسيط شكل من أشكال الدين فالمقصد منها تعميق شهوة الاقتناء . و أخيرا أختي المسلمة أن العادة إذا دخلتها نية تحولت إلى عبادة، وتحولك إلى منتج وطني تشتريه على سبيل دعم وإحياء روح الأمة هو أمر فيه مثوبة عظيمة من الله.