الهانم عند مامتها
الناقل :
mahmoud
| الكاتب الأصلى :
داليا رشوان
| المصدر :
www.alameron.com
احدى صديقاتي التي كانت أكبر مني بحوالي ثلاثة سنوات ومن مستوى اجتماعي متوسط تزوجت وأنا في الكلية من شخص ذو مكانة مرموقة وكانت تعيش في فيلا في الدور الثاني عشر والثالث عشر من برج في شارع عباس العقاد بمدينة .. وكنت أكلمها من آن لآخر كي اتواصل معها .. ولكن كلما تكلمت رد على زوجها ليقول أنها عند ولدتها .. وتعجبت من ذلك .. فكنت أتصور أن من تتزوج تحيا من أجل مملكتها (بيتها) .. تستيقظ من نومها لتسعى عليه وتحافظ عليه وتُمَتع كل من يعيشون معها فيه .. وقد أبرزت في البداية مسألة المستوى لأستبعد عيب في المنزل .. وسألتها عن ذلك .. فكانت ترد كل مرة بحجة مختلفة تبرر بها وجودها الشبه دائم عند أمها وبلا أدنى ضيق من شئ ما .. لذا استبعد ايضا خلافات مع الزوج .. والردود على حسب كل مرحلة كالتالي:
أصل جالي شوية برد
أصل جوزي كان حيتأخر بالليل في شغله
أصل خالتي كانت عند ماما
أصلي حامل
أصلي ولدت
أصل ابني عيان .... وهكذا
وبيتها فارغ .. تزوره من آن لآخر ومعها خادمة لتنظف المنزل ثم تتركه .. وهكذا منذ أن تزوجت .. دون مشاكل بينها وبين زوجها .. دون كره لهذا البيت ..
مجرد عدم انتماء له
..
ومع تكرار حالات الزواج مِن حولي اكتشفت أنها لم تكن الوحيدة ولكن تكررت هذه الطباع مع زوجات أخريات كل ما يعيبهن فقد الانتماء لبيت زوجها .. هي لا تستطيع أن تدير بيتا ولم تتعلم كيف تفعل ذلك .. لم يعلمها أحد كيف تكون زوجة وكيف تحب بيتها وتعيش من اجله ..
وهذه القصة غالبا لا تنتهي عند هذا الحد فعدم الانتماء للبيت يجعل أسراره كلها خارجه .. يجعل كل كلمة بين الزوج وزوجته موضوعا للحوارات اليومية بين الزوجة وأهلها .. ويسمح بتدخلات من عدة أطراف في قرارات هذا البيت وفي ردود أفعال الزوجة تجاه المواقف المختلفة بينها وبين زوجها.
والنهاية .. انهيار
أختي الكريمة
من المفترض أن بيت الزوجية هو بيتك بعد الزواج .. مهما كانت الظروف يجب أن تضعي في اعتبارك أنك في بيت والدك أصبحتي ضيفة .. وأن زوجك أصبح أهلك .. وأن اقامة هذا البيت متوقف عليكِ .. على هدوئك في مواقف وعتابك في مواقف أخرى .. على حكمتك في ادارة وقتك ووقت زوجك وحكمتك في ابراز احتياجاتك في الوقت المناسب .. على ذكائك في جذب أسرتك حولك بالمعاملة الحسنة وليس بالضغط عليهم واشعارهم أن بيتك ليس بيتا بل مدرسة داخلية .. إن زوجك لا يحب تجاهلك له ولبيتك ولا يحب أيضا أن تقيديه بتدخلاتك المستمرة في أوقات خروجه وعودته وأماكن تواجده وطلباتك التي لا تنتهي .. لقد جاءت لكِ الفرصة لتقيمي بيت مسلم ولتكوني داعية إلى الله به .. إنها مملكتك فاسعي لتقيمي حدود لله فيها .. تعلمي دينك وعلميه لأهل بيتك .. تعلمي حقوق زوجك وبيتك عليك وعلميها لزوجك بأسلوب جذاب