كيفية استخدام الكريمات الواقية للشمس
عمّان-الغد-حل الصيف والجميع سعيد بجو الرحلات والفرح والاستمتاع بالشمس الساطعة، ولكن الكثير لا يدرك الآثار الجانبية المؤذية التي تسببها الشمس.
ورغم معرفة كثير من الناس بأن كريم واقي الشمس يحمي الجلد، إلا أن قلة هم أولئك الذين يعون ما تعنيه مصطلحات مثل: SPF، و UVA،
وUVB، فإذا لم تكن تعلم معنى هذه المصطلحات فلن تتمكن من اختيار المنتج المناسب لحماية جلدك من الشمس والحفاظ على مظهره الصحي.
ومن هنا سنتعرف على هذه المصطلحات والمختصرات وفقا لمؤسسة سرطان الجلد الأميركية، صحيح أن فصل الصيف جميل وشمسه الدافئة أجمل، ولكن الاستمتاع بها يجب أن يكون بطريقة مناسبة تحمينا من أي ضرر محتمل.
ولا نعني بهذا أنك بحاجة إلى وضع كريم واقي الشمس خلال فصل الصيف فقط، بل يجب أن تضعه طوال السنة كلما خرجت، وذلك لأن الشمس تشع طوال السنة حتى في فصل الشتاء، والأشعة فوق البنفسجية التي تصلنا من الشمس صيفا وشتاء تخترق طبقات الجلد، بل إنها تؤثر فيه بدرجة أكبر عندما تقف في الثلج..!
ولنبدأ معا بشرح هذه المصطلحات:
الأشعة فوق البنفسجية-أ (Ultraviolet-A “UVA”):
الأشعة فوق البنفسجية-أ عبارة عن إشعاعات شمسية طويلة الموجة تبلغ مداها 320-400 نانوميتر(جزء من بليون متر)، وهذا النوع من الإشعاعات لا يسبب حروق الشمس كما تقوم بذلك الأشعة فوق البنفسجية-ب، ولكنه يخترق الجلد بدرجة أعمق، ويعتبر السبب الرئيسي للإصابة بالتجاعيد، والجلد المدبوغ، ومظاهر أخرى كظهور علامات التقدم بالسن مبكرا، وقد أظهرت الدراسات أن إشعاعات الأشعة فوق البنفسجية-أ قد تساهم بشكل مباشر في الإصابة ببعض أنواع سرطان الجلد، بما فيها ورم ميلانوم(Melanoma)، وهو أكثر أنواع سرطان الجلد فتكا كما ذكرنا في المقالة أعلاه، كما تساعد هذه الأشعة على زيادة الآثار المسببة للسرطان من إشعاعات شمسية أخرى.
الأشعة فوق البنفسجية-ب (Ultraviolet-B “UVB”):
الأشعة فوق البنفسجية-ب عبارة عن إشعاعات شمسية قصيرة الموجة يبلغ مداها 290 – 320 نانوميتر، وهي أكثر فعالية من إشعاعات الأشعة فوق البنفسجية-أ في إحداث حروق الشمس، وتعتبر السبب الرئيسي للإصابة بسرطان الخلايا القاعدية، وهو أكثر أنواع سرطان الجلد شيوعا، وسرطان الخلايا الصدفية، ثاني أنواع سرطان الجلد شيوعا، بالإضافة إلى الإصابة بورم ميلانوم بشكل واضح.
استخدام الكريمات الواقية للشمس
تنقسم الكريمات الواقية للشمس إلى نوعين، حيث يعمل كل نوع بطريقة معينة:
1.النوع الأول(Sunscreens): يمتص هذا النوع من واقي الشمس كيميائيا إشعاعات الأشعة فوق البنفسجية، وكان هذا النوع فيما مضى يقي من إشعاعات الأشعة فوق البنفسجية-ب فقط بشكل فعال، ولكن تم تحسينه مؤخرا ليقي من الإشعاعات فوق البنفسجية-أ كذلك، ونظرا لاعتبار هذا النوع من الكريمات الواقية للشمس المحسنة تجميليا بسبب انسجامها المرضي فإنها تستخدم على فترات طويلة للحصول على حماية شمسية فعالة.
2.النوع الثاني(Sunblocks): يعكس هذا النوع من واقي الشمس إشعاعات الأشعة فوق البنفسجية فعليا، ويتكون هذا النوع من مادة أقل كثافة، وأقل وضوحا على الجلد ويقدم حماية فائقة ضد الإشعاعات فوق البنفسجية أ و ب، ونظرا لفوضوية هذا النوع وتلويثه المحتمل للملابس فإنه يستخدم على المناطق الحساسة مثل الأنف والشفتين والأذنين والكتفين.
عامل الحماية من الشمس(Sun Protection Factor “SPF”)
لنفترض أن جلدك يحتاج 20 دقيقة ليصبح محمرا عندما لا تستخدم واقيا للشمس، لكنك عند استخدام عامل الحماية من الشمس بدرجة 15 "SPF15" فإن هذا سيعطيك نظريا فترة من الزمن 15 مرة أطول، أو خمس ساعات قبل أن يصبح جلدك محمرا.
يقيس عامل الحماية من الشمس"SPF" الفترة الزمنية التي يحتاجها المنتج لحماية جلدك من الاحمرار من الأشعة فوق البنفسجية-ب مقارنة بالفترة التي يحمر فيها الجلد عندما لا تضع الواقي، لذا وللحفاظ على عامل الحماية من الشمس عليك وضع واقي الشمس كل ساعتين على الأقل، وبعد السباحة فورا.
وتوصي مؤسسة سرطان الجلد باستخدام عامل للحماية من الشمس بدرجة 15 على الأقل، والذي يقي 93% من إشعاعات الأشعة فوق البنفسجية-ب، وعلى الرغم من أن عامل الحماية من الشمس الذي تزيد درجته عن 30 لا يقي سوى 4% أكثر من هذه الإشعاعات، إلا أنه ينصح الأشخاص الذين لديهم حساسية من الشمس، ومرضى سرطان الجلد، والأشخاص الذين لديهم عامل خطر الإصابة بسرطان الجلد باستخدام درجة عالية من عامل الحماية من الشمس.
وقد تصل بعض إشعاعات الأشعة فوق البنفسجية عبر الجلد وتسبب الضرر حتى مع استخدام كريم واقي الشمس المثالي، لذا تنصح مؤسسة سرطان الجلد بأن يكون واقي الشمس جزءا من برنامج كامل وشامل للحماية من الشمس، وذلك بارتداء ملابس تحمي من الشمس، ونظارات شمسية، والجلوس تحت الظل، وتجنب الشمس بين الساعة 10 صباحا و4 مساء.
نصائح :
•إذا اضطررت للخروج بين 10 صباحا و4 مساء، فابحث عن الظل.
•ارتد قبعة عريضة وأنيقة بنفس الوقت، ونظارات شمسية تحمي من الأشعة فوق البنفسجية، بالإضافة إلى ملابس تحمي من الشمس.
•قبل الخروج بنصف ساعة، تأكد من وضع 28 غم (حوالي ملعقتين كبيرتين) من واقي الشمس بدرجة عامل للحماية من الشمس تساوي 15 أو أكثر على وجهك وجسمك، وضعه مرة أخرى كل ساعتين.
•ضع كريم واقي الشمس مرات أكثر إذا كنت تعرق، وفورا بعد السباحة.
التشميس داخليا
أصبح التشميس لمجاراة الصرعات والحصول على بشرة سمراء في مراكز متخصصة ظاهرة مشهورة في الأردن، مع العلم أن الأجهزة المستخدمة للقيام بذلك تصدر أشعة فوق بنفسجية، وهناك دليل قاطع وقوي على أن إشعاعات الأشعة فوق البنفسجية تسبب سرطان الجلد، ومع ذلك تجد هذه الأماكن منتشرة ومشهورة بشكل كبير.
لا يتجاوب جلد الجميع مع هذه الإشعاعات للحصول على لون أسمر؛ فالأشخاص ذوو البشرة الحنطية يصابون بالحروق وظهور بعض النمش ببساطة، ولكن الأشخاص الذين يتشمسون ينتج لديهم صبغة الميلانين السمراء وتوزع في الطبقة السطحية للجلد(البشرة) في الأيام التي تتلو فترة التعرض للشمس، إن تطور هذه الصبغة تحمي بحد أدنى الجلد من التضرر من إشعاعات الأشعة البنفسجية، ويقال إن هذه الحماية المتدنية تدعم مقولة إن الاسمرار أمر صحي، ولكن هذا غير صحيح على الإطلاق، بل إن النقطة المهمة والحقيقة المرة التي يجب ملاحظتها هو أن هذا الضرر الذي وصل إلى الحمض النووي DNA أدى إلى إنتاج ما يسمى باللون المسمر.
أسئلة وأجوبة حول سرطان الجلد
1. من الذي يصاب بالنوع الشائع من سرطان الجلد؟
أكثر النّاس تعرضاً لهذا السرطان هم أصحاب البشرة الشقراء، أما أصحاب البشرة السوداء والزيتونية فهم أقل قابلية للإصابة بهذا السرطان، وذلك لأن صبغة جلودهم توفر لهم حماية ضد أشعة الشمس فوق البنفسجية.
2. كيف يمكن منع الإصابة بسرطان الجلد؟
أفضل وقاية لكل شخص هي تجنب الإفراط في التعرض لأشعة الشمس
- خصوصاً بين الساعة العاشرة صباحاً والرابعة عصراً- عندما تكون الأشعة فوق البنفسجية في أوج قوتها، أما إذا كنت مضطرا للتعرض لأشعة الشمس فعليك أن تتقيها باستعمال الكريمات الواقية من أشعة الشمس أو باستعمال حاجبات أشعة الشمس أو ارتداء الملابس الواقية.
3. كيف يمكن التفريق بين سرطان الجلد وبين الشامات وغيرها مما ينبت على الجلد ولا يكون مؤذياً؟
مع أن الطبيب هو وحده الذي يستطيع أن يعطي التشخيص الصحيح، إلا أن هناك بعض العلامات التي قد تنذر بوجود سرطان، منها القرحة التي لا تندمل وأية تغيرات تطرأ على حجم أو لون ثؤلول أو شامة، وظهور أية مساحة غريبة بلون مختلف على الجلد.
4. هل يمكن علاج معظم أنواع سرطان الجلد؟
إن الاكتشاف المبكر والعلاج السريع والكافي يضمن فعلياً بإذن الله العلاج الكامل لمعظم أنواع سرطان الجلد، باستثناء نوع يسمى الميلانوما، وهو سرطان ينشأ في الغالب في الشامات، ويبلغ معدل النجاة بعد الإصابة خمس سنوات بإذن الله بالنسبة للمصابين بمرض الميلانوما.
هل تعلم؟
•تجب الحماية من الشمس على مدار السنة.
•إشعاعات الأشعة البنفسجية الضارة يمكنها اختراق أنواع كثيرة من الملابس، والمركبات، والنوافذ السكنية.
•أكثر من 90% من جميع سرطانات الجلد سببها التعرض للشمس.
•التعرض لحروق من الشمس أيام الطفولة تزيد أكثر من الضعف فرصة الإصابة بورم ميلانوم في حياة الإنسان لاحقا.
•يمكن أن تبدأ آثار عجز الجلد بسبب الشمس أو التشمس بالظهور في العشرينيات من العمر.
•يمكن أن تضر الإشعاعات فوق البنفسجية عينيك، بحيث تساهم بالإصابة بالماء الزرقاء، وسرطان الجفون.
•عندما تكون في منطقة مكسوة بالثلج يكون وجهك وعيناك عرضة لضرر الأشعة فوق البنفسجية ضعف ما يكون عليه في الوضع الطبيعي وذلك بسبب انعكاس الضوء.
•تخترق الأشعة فوق البنفسجية الماء، والتي تعكس ضوء الشمس بحيث تعطي ضعف إشعاعات الأشعة فوق البنفسجية.
•الرجال أكثر عرضة من النساء للوفاة من ورم الميلانوم، أكثر أنواع سرطان الجلد فتكا.