اقرأ وقارن وإبدا التغيير2
الناقل :
mahmoud
| الكاتب الأصلى :
دالـيا رشـوان
| المصدر :
www.alameron.com
أعداءك
معاملتك لأعداءك هو الإختبار لك، لأن الإنسان قد يكون لطيفا مع الناس طالما أنهم بعيدا عن دائرة الخصومة وبمجرد حدوث خلاف تنقلب الدنيا وينقلب سلوك الإنسان رأسا على عقب ويصبح محبا للأذى ولو كان يفوق بأضعاف العمل المُعَاقَب عليه ولا ننسى أن من علامات المنافق أيضا أنه إذا خاصم فجر.
عليك أن تكظم غيظك وأن تزن الأمور بعقلك فقد أعطاك الله حلولا تتعامل بها مع من يعاديك يقول تعالى:
وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ
وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ (126) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ (128) - النحل
وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ
فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ
وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً - النساء
سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِن جَاؤُوكَ
فَاحْكُم بَيْنَهُم أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ – المائدة
وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا
فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ
وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ – الأنعام
وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ
ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ – فصلت
أول ما تفعله مع عدو أو ظالم أو مسيئ أن تتخذ ضده إجراء رسمي يمَكِّنَك من الوصول لحقك إن وجد ثم تتعامل معه بما يرضي الله، فليست البلطجة هي الحل إنما التعقل والتروي وإن كنت من الشخصيات العصبية فأفضل حل لك أن تتجاهل عدوك إذا حاول استفزازك ليوقعك في الخطأ وأن تشغل نفسك بشئ آخر.
-11-
طريقك
عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم
-:
(إياكم والجلوس بالطرقات، قالوا: يا رسول الله ما
لنا بد من مجالسنا نتحدث فيها، قال: فأما إذا أبيتم فأعطوا الطريق حقه،قالوا: وما حقه؟، قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي والنهي عن المنكر)
.
متفق عليه
.
هنا تأتي مسألة التسكع في الشوارع والجلوس على النواصي تلك التي أصبحت من العادات الطبيعية للشباب لأنها التسلية الوحيدة لهم يتخللها مضايقة المارة أو السخرية منهم أو مراقبتهم وإحراجهم ومضايقة الفتيات بألفاظ خارجة عن أي حدود فيعتبرك أصحابك رجل "روش أو كوووول".
المقابل للفتيات هو "الخروج للتنزه مع صديقاتي" ولا أحد في البيت يعلق مع العلم أن تعرُض الفتاة للتحرش بخروجها من بيتها يعد نسبته 150%، فهل يقبل الآباء أن يقدموا فتياتهم كسلعة للمتحرشين أم أنهم يفخرون بذلك أم أن لديهم لامبالاة بأبنائهم و انعدام الرغبة في حمايتهم.
علينا يجب إعادة النظر في سبب الخروج من البيت وآدابه وعدم اتخاذ قرار الخروج إلا لهدف يتفق مع شرع الله وبضوابط تحمي من سيخرج وتحمي أيضا الناس من شرِّه.
حفاظك على طريقك يعني أيضا عدم إتلافه بأي شكل من الأشكال أو إلقاء الفضلات فيه، فهناك من يتعامل مع الطريق على أنه مقلب كبير للقمامة له الحق أن يرمي ما يشاء أينما شاء.
حفاظك على الطريق يعني عدم مزاحمة الناس بسيارتك وعدم تعطيل الآخرين بالسير في وسط الطريق أو بإيقاف السيارة في وسط الطريق أيضا لأنك تسال عن عنوان أو لأنك تتحدث في الموبايل أو لأنك تفكر في شئ ما، وحين تركن سيارتك ليس معنى وجود مساحة كبيرة أن تضيعها كلها ولكن راقب الله في هذا العمل وخذ مكان واحد فقط واترك المساحة للآخرين وكن قدوة للناس بذلك فإن فعلت وإن لم يركن أحد وحتى لو كان الطريق خاليا فإن لك به ثواب بقدر نيتك والله يضاعف لمن يشاء، فهل فكرت في أن يكون لك ثواب بهذه الطريقة. هناك من يشغل مكانين لأنه لا يعبأ بالآخرين واعتاد ذلك وهناك من يتعمد إيذاء الناس ومنعهم من أن يجدوا مكان لسيارتهم حبا في تعذيبهم وهناك من يخاف على سيارته فيمنع الآخرين من أن يضعوا سيارتهم بجانبه، وغالبا من يخاف بهذا الشكل ويؤذي الآخرين خوفا على نفسه يجد ما يخاف منه يحدث من حيث لا يحتسب لأن الحافظ هو الله وإن كنت تريد تأمين سيارتك فعليك إرضاء الله ليحفظها لك فإذا أغضبت الله خوفا على مصالحك فستجده سبحانه يريك ما تخاف منه وما أغضبته من أجله ليعلمك أنك لست الحافظ وذلك سواء في هذا الموضوع الخاص بسيارتك أو في غيره.
وفي حسن الخلق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(المسلم أخو المسلم لا يخونه و لا يكذبه و لا يخذله كل المسلم على المسلم حرام عرضه و ماله و دمه التقوى هاهنا - و أشار إلى القلب - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم)
(أحب الناس إلى الله أنفعهم و أحب الأعمال إلى الله عز و جل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا و لأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا و من كف غضبه ستر الله عورته و من كظم غيظا و لو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة و من مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام و إن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل)
(أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا صدق الحديث و حفظ الأمانة و حسن الخلق و عفة مطعم)
إن المسلم في كل مكان يحاول أن يشعر بمراقبة الله له لأنه إذا أحسها فستتغير تلقائيا كثير من السلوكيات العامة التي لا يعبأ بها في العادة ولا يعطي لها وزنا
-12-
سمعك
ماذا تسمع وكيف تتعامل مع ما تسمعه؟
هل تسمع الدروس الدينية؟ هل تعمل بما تسمعه أم تسمع وتستمتع بما تسمعه وقد تدمع عينيك وبعد إنتهاء الدرس ينتهي التأثير وتعود الأمور كما كانت.
هل تعلم أن هناك مسئولية على سماعك، أي أن حسابك على فعل قبل سماع أبعاده الشرعية والعلم بها لا يستوي مع نفس العمل بعد أن سمعت عنه وعلمت به،
أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (9) - الزمر
إذا كنت تؤمن بأن الله أنزل كل شئ بقدر وأنه ليست هناك صدفة فمعنى ذلك أن ما سمعته أيضا ليس بصدفة مما يرمي إلى أن عدم العمل بما سمعته يدخل في دائرة الإعراض وعدم الإستجابة لآيات الله
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ (22) – السجدة
فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50) - القصص
-12-
أصدقاؤك وصحبتك
من هم أصدقاءك وصحبتك وكيف تقضي وقتك معهم؟
كم نسبة ما يرضي الله من إجمالي أوقاتك معهم؟
أهم ما في حياة المرء صحبته لأنهم هم الذين يشكلون رؤيته وأسلوبه في الحياة هذا في حالة اندماجه معهم لكن بالطبع إذا لم يتفق معهم فسيتركهم ويسأم من الجلوس معهم ولن يتأثر. أصدقاءك يستطيعون أن يرفعوك معهم أو يسحبوك إلى أسفل سافلين. ولنتخيل أنك لا تتبع فكر محدد، وقتها ستجد أنه إذا دخل أصدقاءك إلى الجامع ليصلوا فستدخل معهم للإئتناس بهم وإن دخلوا الخمارة دخلت معهم أيضا لنفس السبب، ومع التكرار ستجد المكان الذي ترتاده معهم وطبيعة أفكارهم حواراتهم هي التي تسيطر عليك وتشكل أفكارك الداخلية.
جاءت لي زميلة عمل محجبة وشكت لي أنها مستاءة من أنها ينتابها شعور جارف بالرغبة في نزع الحجاب والعودة لإرتداء ما يظهر مفاتنها، فسألتها بعض الأسئلة ووجدت أن هذا الشعور ينتابها كلما عادت من نزهتها مع صديقاتها وهن غير محجبات، فهي ترى كيف يظهرون جمالهن وأنها ليست أقل منهن ومع الوقت سيطر عليها فكر أنها تريد أن تعود لتنافسهن. تخيلوا لو كانت هذه الفتاة تخرج مع صديقات منتقبات أو محجبات متحفظات؟ ماذا لو كانت جلساتهن جميعها في ما يفيد وما يرضي الله ورسوله؟ هل نفس الشعور كان سينتابها؟ بالطبع لا بل كانت ستشعر بأنها أقل منهن وسيغمرها شعور بالتقصير سريعا ما سينقلب إلى عمل.
-13-
سرك
هل تتقي الله في سرك كما تتقيه في جهرك؟ حين تخلو بنفسك هل أول ما يتبادر إلى ذهنك حرام؟ أم أن خلوتك أكثر حلالا من اختلاطك بالناس لأنك تستشعر أنك تختلي بالله سبحانه؟
هل تعلم حرام ولم تمتنع عنه؟
هل تعلم حلال وكسلت عن أداؤه؟
هذا هو الفيصل، العلاقة بينك وبين ربك في أعماقك، فإن صَلُحَ سرك صلح جهرك، المشكلة كلها تكمن في الحرص على إصلاح ما تجهر به وسرك لازال عالقا بهواك، فيتسم جهرك بما يرضي الناس ويفتقد الإخلاص لله وتتساءل لماذا لا تستطيع أن تكمل مسيرة الإلتزام ، أول الإلتزام معرفة الله والإيمان به واليقين فيه ثم تبني على ذلك جميع عباداتك