البنية الأساسية والتضخم

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : AMIR-ALG | المصدر : www.startimes2.com

 
البنية الأساسية والتضخم
 
راشد محمد الفوزان 

 

أصبح مقياس التضخم عدة مؤشرات، فلا تحتاج لمؤشر فني ولا مالي كثيرا، فيكفي أن تعرف سعر "الحديد" و"الكابلات" و"الأرز" و"الزيت" لكي تعرف مقياس التضخم، وهذا للمواطن البسيط الذي لا يحتاج لقوائم مالية أو تقارير لكي يعرف مستوى التضخم، ولكن لمن يريد الاستزادة فعليه أن يراقب سعر الدولار والفائدة والنفط والذهب فقط، بدون أن نهول المؤشرات والقراءات لكي نقدر مستوى التضخم، أصبحنا الآن نعيش ونتعايش بالتضخم أو تعريفة العلمي "ضعف القوة الشرائية والارتفاع المستمر بالأسعار" وهو أنواع (تضخم زاحف، تصاعدي، والأصيل، والمكبوت) وغيره من التعريفات وهذا ليس موضوعنا الآن . ولكن حين مستويات التضخم لدينا ومقاييسه كما ذكرت (الحديد، والكابلات، والغذاء) نجد أنه قطار سريع لا يتوقف، وسيأتي اليوم الذي نتعايش مع هذا التضخم شئنا أم أبينا، بمعنى أدق حين نقول ان سعر علبة "العصير" بريال واحد سنتعايش معها بعد فترة من الزمن أنها بثلاث ريالات، وهكذا يقاس علية كل السلع والخدمات، وهذا يقاس الآن على "البنية التحتية" للمملكة، حيث أن بلادنا لا زالت تحتاج الكثير من البناء الأساسي بعد طفرة سابقة وندخل الآن طفرة جديدة، وهذا يعكس قوة الضخ المالي "المفترض" أن تتم الآن وبمئات المليارات، فكم نحتاج لزيادة طاقة الكهرباء، والماء، وخلق فرص عمل جديد، وجامعات، وبناء المطارات، وتوفير السكن، وسكك حديد وطرق وغيره الكثير مما يفترض بناءه من فترة زمنية وللقادم من الأيام، أمام الحكومة عمل كبير وجبار من خلال البناء للبنية التحتية لبلادنا مع هذا النمو السكاني الذي ولد حاجة على كل السلع والخدمات، وأصبح كل الوفر المالي لدينا الآن أمام متطلبات مهمة وأساسية، لكي تستثمر في بناء هذه البنية التحتية، وأن لم تتم خلال المرحلة القادمة سنكون أمام اختناقات كبيرة وكثيرة، فلا يعني كثيرا دخل "نفطي" عال ووصول الآسعار إلى 139دولاراً في ظل تضخم كبير وتأكل النقد وهي نظرية التضخم نفسها، فحين ننظر لنظرية التضخم العلمية المعروفة (نظرية العرض والطلب demand-pul inflation) ونظرية (زيادة تكلفة الانتاج cost -push inflation) تعني أن تكلفة الانتاج لن تتوقف وستستمر بلا تراجع وهذا هو التوجه القادم، فاقتناص الوقت لكي يتم بناء بنية تحتية أساسية هو التحدي القادم، وارتفاع التكلفة هو انعاكس لارتفاع النفط الذي هو يعكس واقعا حقيقيا لأسعار أقل من 80دولاراً، وأيضا يحمل الكثير من المخاطر هذه الأسعار للنفط وتعني استمرار البحث عن البدائل حتى وأن كان بتكلفة أعلى، وأيضا اختناق عالمي بارتفاع الأسعار، فلا يفيد كثيرا دول النفط التي أصبحت تعاني من تسارع ارتفاع الأسعار وكأنها لا تعني شيئا، سيعاني صناع القرار الاقتصادي والحكومة مصاعب كبيرة، بين تضخم مستمر ودخل مرتفع رقميا، وبناء بنية أساسية تحتية للوطن حتى لا يكون مستقبلا لدينا أرصدة ضخمة رقميا ولكن لا تفي بربع احتياجات هذا الوطن .