-------------------------------------------------------------------------------- بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته طـوابير طـويلة من المواطنين اصطفت أمام المخابز تنشـد رغيـفا من الخبـز.. حناجر تهتف بغضب وبأشـد درجات السخط على ارتفـاع الأسعـار.. إضراب مفتـوح لأصحاب المخابـز احتجاجا على ارتفاع ثمـن الدقيــق.. ضجـة هنا وزحمـة هناك.. فقد رُصدت امس الأربعاء منذ الصباح الباكر في كل شارع من شوارع مدن قطاع غزة لتذكر الجميع بمشاهد طوابير الخبز الطويلة في ديسمبر الماضي حينما كانت غزة تعاني من أزمة وقود خانقة أضعفت كثيرا من الطاقة الإنتاجية للمخابز، على خلفية وقف المحتل الإسرائيلي إمدادات الوقود. لكن الجديد في مشاهد اليوم هو توقف المئات من مخابز القطاع عن عملها منذ الفجر بإرادتها الكاملة، حيث أغلقت أبوابها في وجه المواطنين، مطالبةً برفع ثمن الخبز أسوة بارتفاع ثمن الدقيق والسولار وباقي المواد المستخدمة لإنتاج رغيف الخبز. والمواطنون ما إن سمـعوا بخبر الإضراب "المفتوح" حتى اصطفوا في طوابير طويلة، أملا في الحصول على رغيف الخبز، ولو بطريقة ودية من أصحاب المخابز. صاحب أحد المخابز -رفض ذكر اسمه- صرح لـ"إسلام أون لاين.نت" أنهم باتوا غير قادرين على العمل في ظل الارتفاع الملحوظ في سعر الدقيق مؤخرا، حيث أصبح "شوال الدقيق الرديء" (سعة 50 كيلوجراما) يباع للمخابز بما يعادل 35 دولارا، ويصل النوع الجيد منه إلى 50 دولارا، فيما تبيع المخابز 3 كيلوات من الخبز بسعر 8 شيكلات إسرائيلية فقط (دولارين)، بحسب التسعيرة المعتمدة من حكومة إسماعيل هنية المقالة، و"هو ما لا يؤدي لتحقيق أي مكاسب". ويشدد المصدر نفسه -في معرض تبريره لقرار أصحاب المخابز بالإضراب المفتوح- على أن هذه التسعيرة "تشل عمل المخابز"، وأنهم طالبوا الحكومة برفع الثمـن دون جدوى، خاصة مع الارتفاع المتواصل في سعر السولار اللازم لتشغيل المخابز. وفي ضوء الإغلاق المستمر لمعابر غزة منذ ما يقرب من عام، وسياسة الحصار الإسرائيلية المفروضة على القطاع، تعد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) المصدر الوحيد الذي يزود مخابز غزة بالطحين (الدقيق). وفي مدينة غزة وحدها أغلق أكثـر من 40 مخبزا أبوابه في وجه المواطنين الذين تجمهروا أمام المخابز وسط غضب واستنكار شديدين. من جانبه أكد زياد الظاظا وزير الاقتصاد بحكومة هنية أن الحكومة لن تستجيب لمطالب أصحاب المخابز برفع ثمن الخبز، مشيرا إلى أن وزارته قامت في السابق بـ"تحديد أسعار الدقيق وتحقيق الأرباح تحت قاعدة لا ضرر ولا ضرار لأصحاب المطاحن والتجار وكذلك المخابز والجمهور، مع الأخذ في الاعتبار الزيادات في أسعار الدقيق والسولار". وقال الظاظا في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت": "إن صاحب المخبز يربح ربحا معقولا وإن المواطن يتعامل مع (ربطة الخبز) بما يتفق مع الأسعار الدولية الموجودة بشكل معقول.. حينما تباع الربطة بـ8 شيكلات (دولارين) داخل المخبز فإن هذا يحقق ربحا محترما لأصحاب المخابز ومقبولا من قبل المواطن". وأوضح أنه تم الاتفاق خلال الشهور الستة الماضية مع أصحاب المخابز على سعر ربطة الخبز ووزن هذه الربطة، وفقا للأسعار والتكاليف التي وضعوها هم بأنفسهم، واعدا بأن تعمل الحكومة جاهدة على حل هذه المعضلة. وعلمت "إسلام أون لاين.نت" أن مفاوضات تجرى حاليا بين حكومة هنية وممثلي أصحاب المخابز لإنهاء الأزمة في أسرع وقت. وتأتي هذه الأزمـة لتُضاعف من معاناة أهالي غـزة في ظل الحصار الإسرائيلي الخانق المستمر منذ سيطرة حركة المقاومة الإسلامية على القطاع في منتصف يونيو الماضي .