كيف تختار معاركك؟!

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : د.مصطفى السعدني | المصدر : www.maganin.com

الأساليب السابقة سوف تسمح لك بأن تبدأ في القيام بعملية مقاومة شاملة سوف تنهي ما كنت تتعرض له من سيطرة واستغلال، وتجعلك تستعيد السيطرة على حياتك، ولكن، يجب أن تختار معاركك بدقة وحكمة.

استخدم الخطوات السابقة بطريقة انتقائية، وقم بتقييم استجابات وردود أفعال الشخص المستغل. إن بعض العلاقات المستغلة تتغير بالفعل وتصبح إيجابية وصحية إلى حد كبير، على الرغم من أن بعضها قد لا يتغير للأسف.

ربما تستخدم الخطوات السابقة كنوع من التقييم الاختباري لتحدد ما إذا كانت العلاقة التي يتم استغلالك فيها تمتلك من المرونة والقوة ما يسمح لها بالتغيير أولا.

أنت تعرف الظروف والتعقيدات الموجودة في علاقتك الخاصة، وهناك عوامل كثيرة من الممكن أن تؤثر على قرارك بالاستمرار في العلاقة أو بإنهائها أو بالمقاومة أو بالاستسلام أو بالوصول إلى تسوية للحد من الخسائر وتحسين الموقف في حالة عدم إمكانية التوصل إلى تسوية أو تغيير شامل.

على سبيل المثال، إذا كنت تتعرض للاستغلال في عملك فمقاومتك ربما تتطلب حملة صغيرة يتم تنسيقها بعناية لتساعدك على تحسين الطريقة التي تشعر بها تجاه نفسك في نفس الوقت الذي تحمي فيه وظيفتك ومصدر رزقك. ربما لا تختار أبدا أن تواجه رئيسك في العمل إن كان نزاعا إلى السيطرة ويفتقد القدرة على التفكير السليم. ومع ذلك، فاستعادة السيطرة بطرق صغيرة والبحث عن بديل لموقفك الوظيفي الحالي ربما يكونان كافيين لتقليل ما تشعر به من ضغوط في الوقت الحاضر وللسماح لك بالاحتفاظ باحترامك لذاتك، في الوقت الذي تقوم فيه بشكل تدريجي وآمن بوضع خطة تحررك في موضع التنفيذ.

أو يمكنك التصرف كما فعل أحد الأشخاص الذين أعرفهم، أن تتخلى عن الخطوات البسيطة لاستعادة السيطرة وتلجأ بدلا من ذلك إلى أسلوب الثورة الشخصية؛ حيث كان هذا الشخص طبيبا يعمل في إحدى المستوصفات الفرعية والتي تتبع المستشفى الذي أعمل به.

كان راتبه الشهري معقولاً، ولكنه لم يكن سعيدا ببيئة عمله ككل، وكان هذا راجعا بشكل أساسي إلى عدد من رؤسائه في العمل، عند زياراتي الشهرية للمستوصف الذي كان هذا الطبيب يعمل فيه لم يرغب في أن يخبرني بتجاربه السلبية في العمل، لقد كان يتعرض لعملية سيطرة واستغلال، من أداء أعمال إضافية إلى التمييز الظالم بينه وبين بعض الزملاء، وكذلك توجيه بعض الإهانات له أحيانا، ولكنه رفض أن يسمي هؤلاء الأعمال بالتسلط والاستغلال، ولكنه بصورة تدريجية وصل إلى معرفة كيف كان يؤثر عليه الأسلوب المستغل المتسلط الذي يستخدمه بعض رؤسائه في العمل وكذا افتقار بعضهم إلى أخلاقيات العمل.

وفي صبيحة أحد الأيام، وبينما كان يقدم محاضرة عن علاج مرض السكري لباقي الزملاء في ذلك المستوصف هاجمه أحد رؤسائه بصورة غير لائقة وغير مُهذبة أمام باقي الزملاء رغم أن هذا الرئيس أصغر منه كثيراً في العمر، وكان هذا الهجوم غير المُبرر أثناء تلك المحاضرة بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، لقد بدأ يُفكِّر جديا في انتزاع نفسه من هذا الجو المؤلم، وبعد أسبوعين أتى ليقابلني ويأخذ رأيي في تصرفه، وكان بالفعل قد قدم استقالته من عمله، لقد شعر بالتحسن في اللحظة التي قرر فيها ما سيفعله مستقبلا، وبراحة أكبر بعد الموافقة على استقالته، وذلك على مضض من رؤسائه!!، وهو لم يندم أبدا على اتخاذ هذا القرار.

وسواء لجأت إلى استخدام خطوات صغيرة متدرجة للمقاومة أو عمدت إلى أسلوب الثورة فأنت تدرك الضرر الذي يمكن أن يسببه تعرضك للسيطرة والاستغلال على صحتك العاطفية والجسدية، فأنت إن لم تقدم على صنع أي تغييرات على الإطلاق وسمحت للآخرين بأن يجعلوا منك ضحية على الدوام فأنت الآن مخول للإفلات من السيطرة المُستغِلة التي تُحزِنك فالآن أصبحت تعرف أيضاً أساليب مقاومة الاستغلال. أما اختيارك للشخص المستغل الذي ستقاومه وتحديدك لكيفية وزمن مقاومتك لاستغلاله فهذه أمور ترجع إليك