المفتاح الأول: تحكم في سلوكك تحقق التميز والنجاح تعرف على دوافعك: لا يصدر سلوك النفس البشرية إلا ووراءه دافع يحركه, فإذا كانت هذه الدوافع هي التي تحركنا وتوجهنا نحو السلوك المراد, لكي نصل إلى الهدف المنشود من وراءه, ولذلك فإنه يتوجب علينا أن نعرف ما هي احتياجاتنا الأساسية التي يجب أن تشبع حتى نعرف ما هي دوافعنا التي تكمن وراءه. تعرف على حاجاتك الخمس: الحياة تزخر بالمتناقضات, ويتباين سلوك الإنسان طبقا لدوافعه, وإذا ما استطعنا أن نعرف خلفياته التي شكلت أفكاره ومشاعره واتجاهاته, نستطيع أن نتوقع ردود فعله في مواقف معينة, ولن نستغرب كثيرا من ردود فعل بعض الأشخاص الذي يكون رد فعله متوقعا, "وبالرغم من التشابه الشديد في تصرفات بعض الأفراد, فإن الأسباب الكامنة وراء هذه التصرفات تكاد تتشابه " مدرج ماسلو لنظرية الحاجات: واحدة من أشهر النظريات عن دوافع الإنسان قدمتها إبراهام ماسلو في عام 1943 وتقوم نظرية ماسلو على عدد من الافتراضات هي: ونعرض فيما يلي لتصور ماسلو عن الحاجات الإنسانية: 1- الحاجات الأساسية الفسيولوجية: هي تلك الحاجات المرتبطة بضرورات البقاء على قيد الحياة , وتشمل الطعام والماء والملبس والمأوى والهواء والنوم وما إلى ذلك . وتقع هذه الحاجات في قاع مدرج أوسلو باعتبارها حاجات أساسية. 2- حاجات الأمان:حينما يتم إشباع الحاجات الفسيولوجية بصفة أساسية, تبدأ حاجات الأمان في الظهور, لتسيطر على سلوك الفرد, وحاجات الأمان يمكن التعبير عنها في صورة الرغبة في الحماية ضد الأخطار التي يتعرض لها الجسد, مثل الحريق أو الحوادث وأخطار التهديد والحرمان من الأمان الاقتصادي. 3- الحاجات الاجتماعية: حيث يشبع الفرد حاجاته الفسيولوجية, وحاجات الأمان بصفة ؟أساسية , تظهر له الحاجات الاجتماعية كدافع رئيسي يوجه سلوكه, وهذه الحاجات الاجتماعية تتعلق برغبة الفرد في أن يشعر بالانتماء للآخرين, وبقبول الآخرين له وبالصداقة والمودة , في نفس الوقت الذي يرغب أيضا أن يعطي هو نفسه الصداقة والمودة للآخرين, وباختصار فالفرد يريد أن يشعر أنه مطلوب و أن الآخرين يحتاجون إليه, وقد أثبتت البحوث الطبية أن الطفل قد يموت إذا لم يحمل ويداعب ويحتضن وهو صغير, وقد أدى هذا إلى انتشار تعبير الدعم stroking , في العصر الحديث ,فالأفراد يرغبون في دعم الآخرين لهم, وهم يتلهفون على ربت الآخرين على الرأس مثلا , وهم يردون على ذلك بالمثل, والدعم ليس بالضرورة دعما جسديا بل قد يكون عقليا أو نفسيا , فالزوج الذي يطري على زوجته بعبارة حسنة بخصوص الثوب الذي ترتديه, ثم ترد عليه زوجته بعبارة مجاملة عن ذوقه إنما يدعم كل منهما الآخر دعما ذهنيا في الواقع, تماما كالربت على الرأس أو الكتف, والأفراد بطبيعتهم يحتاجون إلى هذا النوع من تبادل الدعم . 4-حاجات المركز والشعور بالذات: عندما يتم إشباع الحاجات الفسيولوجية وحاجات الأمان والحاجات الاجتماعية, فإن الحاجة للشعور بالذات تظهر وتصبح هي الحاجة الملحة التي توجه سلوك الفرد, وحاجات الشعور لها شقان: الشق الأول يتعلق بالاعتداد بالنفس, ويشمل الثقة بالنفس, واحترام النفس, والجدارة, والاستقلال والحرية وإشباع هذه الحاجات مفيد وضروري في هذا العالم, والشق الثاني من حاجات الشعور بالذات يتعلق بحاجته إلى شعور باعتراف الآخرين به, وتشمل هذه الحاجات: الحاجة إلى المكانة والتقدير والأهمية من جانب الآخرين له. 5- حاجات إثبات الذات: إن ظهور حاجات إثبات الذات يأتي فقط بعد أن تكون بقية الحاجات الأخرى على المدرج قد أشبعت بصفة أساسية, وقد عرف ماسلو إثبات الذات على أنها رغبة الفرد في أن يصبح أكثر تمييزا عن غيره من الأفراد, وأن يصبح قادرا على فعل أي شيء يستطيعه بنو الإنسان. وعند هذا المستوى من مدرج الحاجات الإنسانية فإن الفرد يحاول أن يحقق كل قدراته وطاقاته المحتملة. فهو مهتم بإثبات ذاته وتنميتها وبالفكر الخلاق في أوسع معانيه. ويختلف الشكل الذي تأخذه حاجات إثبات الذات من فرد لآخر, فحاجات إثبات الذات يمكن إشباعها من خلال أي خليط من ممارسة الرياضة, أو السياسة, أو البحث الأكاديمي, أو تكوين الأسرة, أو الدين, أو الهوايات, أو الدخول في مشروعات الأعمال. وتشير الدراسات والبحوث إلى أن رغبة الإنسان في إثبات الجدارة ترتبط أيضا بحاجات إثبات الذات التي حددها ماسلو, فالأفراد يرغبون في إثبات الجدارة لأنها تعطي لهم نوعا من السيطرة, والتحكم في بيئتهم, فالأفراد البالغون الأذكياء يضعون لأنفسهم أهدافا جموحة, ولكنها عادة تكون في إطار ما يمكنهم تحقيقه وبهذا يتحقق لهم إثبات الذات