المبحث الثاني المطلب الاول مصير الأمة التي تركت الإصلاح لغة القرآن مع بني البشر واحدة، وفي القرآن كثير من القصص للأمم الغابرة , فقد تحدث عن وجود أقوام بعد بدء الخلق وصنفها، اما من حيث الخيرية أو الشرية . فالقرآن تحدث عن بني إسرائيل } يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ { البقرة:47، هكذا كانوا ، لكن بعدما أعرضوا عن التوراة ،ماذا كانت منزلتهم ؟ فقد قال فيهم } مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً { الجمعة:5، ولما وقعوا في الفساد والافساد، بدأوا بالانحراف والعصيان والاعتداء قال في حقهم : } ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ { آل عمران:112،. من الجدير أن نقف هنا ونطرح سؤالاً مهماً ، ياترى مالسبب وراء تلك العقوبات الالهية الصارمة ؟ الجواب ماقاله تعالى:- } ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون { آل عمران 112، فعندما ندرس حال الأمة الإسلامية فى القرآن } كنتم خَير أمة أخرجَت للناس { على أساس } تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر { قبل (وتؤمنون بالله) يجب ان نتذكر حال بني إسرائيل } وفضلناكم على العالمين { فأذا فقد المسلمون هذا الأساس وإنحرفوا عن منهج الله فلم يكن لهم شأن أفضل على الله من بني إسرائيل وليسوا بأكرم منهم , فإن قانون الله واحد } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ … { المائدة :54 ، وان الله عز وجل يذكرالأمة الإسلامية باحوال الأمم الماضية فيقول في سورة الفجر }أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ { الفجر:6-11. ويقدم الحديث النبوي تفصيلات واسعة ودقيقة عن الأمم السابقة من الذين إكتفوا بالصلاح وأوكلوا غيرالصالحين ورضوا بأفعالهم فكان ذلك سبباً في شمول الجميع بالعذاب , وتحذيرات صارمة للمسلمين ليأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر ويقفوا بوجه الظالم ويتصدوا للمفسدين , وإلا سيذيقهم الله ألواناً من العذاب السياسي والإجتماعي والعسكري والإقتصادي في الدنيا إضافة إلى ماينتظرهم في الآخرة ([1]). إن المعادلة القرآنية: هي كل طغيان في البلاد ينتج عنه إكثار في الفساد، وينتج عن الطغيان والفساد العذاب والعقاب، يوقف الله بالطغاة الفاسدين المفسدين وهذا ليس خاصاً بالطغاة السابقين كعاد و ثمود وفرعون، ولكنه قاعدة مطردة وسنة ربانية دائمة، تنطبق على الطغاة في كل زمان ومكان } إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ { الفجر:14، ([2]). ومن الآفات التي تلحق الأمة التي تترك الإصلاح:- 1- تعميم العذاب في الدنيا: قال تعالى } وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ { الأنفال:25، فالسكوت عن المعاصي والاعلان بها من موجبات العقاب والهلاك، لان السكوت عليها يغرى أصحابها على التمادى واستفحال أمرها وإنتشارها بكثرة، وذلك قد يتعدى إلى كل طبقات المجتمع الإسلامي، فيصبح الناس كلهم منحلين من الاخلاق الكريمة والآداب السامية الإسلامية، وحينئذ لا يبقى لوجود الصالحين بين الناس فائدة كبيرة ، لغلبة الشرعلى الخير، بل يصبح الأخيار و الأشرار وقته سواء،غيرأن الصالحين ينقلبون إلى مغفرة الله ورضوانه حسب صدقهم وإخلاصهم، وقد يكون ما أصيبوا من عقاب وعذاب، تطهيراً وتمحيصاً لهم ([3]). الأمة محصنة بقيم ، مالم تنكسر تلك القيم وما لم يكن في بنيانها ثغرة لدخول الافساد، ومن الثغرات التي تسبب الهلاك وتاخذ الأمة بلا فرق في بني أفرادها هو ظهور المعاصي التي تبنى بالفساد مع السكوت عليها. ذلك ان الوصية اذا صدرت من فرد وأتى بها خفية كما هو المطلوب ممن إبتلي بشئ من ذلك، كان ضررها قاصراً عليه، ولا يتعدى شرها لغيره، اما اذا اصبح المجرمون والمنحرفون يعلنون بإجرامهم ويتظاهرون بفسوقهم، ولم يوجد من ياخذ على أيديهم ويردعهم، ويصل حينئذ وباءها إلى العامة والخاصة ولم يبقى وبالها مقصوراً على مرتكبيها و بذلك جاءت نصوص الشرع، قال الله عز وجل } وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ { الأنفال:25، فقوله عزوجل } وأتقوا { هو خطاب للمؤمنين مطلقاً صلحائهم وغيرهم، والمراد بالفتنة العذاب الدنيوي كالقحط والغلاء وتسلط الظلمة وغير ذلك، } وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ { الأنفال:25 ، أي إتقوا فتنة تتعدى الظالم فتصيب الصالح والطالح واصابها بمن يباشر الظلم منكم، واتقاء هذه الفتنة يكون بالكف عن الاسراف في الذنوب والاخذ على ايدي المهاجرين بها([4]) . وإن الآثمين إذا تركوا من غير رأي عام مهذب لائم هدموا بناء المجتمع، فإذا لم يأخذ الفضلاء على أيدهم سقطت الأمة، و تغيرت حالها، وأضطربت أمورها، وتقطعت الصِلاة التي تربطها، } إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ { الرعد:11 ([5]). 2- الذلة والهوان والفقر: إن الإصلاح أمر من الله، فضياع أمره يجلب الإنتقام الإلهي، ولا بارك لأمة ان ينتقم الله منهم، قال الإمام أحمد: حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا صفوان بن عمرو حدثني عبدالرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه (( لما فتحت قبرص فرّق بين أهلها فبكي بعضهم إلى بعض، فرأيت ابا الدرداء جالساً وحده يبكي: فقلت يا ابا الدرداء ما يبكيك في يوم أعزّ الله فيه الاسلام وأهله؟ فقال ويحك يا جبير: ما أهون الخلق على الله عزوجل إذا ضاعوا أمره، بينما هي أمة قاهرة لهم الملك، تركوا أجر الله فصاروا إلى ما ترى )) ([6]). وفي مراسيل الحسن عن النبي ( صلى الله عليه وسلّم ): (( لا تزال هذه الأمة تحت يد الله وفي كنفه مالم يمالئ قرائها أمرائها ومالم يزكِّ صلحاءها فجّارها، وما لم يهن خيارها أشرارها فاذا هم فعلوا ذلك رفع الله يده عنهم ثم سلّط عليهم فساموهم سوء العذاب ثم ضربهم الله بالفاقة والفقر )) ([7]). 3- عدم استجابة الدعاء: إن ترك الإصلاح يؤدي الى تعميم العذاب في الدنيا ، والهلاك المعنوي ،كالفقر والذلة والهوان، التي تعتبر من موجبات عدم إستجابة الدعاء، فعن حذيفة رضى الله عن النبي ( صلى الله عليه وسلّم ) قال: (( والذي نفسى بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذاباً ثم تدعونه فلا يستجيب لكم )) ([8]). 4- ضرب القلوب بعضها ببعض : قال النبي ( صلى الله عليه وسلّم ) : (( لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه عن الحق أطراً أو ليضربن الله في قلوب بعضكم ببعض ثم تدعونه فلا يستجاب لكم )) ([9]). " وضرب القلوب على القلوب المشار اليه في الحديث الشريف إشارة إلى مزجها وخلطها ببعض ، بمعنى ان تمتزج القوب الفاسدة مع القلوب السليمة وهذا من شأنه أن ينقل الفساد والاعتلال إلى القلوب السليمة الصحيحة لا العكس ، فإن مخالطة الصحيح للمريض لايمكن ان تنقل الصحة إلى المريض بل ان المريض هو الذي ينقل المرض إلى الصحيح بالعدوى , يقول الشاعر : ولا تجلس إلى أهل الدنايا فان خلائق السفهاء تعدى ومن هنا كان واجباً على المجتمع المؤمن لكي يحتفظ بوجوده سليماً معافى من آفات العلل النفسية والأسقام الخلقية التي من شأنها لو تمكنت منه أن تدمره , وتأتي عليه كما يأتي الوباء على من ينزل به، نقول إن الواجب على المجتمع المسلم أن يتفقد مواطن المنكر التي وصله من بعض أفراده فيعمل على إجلائها من مواطنه بكل وسيلة ممكنة له , ومن ذلك إشاعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا من شأنه أن يحقق وقاية وعلاجاً معاً " ([10]). 5- الاستحقاق للعنة الله :- اللعن هو الطرد من رحمة الله وتحت كنفه , كما ان رحمة الله تعم ميادين الحياة فإذا رفعها الله فسيحقق آثارها في كل الميادين , أي يأخذ اللعن كل نواحي المجتمع , بدءً من صلاحية الأفراد وتنتهي بإنهيار الحضارات , فلا تبقى لوجودها مقومات , عن إبن مسعود قال قال النبي ( صلى الله عليه وسلّم ) (( ان اول ما دخل النقص على بني إسرائيل انه كان الرجل يلقى الرجل فيقول يا هذا اتق ودع ماتصنع به فإنه لايحل لك .ثم يلقاه في الغد وهو على حاله فلا يمنعه ذلك ان يكون أكيله وشريبه وقعيده فلما علموا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض )) ([11]) ، قال تعالى } لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ .كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ { المائدة:78 –79 ثم قال( صلى الله عليه وسلّم ) : (( والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطراً )) ([12]). أما الحضارة وإنهيارها وإصابتها بالطرد من كنف الله ، كم أمتدت جذورها فانّ من قبلنا عبرة } وَيَا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ { هود:89، } وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَا { الأعراف:74. إنهم كانوا في الحجر وهي بين الشام والحجاز، ونلمح من تذكير صالح لهم أثر النعمة والتمكين في الارض لثمود , كما نلمح طبيعة المكان الذي كانوا يعيشون فيه , فهو سهل وجبل وقد كانوا يتخذون من السهل القصور وينحتون في الجبال البيوت , فهي حضارة عمرانية واضحة المعالم في هذا النص القصير … وصالح يذكّرهم إستخلاف الله لهم من بعد عاد، وإن لم يكونوا في أرضهم ذاتها ولكن يبدو انهم كانوا أصحاب الحضارة العمرانية التالية في التاريخ لحضارة عاد، وان سلطانهم إمتد خارج الحجر أيضاً ،وبذلك صاروا خلفاء ممكنين في الارض محكمين فيها وهو ينهاهم عن الإنطلاق في الأرض بالفساد، وإغتراراً بالقوة والتمكين، وأمامهم العبرة ماثلة في عادٍ الغابرين ([13]) . ونتيجة اللعن ورفع الرحمة عن الأمة تأتي تقطيع الأمة إلى أمم شتى، كل واحدة على حدتها وهي المأزق الكبرى التي وقعت الأمة الإسلامية اليوم فيها , كان غضب الله على بني إسرائيل من هذا النوع، قال تعالى } وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَماً مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ { الأعراف:168، " و ان ما وقع ببني إسرائيل تحت غضب الله ولعنته حتى رماهم بالتشريد ومزقهم في الأرض، وحصل ذلك لهم لأنّهم لم ينكروا المنكرات الشائعة فيهم، بل تركوها تتوالد وتتكاثر الجراثيم حتى إغتالت كل صالحة فيهم" ([14]). المطلب الثاني مكانة الإصلاح لا شك إنّ كل عمل يعمله المؤمن، من صلاة وزكاة وحج وإنفاق وأمر ونهي والعبادات البدنية والقلبية ، وخلق من أجل أن يحقق له سعادة الدارين، وخوفاً من أن يكتب عليه الشقاء في الدنيا ومصاحبة الزمرة الهاكلة في الآخرة، وطمعاً في أن يكتب له في الدنيا مصاحبة الزمرة الفائزة في الآخرة ، فلا يعمل المؤمن الكيس مالا يدري مابنهايتها؟ بل يعمل ما يثمر. ومن هذه الأعمال الإصلاح " فإصلاح المجتمع المسلم، حق لكل مسلم متى رأى إعوجاجاً عليه أن يصلحه بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان، بل ان هذه الوظيفة واجب، على كل فرد و لذلك عليه أن يتعاون مع الآخرين ليحق الحق ويدفع الباطل، فلا يثرى الظلم والشر يسشتري في جسد الأمة حتى لو كان الظلم والشر من أقرب الناس إليه " ([15]). وبهذا أصبحت الأمة الإسلامية خير أمة أخرجت للناس، فقوام خيريتها الإصلاح، وبدونه تفقد الأمة الخيرية، وهذه الأمة أخرجها الله عز وجل لمهمة، وهذه المهمة ليست قاصرة على أنفسهم ولا على بيوتهم ولا لقراهم بل - أخرجت للناس- كلها للقيام بثلاثة أمور، الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله، } كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ... { آل عمران: 110. "... وبه صارت منزلة الأنبياء والمرسلين أفضل منازل الخلق لتبلغهم الرسالة عن ربهم وصاروا من أفضل الخلق وأزكى العالمين نفوساً، وأكملهم علوماً، ومن هذا يتبين أهمية الركن ويظهر فضل الدعاة – الصالحين- إلى الله عز وجل بأمرهم المعروف ونهيهم عن المنكر أمام بقية الخلق، وكيف يصيرون به خلفاء النبوة، ونواب الرسل، لأن مراتب الدعاة إلى الله بعد مراتب الأنبياء ( فإنهم يخلفونهم )، على منهاجهم، وطريقتهم، من نصيحتهم للأمة، وإرشادهم الضال، وتعليمهم الجاهل ونصرهم المظلوم، وأخذهم على يد الظالم وأمرهم بالمعروف وفعله ونهيهم عن المنكر وتركه والدعوة إلى الله بالحكمة للمستجيبين ، والموعظة الحسنة للمعرضين الغافلين، والجدال بالتي هي أحسن للمعاندين المعارضين، فهذا حال أتباع المرسلين وورثة النبيين " ([16]). وصف الله عز وجل الأنبياء بالصلاح والإصلاح : إن آثار الصلاح والإصلاح ترفع من منزلة الإصلاح وتجعل له خصوصية تسمى بخصوصية الأمة الإسلامية , وهذه الآثار كلها في الدنيا , أي الأمة الإسلامية القائمة بالإصلاح موعود في الدنيا بآثار لاتعد وتحصى . أما الثمرات التي يكتسبها الصلاح والإصلاح بعد الحياة الدنيوية , فيكفينا أن نتذكر قوله تعالى }جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ , سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار { الرعد:23-24، أي يجمع بينهم أحبابهم فيها من الآباء والاهلين والابناء ممن هو صالح لدخول الجنة من المؤمنين لتقر أعينهم بهم حتى انه ترفع درجة الادنى إلى درجة الاعلى امتناناً وإحساناً من غير تنقيص للأعلى عن درجته، وتدخل عليهم الملائكة للتهنئة بدخول الجنة , فعند دخولهم إياها تغدو عليهم الملائكة مسلمين مهنئين لهم بما حصل لهم من الله من التقريب والإنعام والإقامة في دار السلام في جوار الصديقين والأنبياء والرسل الكرام ([17]). والإصلاح سبب لدعاء الملائكة والرسل، قال تعالى: } الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ { غافر: 7-9، والصالحون من زمرة أصحاب المنازل العالية في الجنة } وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً { النساء:69. وأخيراً فالإصلاح هوالإهتداء الذي قال عنه الرسول ( صلى الله عليه وسلّم ) (( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لاينقص ذلك من أجورهم شيئاً )) ([18]). المطلب الثالث قواعد ومراتب الإصلاح إصلاح الأمة نفسه شيئ سهل ميسور لمن يريده وبهذا أشار القرآن الكريم } وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ { القمر:17، هو الحال بالنسبة للإصلاح، اما تحقيق التغيير والتأثير في المجتمع ليس بشيء قليل يرتجى من وراء كلام مجرد , ولهذا وضع علماء الأمة أصولاً وقواعداً وشروطاً للقيام بهذه المهمة . ويقول الأفغاني ([19]) : " ... ومن طلب إصلاح أمة شأنها ماذكرناها بوسيلة سوى هذه فقد ركب بها شططاَ , وجعل النهاية بداية , وإنعكست التربية وإنعكس فيها نظام الوجود , فينعكس عليه القصد ولايزيد الأمة إلا نحساً ولايكسبها إلا تعساً " ([20]). فشروط المنكر كما بينها الإمام الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين كونه - أي المنكر- منكراً بالإتفاق , وأن يكون موجوداً في الحال , وأن يكون المنكر ظاهراً " وأما مالم يظهر من المحظورات فليس للمحتسب أن يتجسس عنها ولا أن يهتك الأستار حذراً من الإستتار بها " ([21])، وأن يكون منكرأ معلوماً بغير إجتهاد إلى غير ذلك من الشروط، من كونه أن لايؤدي تغييره إلى منكر أكبر منه… الخ ، وكذا بيّن العلماء آداب المحتسب القائم بتغيير المنكر , الحامل لراية الإصلاح , ومصدرها العلم والورع وحسن الخلق والعدالة والالتزام , وأوصى بها السلف فقال إن أراد أحدكم أن يأمر بالمعروف فليوطن نفسه على الصبر وليتق بالثواب فمن وثق بالثواب من الله لم يجد مس الأذى ([22]). وليعلم الداعية الذي يريد القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يدرك أنّ كلاً منهما مراتب وليس على درجة واحدة , والأجر على قدر النية والمشقة , وقد يمكن له القيام بالجميع ولكن قدرة الإنسان وطبيعة التكليف ومايرتبط به الإنسان من أمور عبادته أو مشاغل معاشه، وكذلك طبيعة الناس وظروف الحياة تؤدي كلها إلى إزدحام المعروفات أو تجمع المنكرات مما يقود بالضرورة إلى معرفة مراتبها حتى يقدم أعرف المعروفين أو ينكر أنكر المنكرين، ويقدم الأمر بالواجب قبل الأمر بالمستحب وينهي عن الحرام قبل نهيه عن المكروه , وما كانت نتائجه جماعية فالأمر به أو النهي عنه أفضل مما كانت إثارة فردية , وهكذا رغم أن الأمر بالمعروف يؤدي مطلقاً ، كما يؤدى النهي عن المنكر من جهة النوع مطلقاً ([23]) . من قواعد الإصلاح : اذا أمعنا النظر في كتب العلماء في هذا المجال نجد أنّ لها قواعد جمة, نورد بعضاً منها:- 1- تقدير المصالح والمفاسد : لامنازعة في أصل إعتبارالمصالح والمفاسد في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإنه أدّى الأمر بالنهي إلى منكر أكبر، لم يكن مأموراً به، بل قد يكون في هذه الحالة مما يسخطها الله ورسوله ([24]). وهذه القاعدة توضح مضمون الشريعة , فالشريعة انما شرعت لجلب مصلحة البشر ولدرء المفاسد عنه , وهذا هو قصد الشريعة , وبناء على هذه القاعدة يتفرع المقاصد إلى انواع ، فأيّاً كان لايخرج عن مضمون المصلحة وجلبها لبني البشر، " ومن القواعد الأخرى المتفرعة تقديم المصالح القطعية على الظنية وتقديم مصالح الجماعة المؤمنة على المصالح الفردية , ودفع المخاطر الواقعة مقدم على دفع المخاطر المحتملة , كما ان حفظ مقاصد الدين مقدم على حفظ مقاصد الدنيا والضروريات مقدمة على الحاجيات والتحسينيات…" ([25]). 2- عمليات التحكم : التحكم هو العمل بالحكمة وإيجادها في ميادينه , وإنخراط جميع أفراد المجتمع في العملية بآلية تناسب المسألة بلا استصغار لجهد الفرد , وكذا فتح الآفاق والطريق وعدم الاعتماد على البعض دون البعض . وتدشين العملية الإصلاحية بأبعادها المختلفة يحتاج إلى عمليات تحكم وتضبط السير وتضمن أيضاً تدفق الجهود في مسارها الصحيح كى تضمن تفاعل البيئة مع الإصلاح , وتضمن نجاح المسعى وتحقيق الأهداف . بإختصار تحتاج العملية إلى ذلك المفهوم الذي أشار به التعبير القرآني وليس له بديل، تحتاج إلى الحكمة , ومن هنا وجب التفكير في إستيعاب مجموع الضمانات. والشروط تتحكم فيها أيضاً عدة عوامل : منها عامل الزمان و المكان و البيئة والمجتمع , وخاصة إذا أخذنا بأحد تعريفات الحكمة القائل:( بانها القول أو الفعل المناسب في الظرف المناسب) ، وماهذه الشروط والضمانات إلا محاولة لهذا الاستيعاب ومحصلة في نفس الوقت لخبرات كثيرين في ساحة الإصلاح والدعوة، نطرحها كالتالي :- إتساع الأفق الإصلاحي: للمشاركين فيه } فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ { الزلزلة:7، تحث روح المبادرة عند جميع أفراد المجتمع للعمل المشترك الصالح، كل بما يناسب موقفه وطاقته , بلا تخصيص لعبئ الإصلاح على طائفة معينة أو مستوى من المسؤولية، فالإصلاح مسؤولية الجميع , و لنجاح العملية الإصلاحية , أن لاتعتمد على طاقات القائمين عليها واتباعهم فقط ، كما لاتستدعي إلزام عامة الأفراد للعمل وفق ترتيب معين وأولويات محددة وإلا كان تعنيتاً وتحريجاً، كما هو دعوة صريحة كذلك لفتح الباب الإصلاحي للجميع , للمشاركة وإشاعة روح الإصلاح في المناخ العام بكل عشوائية، بلا تجريح أو تعنيت، وترك روح المبادرة والمنافسة عند الناس للقيام بالمهام الأفضل من خلال الترشيد التي تشيعه نصوص الوحي على أن يقوم بالتوعية بها وشرحها العلماء والمصلحون، فيتم توجيه الطاقات تلقائياً إلى إنجاز ماتتقن وما تطيق كما يتشعب الإصلاح إلى آفاق الحياة الواسعة ويشارك فيها البناؤون بجميع التخصصات والخبرات وعلى صعيد كل مستويات المسؤولية، " … ومن الضروري أن نتمعن في هذه المقولة لروسو ( بيِّنوا الطريق للناس ولاتحددوا ما عليهم، إمنحوهم الرؤية فحسب وهم سوف يجدون الطريق بأنفسهم، وسوف يعرفون ماعليهم " ([26]). وللدكتور يوسف القرضاوي تلميح جميل في ذلك حيث يقول : " لاينبغي أن ننتظر العمل من الحكام وحدهم ولامن العلماء وحدهم ولامن اصحاب المال او الجاه او الثقافة وحدهم وانما ننجح حقاً يوم نستطيع ان نحرك الجماهير المسلمة الغفيرة بالاسلام وللاسلام كما فعل اليهود حين حركوا يهود العالم كله من اجل ارض الميعاد رغم تفرقهم في اقطار الدنيا , وتقطيعهم في الارض أمماً , فعلينا ان نحرك المسلمين ليقوم كل بدوره وقدر وسعة للرجل دوره للمرأة دورها ,للصبي وللفتى وللفقير , المهم أن يعمل الجميع، وأن يوضع كل في مكانه الملائم ,من إستطاع أن يميط شوكة عن طريقٍ فليمطها، ومن أمكنه أن يبذر حبة في الأرض فليبذرها، ومن قدر أن يعطى درهماً واحداً فليبذ له ولايستقله، ولايبالي سخرية الساخرين " } الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ { التوبة:79 ([27]). 3- تغيير المسار لا تغيير النظام : هذا هو السنة التي قام عليها التشريع الإسلامي، ولتغيير البشر في الكون وهو سنة تسمى بسنة الإطمئنان لأن الكثير يخاف من العكس , وإذا أردنا أن نحقق مانريد من الإصلاح الذي هو إسعاد الناس فعلينا أن نفقه الفرق بين الإستراتيجية البعيدة الثابتة وبين التكتيك المرحلي المتغير ([28]). 4- البلاغ المبين : والمعنى المطلوب من صياغة عبارة ( البلاغ المبين ) وجعلها قاعدة من قواعد الإصلاح يكون ذلك من خلال المفاهيم الآتية :- أ- الفهم العميق لخطاب الله سبحانه وتعالى في مذهبيته التوحيدية ورسالته الإستخلافية, وتعد هذه الغاية مرحلة من مراحل البلاغ المبين نسميها : بـ( مرحلة فهم الخطاب الإلهي ). ب- الفهم العميق لسنة النبي ( صلى الله عليه وسلّم ) وفلسفته في البلاغ المبين ومنهاجه في الهداية، ومنهجيته في تطبيق الاسلام وبنائه واقعياً، وتعتبر كذلك هذه الغاية مرحلة من مراحل البلاغ المبين نسميها بـ( مرحلة فهم النموذج التطبيقي للإسلام ). ت- الفهم المستوعب للسنن الالهية التكوينية والتاريخية التي تتحكم في البلاغ المبين وفي بناء الدعوات الحضارية، وتعتبر هذه الغاية كذلك مرحلة من مراحل البلاغ المبين ونسميها بـ(مرحلة السير في الأرض والوعي السنني). ث- الفهم العميق لطبائع المراحل الحضارية التي مرت، وتمر بها البشرية بغرض فهم صيرورتها فوق الكوكب الارضي , ونسمي هذه المرحلة من مراحل البلاغ المبين بـ( مرحلة فقه العمر الحضاري للإنسانية ). ج- الفهم المستوعب للواقع المحلي والعالمي, وفي تركيبه وبنائه وتاريخه ونسمي هذه المرحلة البلاغية بـ (مرحلة فهم الواقع القائم والخبرة التاريخية والمستقبل المنشود للبشرية ). ح- الفهم العميق لمنهاج بناء البلاغ المبين في الواقع الحياتي للناس، وتعد هذه المرحلة البلاغية مرحلة تطبيقية تنتج عن الوعي المتحصل في فهم المراحل السابقة، ومحاولة إستخدامها في مشروع إجتماعي عملي ونسميها بـ(مرحلة البناء الحضاري) ([29]). 5- المشاركة لا الإحتكار : إن من أكبر ضمانات إستمرار العملية الإصلاحية بكامل فاعليتها ما إعتقد القائمون عليها والموالون لها , إنهم ليسوا أصحاب الحق الوحيد في التواجد على مسرح العمل الإسلامي مهما حفل تأريخهم عن إنجازٍ، وقدمّوا من جهد وبذل أو نالوا من إبتلاء وأبلوا من جهاد أو قدمّوا من رجالات وآثار، وإنّما بالقناعة بأنهم شركاء لا أوصياء، وبالقناعة بأهمية وجود الآخرين، ومن أهمية عطائهم، وبتقدير هذا العطاء ومن خلال تسديد الخطى وإقالة العثرات وسترالعورات، وبمعنى آخر بالعمل على زيادة فاعلية المشاركة وتدعيم المواقف،وبالإستفادة من القناعة بالمبدأ الشافعي المقر بالتعددية في أفق الحضارية (( رأي صواب يحتمل الخطأ و رأي غيرى خطأ يحتمل الصواب)) ([30]). 6- البناء قبل الإحتجاج: قال تعالى: } وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ { التوبة:105، وفي الحديث (( من قال هلك الناس فهو أهلكم )) ([31]). يجب أن يتقن المصلحون أولاً فن البناء، لا فن الإحتجاج والتشكّي، وإلقاء اللوم على الآخرين، من خلال إدعاء إنقطاع الأمل وقلة الخير وكثافة الظلام وعموم البلوى وتقصير الآخرين، كما يجب فن المبادرة بالعمل والإمتثال وفن القدوة في القول والعمل والسلوك والعطاء والإخلاص والإحسان والإبداع والصبر والمثابرة، والإيثار وإنكارالذّات، ومحاسبتها، قبل كل شئ. ([32]). 7- التوفيق بين الأصالة والمعاصرة: التوفيق بين المنبع الجاري في زمن الحال، ولا يمكن بدون هذه القاعدة من إستفادة للعملية على صعيد الواقع، وبدونها لا يمكن الإستفادة من الآليات الجديدة في عالم التكنولوجيا، مع ان الحكمة وما فيها ضالة المؤمن متى كان، وأمن كان، وحاشا لدين الإسلام أن لا يتدخل في الآليات الجديدة المرئية والمسموعة والمقروءة، ولا يُغنى داعيَ الإصلاح عن إستخدام هذه الوسائل وهذه حقيقة لا تنكر. " اننا هنا بحاجة شديدة إلى رجال أفذاذ وعلى مستوى الإجتهاد في العلوم الشرعية، وعلى المستوى المناسب في فهم الواقع ووجهته الحضارية، ومشكلاته المعقدة، ومن ثم القدرة على التنزيل المحكم للتشريع، وعلى مستوى الزمان والمكان بكل الظروف والمتعلقات ما إستطاعوا إلى ذلك سبيلاً " ([33]).
-----------------------------------------------------
([1]) ماجد عرسان كيلاني ، أهداف التربية الإسلامية ، ص 65. ([2]) صلاح عبدالفتاح الخالدي ، هذا القرآن ، دار المنارللنشر والتوزيع، ط 1، ص 123. ([3]) عبدالله التليدي ، أسباب هلاك الأمم ، دار البشائر ، بيروت، ط1، 1406هـ - 1986م، ص 77- 78. ([4]) المصدر نفسه، ص 77. ([5]) محمد أبو زهرة ، المجتمع الانساني في ظل الاسلام، ص 48. ([6]) رواه الامام احمد. ([7]) تطهير المجتمعات ، احمد بن حجر ال بوطامي، دار الكتب القطرية ، ط 2، 1978م ، ص 108. ([8]) رواه الترمذي في سننه، 4/ 468، رقم الحديث 2169. ([9]) رواه الترمذي في سننه، 4/ 468، رقم الحديث 2169. ([10]) عبدالكريم الخطيب، المسلمون ورسالتهم في الحياة، دار الكتاب العربي، ط1، 1402هـ - 1982م ، ص 83. ([11]) رواه ابو داود ، باب الأمر والنهي، رقم الحديث 2336. ([12]) رواه ابو داود ، باب الأمر والنهي، رقم الحديث 2336. ([13]) سيد قطب، في ظلال القرآن ، ج8،ص 551. ([14]) عبدالكريم الخطيب، المسلمون ورسالتهم في الحياة ، ص 82. ([15]) جولة في ذات المسلم ،ص30 . ([16]) عادل الشويخ، مسافر في قطار الدعوة ، ص 186. ([17]) سيد قطب، في ظلال القران، ج2، ص 492. ([18])رواه مسلم، كتاب العلم، باب من سنّ سنة حسنة أو سيئة، رقم الحديث2674. ([19]) الأفغاني: هو جمال الدين بن علي بن مير رضى الدين 1838- 1897م، من اعظم رواد اليقظة الاسلامية الحديثة . ([20])د. محمد عمارة ، التقدم والإصلاح، دار نهضة مصر ، د. ط 1998م، ص 4. ([21]) الماوردي ، الأحكام السلطانية، دار الحرية ، بغداد،د. ط 1409هـ - 1989م ، ص 378. ([22]) الغزالي ، إحياء علوم الدين ،دار الشعب، د.ط، د.ت ، ج3، ص 123. ([23]) عادل الشويخ، مسافر في قطار الدعوة، ص 190. ([24])د. صلاح الصاوي ، الثوابت والمتغيرات في مسيرة العمل الاسلامي المعاصر، مطبعة وزارة التربية، ط2، 1998م ، ص 249. ([25]) عادل الشويخ، مسافر في قطار الدعوة، ص 191. ([26]) البدوي، رسالة الإصلاح، ص 85. ([27]) المصدر نفسه ، ص 85. ([28]) المصدر نفسه ، ص 85. ([29]) البدوي، رسالة الإصلاح، ص 89. ([30]) المصدر نفسه، ص 89. ([31]) رواه مسلم في البر والصلة ، باب النهي عن قول : هلك الناس ، رقم الحديث 2623. ([32]) البدوي، رسالة الإصلاح، ص 91. ([33]) نفس المصدر ، ص 137.