انطلاقا من دعوته تعالى إلى إرشاد الناس وتوعيتهم بالأسلوب الامثل { ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } [ النحل / 125]، وفي خضم انتشار المواقع التي تدعو إلى نشر الرذيلة والفساد الأخلاقي .
كان استحداث موقع – قدوة - استجابة للدعوات الصادقة والمخلصة لكثير من الإخوة و الأخوات في الحقل الدعوي لإيصال صوت الحق إلى ابعد ما يكون ولتغيير المنكر عن طريق الانترنيت الذي جعل العالم باسره قرية صغيرة تستطيع التحكم فيه ،ومصداقا لقوله ( صلى الله عليه وسلّم ) [[ من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان ]] .
فان الواقع الذي نحن فيه كان بحاجة ماسة ( حسب علمنا ) إلى موقع – قدوة - ، ولكي نرفد العملية التربوية التغييرية إلى الإمام بخطوة نراه يفيد الإسلام والمسلمين ، وشعورا منّا بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا كمربين ودعاة في حقل الدعوة ، فكان لابد من فهم الواقع الذي يخدم الجانب الإنساني من الناحية العقلية والروحية و....
وانطلاقا من هذا المبدأ كانت رسالة – قدوة - ضرورية وستكون تعبيرا ذاتيا وموضوعيا لكثير من الأمور التي نشعر بأنها تخدم الخير وترفد لها ، وتسعى وتعمل من اجل نشر الخير والفضيلة ، ولهذا ارتأينا إلى فتح موقع – قدوة - ليواكب ويساهم قدر الإمكان غيره من المواقع.
فهدفنا هو بيان ان الإسلام عقيدة وعبادة، دعوة إلى الأخلاق الفاضلة - كما قاله الدكتور يوسف القرضاوي - الإسلام عقيدة: جوهرها التوحيد، وعبادة: جوهرها الإخلاص، ومعاملة: جوهرها الصدق، وخُلق: جوهره الرحمة، وتشريع: جوهره العدل، وعمل: جوهره الإتقان، وأدب: جوهره الذوق، وعلاقة: جوهرها الأخوة، وحضارة: جوهرها التوازن.
فمن ضيع التوحيد في العقيدة، والإخلاص في العبادة، والصدق في المعاملة، والرحمة في الخُلُق، والعدل في التشريع، والإتقان في العمل، والذوق في الأدب، والأخوة في العلاقة، والتوازن في الحضارة: فقد ضيع جوهر الإسلام، وإن تمسك بظواهر الرسوم والأشكال.
وعليه فان موقع – قدوة - يعمل من اجل :-
1- ان يجعل الرسول ( صلى الله عليه وسلّم ) قدوة وأسوة في كل شئ انطلاقا من قوله تعالى : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } [ الأحزاب / 21].
2- لنشر فقه القدوة ، القدوة في التعامل وفي العبادة ، في المدرسة والمعمل والمصنع والمتجر ، وفي البيت حيث التعامل مع الأهل والأولاد والأقارب ، و...
3- موقع - قدوة - تأكيد على المنهج الوسطي الذي دعا إليه الأنبياء والمرسلين ( عليهم الصلاة و السلام ) دون إفراط وتفريط جانب على حساب الجانب الآخر.
4- للتعريف بشمولية الإسلام ،- إسلام دين ودولة - دون حجب الدين عن شرايين الحياة ، كما قال القيصر ( ما كان لله لله وما لقيصر لقيصر ).
5- للتعارف والتواصل بين الكُتّاب الإسلاميين أينما كانوا ، ومن كافة القوميات الناطقة باللغة العربية ، دون تمييز بين هذا وذاك ، ودون اعتبار للحدود الجغرافية ، وانطلاقا من قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } [ الحجرات / 13].
6- لتسهيل عملية التثقيف الذاتي ، عن طريق الصلاح والإصلاح ، صلاح النفس والمال والولد ، وإصلاح الغير [[ أصلح نفسك وادع غيرك ]].
7- للتأكيد على برامج الارتقاء الذاتي من الناحية الروحية والنفسية والعضلية .
8- للعمل على فسح المجال أمام الشباب ، ولكشف المواهب والطاقات الجديدة التي بامكانها خدمة الحقل الدعوي بكل إمكانياتها وطاقاتها الكامنة تنفيذا لقوله تعالى : { وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [ التوبة / 105].
وفي الختام نشكر جميع الجهود المباركة التي ساهمت وتساهم لرفد موقع القدوة بالمقالات، فعليه لايسعنا الاّ وان نثمّن جهودهم الخيرة بالشكر والتقدير،ونقدر أقلامهم سائلين المولى ان يكثر مداد أقلامهم لرفد موقع – قدوة - بكل ما يخدم الكلمة الصادقة والمنهج السديد وداعيا العلي القدير ان يحفظهم من كل مكروه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته