كلنا نعلم أن للمرأة دورها في المجتمعات منذ خلقت وهي لم تتواني يوما عن شرف هذا الدور الذي تؤديه والذي إكرمها الله به إلا وهي الأموية . هل تساءلنا بجدية وصدق عن السبب الكامن وراء نكد الأجيال ؟ عن قلقه وفراغه وضياعه ؟ عن مشاكله الحياتية و المعيشية ؟ عن تدهور القيم عنده إلى حد العدمية ؟ عن توتر أعصابه الدائم حتى لينهار كلية أمام الحدث البسيط وهل توصلنا إلى السبب انه فقدان الأم المدبرة ، العربية ، العاقلة العاملة الموجهة . المرأة التي تهتم بالتربية والتكوين متسلحة بالعلم و الفهم بالدين وبالخلق كي تبني جيل المستقبل وترفع عن كاهل الجيل المعاصر الشقاء و النكد . فالأم هي التي تربي الطفل وتصنع منه رجلا عظيما يقود المجتمعات أحيانا ويفعل الخيرات ويهتدي الناس على يديه فهم أم العظماء وهي لم تنسى أبدا إنها هي الشطر الثاني الذي لا تقوم الدعوة إلا بها حتى ترجع كفتا الميزان فالمرأة هي نصف المجتمع وهي تلد لنا النصف الثاني فهي إذن المجتمع بأكمله ن فبصلاحها يمكن صلاح المجتمع فالأسرة التي هي الخلية الأولى في تكوين المجتمع الصالح فإذا كانت هي صالحة نشا على يديها أولاد صالحون فالأخلاق يقتبسها الأولاد من الأبوين وبما أن الأم بمقتضى الأمومة اشد تعلقا وقربا من الطفل فيكون أكثر تأثرا بها وأيضا لأنه يقضى أكثر الوقت معها وكما يقول الشاعر الرصافي : هي الأخلاق تنبت كالنبات إذا سقيت بماء المكرمات فإذا سقيت نفوسهم بماء المكرمات و الفاضل وارتووا منها بتبت أخلاقهم ونضجت . فالمرأة بجانب دورها العظيم في تربية الأجيال يجب أن لا تنسى نصيبها من الدعوة والتبليغ و الجهاد فكلنا يعلم أن إتباع أمة محمد ( ص ) مكلفون بالدعوة إلى الله و المرأة لم تدخر وسعا في هذا المجال و لنتذكر ( أسماء بنت أبي بكر ) كيف شقت نطاقها لمساعدة الرسول ( ص ) وأبيها ولنتذكر ( خديجة ) أم المؤمنين أول امرأة كيف شجعت الرسول في دعوة وكانت عونا وسندا له ولنتذكر أول شهيدة في الإسلام والنساء اللواتي هاجرن بدينهن مع الرجال إلى الحبشة . ولنتذكر ( آسيا ) من نساء أربع هن أفضل نساء العالمين زوجها طاغية وهي تحمل معاني الأيمان الطيبة وتستعلي عن عرض الحياة الدنيا . فالله عز وجل أراد أن يرفع من القدر المرأة وينتشلها من المستنقع الآسن الذي ولجد فيه ويفتح أمامها أبواب الهداية . فالمرأة هي المرأة التي تحدث العالم وبقيت على مبادئها . من هنا ومن هذا المنطلق لا يمكن أبدا لنصف المجتمع أن يتعطل أو يتجمد أو يضل السبيل و الصراط . على هذه السنن مضت في القرون الأولى كواكب لامعات من النسوة برزن وتخصصن في شتى المجالات . فهلمي أختي المسلمة معلمة الأجيال إلى تأريخ دينك العطر وغلى الإقتداء بإعلام النساء في التأريخ الإسلامي الذي بدونه لن تدركي مرادك من الحياة ولن تنجحي في حياتك أبد الدهر