مقدمة :- في المقدمة بعد التحميد والتمجيد لله يقوم المؤلف بتوضيح مضمون الكتاب في المقدمة و أعطاء بعض الأدلة و الآيات القرآنية حول أفعال وطرق أعداء الإسلام و أعمال المنافقين وخطرهم على المجتمع ألإسلامي وورد المؤلف بأسماء سور كثيرة حول المنافقين وبيان مواقفهم وقت الشدائد ((أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ولو شاء لأريناكهم فلعرفتهم بسماهم ولتعرفنهم في لحن القول)).وأيضا يقول المؤلف في المقدمة لابد من دراسة أساليب الفئة العلمانية في تغريب الأمة كلها والمرآة بوجه خاص. لنبتعد عن هذا الشر وهذا الوباء الذي ينذر بكارثة عظيمة على الأمة الإسلامية.و لابد أيضا أن يعلم كل مسلم أن الفئة العلمانية هي الخطر الأكبر المحدق بهذه الأمة ، وهو يعمل على تغريب هذه الأمة وأبعادها عن دينها .
لماذا المرآة ؟ والسر أن هؤلاء قد فطنو لمكانة ألمرآة ألأساسية ودورها في صنع الأمة وتأثيرها على المجتمع . يقول شياطين اليهود في بروتوكولاتهم : علينا أن نكسب المرآة ففي أي يوم مدّت أْلينا يدها ربحنا القضية . ولذلك نجح اليهود في توجيه الرأي العام الغربي حينما ملكوا المرآة عن طريق الأعلام وعن طريق المال . أن الرجل الواحد آذ نزل في خندق ويقاوم بسلاحه يصعب اقتحام الخندق عليه حتى يموت ، فما بالك بأمة تدافع نفسها ، فإذا هي غرقت في الشهوات مالت عن دينها وعن طريق عزها استسلمت للعدو بدون أي مقاومة بل بترحيب وتصفيق حار .
ما هي العلمانية وما حكم العلمانية ؟ يقوم المؤلف بتعريف العلمانية في الأصل يراد بها فصل الدين عن التدخل في تنظيم شؤون الحياة ، فلا تتدخل الشرائع السماوية في تنظيم أمور البيع والشراء والمعاملات ولا في مسائل الاقتصاد والسياسة ومسائل الحرب والسلم ومسائل التربية والتعليم وهكذا ،هذا هو اصل كلمة العلمانية عند الغرب فهي اللادينية . وبعدها قام المؤلف بتعريف العلمانية بالمفهوم الأسلامي وكيف كان موقف ألإسلام من العلمانية .
التغريب :- أما التغريب فقد قام المؤلف بجعل التوضيحات على التغريب و أساليب و مخططات ألاستعمار و أهدافهم و كيفية تجاههم من حيث نشر أفكارهم و مناهجهم التغريبية . التغريب يقوم على قاعدتين أساسيتين : الأول : اتخاذ الأولياء و الأصدقاء من المسلمين و تمكينهم من السلطة و استبعاد الخصوم الذين يعارضون مشاريعهم ، و وضع العراقيل في طريقهم ،و صد الناس عنهم بمختلف الطرق أو السبل . الثانية : التسلط على برامج التعليم و أجهزة الأعلام و الثقافة عن طريق من نصبوهم من الأولياء و توجيه هذه البرامج بما يخدم أهدافهم و يدعم صداقتهم .
بداية التغريب :- يقدم المؤلف لمحة تاريخية عن بداية التغريب و الذي بدأ في أوائل القرن التاسع عشر ، و كانت البداية من رفاعة رافع الطهطاوي الذي أرسله محمد علي باشا حاكم مصر إلى فرنسا و تأثر كثيرا بالأفكار الفرنسية و ألف كتابا أسماه (تلخيص الأبريز في تلخيص باريز ) .و رافعا لواء تحرير المرآة ، وبعد ذلك ظهر قاسم أمين من مصر أيضا و رحل إلى فرنسا ليتم تعليمه ، وقد ألف قاسم أمين كتاب (تحرير المرآة ) عام 1899م حمل فيه بشدة على الحجاب ودعا إلى السفور ،وتناول في كتابه أربع مسائل : - الحجاب . - اشتغال المرآة بالشؤون العامة . - تعدد الزوجات . - الطلاق . وبعد أن توفي قاسم أمين صدرت مجلة السفور بعد دخول الإنكليز إلى مصر ثم بحث الكتاب عن الثورة ودور سعد زغلول وزوجته صفية زغلول التي تسمت باسم زوجها إقتداء بالغربيات و هدى شعراوي و دورها في تحرير و تغريب المرآة و نزع الحجاب. وكيف قام هدى و صفية بالمظاهرة النسائية الشهيرة عام 1919م والتي كان هدفها العلني ألاحتجاج الوجود الإنكليزي في مصر ،فلما وصلت المظاهرة إلى ميدان الأسماعيلية في القاهرة قمن بإحراق الحجاب وسمي الميدان بعد ذلك بميدان التحرير. وبحث الكتاب أيضا عن كيفية تأسيس اتحاد نساء مصر على يد هدى شعراوي عام 1923م ، وكيف التقت هدى شعراوي بموسوليني عام 1922م و أتاتورك عام 1935م ، وثم توالت الأحداث وانتقلت العدوى لبلاد عربية أخرى وتكاثرت المجلات الهادمة للحجاب والعفاف والداعية إلى السفور والتبرج .
مظاهر تغريب المقرأة المسلمة :- 1- من مظاهر التغريب: ألاختلاط في الدراسة وفي العمل في معظم البلدان الإسلامية . 2- التبرج والسفور: التبرج أن تظهر المرآة زينتها لمن لا يحل لها أن تظهرها له .والسفور أن تكشف عن أجزاء من جسمها مما يحرم عليها كشفه لغير محارمها .كأن تكشف عن وجهها وساقيها وعضديها أو بعضها . 3- متابعة صرعات الغرب المسماة بالموضة وهي الأزياء ،فنجد أن نساء المسلمات قد أصبحن يقلدن النساء الغربيات وبكل تقبل وتفاخر . الموضة مرفوضة من عدة نواحي منها : أ- التشبه بالكافرات : يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم ) (من تشبه بقوم فهو منهم). ب- الضرر الاقتصادي للتعلق بالموضة ومعلوم كم تكلف هذه الموضة من أموال تنقل إلى بلاد الغرب الكافرة . ج- كثرة التحاسد بين النساء لأنهن يجذبهن الشكل الجميل ،فيتفاخرن ويتحاسدن ويكذبن .
4- الخلوة : خلوة المرآة بالرجل الأجنبي الذي ليس لها بمحرم .
- قاعدة مهمة :- أن كل مبطل على وجه هذه الأرض لا بد أن يلبس باطله بثوب الإصلاح وزخرف القول ،حتى يروج بين الناس، لأن الباطل قبيح ومسترذل ومكروه وقبيح ، عندما يظهر على صورته لا تقبله النفوس السليمة .
من أساليب العلمانيين في تغريب المرآة المسلمة :- 1- وسائل الأعلام بمختلف أنواعها ، من صحافة وإذاعة وتلفاز وفيلم ومجلات متخصصة في الأزياء والموضة ومن مجلات نسائية وملحقات نسائية ومن غير ذلك .وبحث في هذه النقطة أيضا عن المجلات وغلافها ومخطوطاتها ومواضيع الحب والغرام مثل مجلة (سيدتي) و (كل الناس) و (الحسناء)ومجلة (سلوى) ومجلة (فرح) ونشرها المواضيع والأقوال والأفكار الفاحشة والرذيلة ولقاءآت مع راقصات شابات وغيرهم . 2- من وسائل العلمانيين الخطيرة التي يسعون من خلالها إلى تغريب المرآة المسلمة التغلغل في الجانب التعليمي ومحاولة أفساد التعليم ، بفتح تخصصات لا تناسب المرآة وطبيعتها . 3- ومن أساليبهم التأليف في موضوع المرآة وأجراء الأبحاث والدراسات التي تملأ بالتوصيات والمقترحات والحلول في زعمهم لقضايا المرآة ومشاكلها . 4- عقد مؤتمرات نسائية أو مؤتمرات تعالج موضوع المرآة ، أو أقامة لقاءات تعالج موضوعا من المواضيع التي تهم المرآة سواء كان موضوعا تعليميا أو تربويا أو غير ذلك . 5- ومن وسائلهم ابتعاثها للخارج وهذا حصل كثيرا في كثير من بلدان المسلمين وأن كان يختلف من بلد إلى بلد قلة وكثرة ، وقد تذهب ولم تدرس شيئا عن الدين ، وليس معها محرم ،ثم ترمي في ذلك المجتمع المتحلل ، فماذا تتصور لها ؟ 6- من أساليب العلمانيين :التعسف في استخدام المناصب ،فقد تجد أحدهم في منصب ما،ثم بعد ذلك يبدأ يصدر قوانين أو قرارات يمنع فيها الحجاب كما حصل في مصر وفي الكويت ، أو يفرض فيها ألاختلاط أو يمنع عقد ندوات و نشاطات أسلامية . 7- ومن أساليبهم أيضا :العمل والتوظيف غير المنضبط ،يعني أما باختلاط بتوظيف الرجال والنساء سواسية أو بتوظيف المرآة في غير مجالها . 8- الدعوة غلى أتباع الموضة والأزياء وأغراق بلاد المسلمين بالألبسة الفاضحة ،فألاسلام وضع ضوابط للباس الرجل وضوابط للباس المرآة . 9- ومن أساليبهم أنشاء التنظيمات والجمعيات وألاتحادات النسائية فقد أنشأ اتحاد نسائي مصر على يد هدى شعراوي وأنشئت جمعية نسائية في العراق وفي غيره من البلاد العربية بدعم غربي سافر . 10- ومن أخبث أساليبهم هي التي يثيرونها دائما على صفحات الجرائد والمجلات وغيرها التظاهر بالدفاع عن حقوق المرآة وإثارة قضايا تحرر المرآة خاصة في الأوقات الحساسة التي تواجهها الأمة ،وألقاء الشبهات 11- ومن أخبث طرقهم وأساليبهم : شن هجوم عنيف على الحجاب والمحجبات وعلى العفاف والفضيلة وتمجيد الرذيلة في وسائل الأعلام . 12- ومن أساليبهم تمجيد الفاجرات من الغربيات والممثلات والراقصات والمغنيات ،فتذكر بأنها النجمة الفلانية ،أنها الشهيرة فلانة ، وأنها الرائدة في مجال كذا . 13- التدرج للفن والمسرح والسينما وهذا من أخطر الأساليب العلمانية التي نجح العلمانيون في إغواء المرآة المسلمة من خلالها . 14- من أساليبهم :استدراج الفتيات المسلمات – خاصة النابغات – للكتابة أو التمثيل أو ألإذاعة لا سيما إذا كن متطلعات للشهرة أو المجد . 15- تربية البنات الصغيرات على الرقص والموسيقى والغناء من خلال المدارس والمراكز وغيرها . 16- من وسائلهم إشاعة روح جديدة لدى المرآة المسلمة تمسخ شخصيتها من خلال أنشاء مراكز العلاج الطبيعي للسيدات . 17- ثم يختم هذه الأساليب بأسلوب خطير حسب رأيه وهو إشاعة الحدائق والمطاعم المختلطة للعائلات التي انتشرت مؤخراَ .
في ملحق الكتاب :- يتحدث عن الأخبار الواردة والتي تبين التدهور المستمر في القيم الأخلاق وأن المجتمع الغربي يعاني من تفكك مهول ثم يستعرض من هذه الأخبار منها . ( المرآة الأمريكية تكتشف ان مكانها هو البيت ) حيث يريد في كتابه استطلاع ان نسبة 48% من النساء أكدن ان أكثر مكان مناسب للمرآة هو البقاء في المنزل ورعاية شؤون أطفالها وعائلتها هذا الاستطلاع للرأي قامت به شركة CNN الأمريكية مع يو اس توادي ويظهر الاستطلاع ان 45% يعتقدن انه يتعين عن رجل العمل خارج المنزل لتوفير أسباب المعيشة لعائلته . أما نسبة الرجال الذين تم استطلاع آراءهم بهذا الشأن فان 40% منهم فقط يؤيد بقاء المرآة في المنزل لرعاية شؤون الأسرة . ثم يأتي بإحصائيات عام 1979م والتي تدق ناقوس الخطر، فعدد اللواتي يلدن سنويا من دون زوج شرعي ! في سن المراهقة لا يقل عن ستمائة ألف فتاة بينهن لا اقل من عشرة ألاف فتاة دون سنة الرابعة عشر من العمر وإذا أضيف عدد اللواتي يلدن بدون زوج بعد سن المراهقة فان العدد الإجمالي يتجاوز المليون ... ومما يزيد في حجم الكارثة ارتفاع نسبة الطلاق ، فقد بلغت في عام 1979م ما يقرب من 40% من جميع حالات الزواج والنسبة اكبر بكثير الآن ، وقد نقل هذه الإحصائية عن ( عمل المرآة في الميزان عن كاتب أمريكي في مجلة أمريكية كبرى ).