نعم والله أنت الحبيب دون سواك يارسول الله،نعم أنت صاحب الأخلاق الفاضلة وشمائل الكريمة فكنت أفضل القوم مروءة ،وأحسنهم خلقاً،وأعزهم جواراً،وأعظمهم حلماً،وأصدقهم حديثاً،وألينهم عريكةً،وأعفهم نفساَ،وأكرمهم خيراً،وأبرهم عملاً،وأوفاهم عهداً،وآمنهم أمانةً،حتى سماك الأمين لما جمع فيك من الأحوال الصالحة والخصال الحميدة المرضية،وكنت أنت كما قال أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها:يحمل الكل،ويكسب المعدوم ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق،وكان الحبيب صلى الله عليه وسلم محلى بصفات الكمال منقطع النظير،وأدبه ربه فأحسن تأديبه،حتى خاطبه مثنياً عليه {وانك لعلى خلق عظيم }(القلم:4)وكانت هذه الصفات مماقرب اليه النفوس ،وحبب اليه القلوب ،وصيره قائدا تهوي اليه الأفئدة،وهذه الخلال التي آتينا على ذكرهاخطوط قصار من مظاهر كماله وعظيم صفاته،أما حقيقة ماكان عليه من الأمجاد والشمائل فأمر لايدرك كنهه،ولا يسبر غوره،ومن يستطيع معرفة كنه بشر في الوجود بلغ أعلى قمة من الكمال،أستضاء بنور ربه،حتى صار خلفه القرآن..؟ نعم أن كل من يقرأ سيرته لا يسعه إلا أن يتعجب ! فُيسلمُ من كان كافراً ، ويصرخ بالتوبة من كان عاصياً فاسقاً .. وكفى أن يعلم العالم جميعاً أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو أفضل الأنبياء والرسل جميعاً .. وهو خليل الله ، وهو أول من يدخل الجنة ، وهو الوحيد الذي أُذن له بالشفاعة يوم القيامة ،وهو الوحيد الذي يحمل همَّ أُمته يوم القيامة .. فكل نبي يقول نفسي نفسي إلا محمد صلى الله عليه وسلم يقول : أمتي أمتي .. وهذا قليل من كثير ، وما نحن هنا بمقام التحدث عن سيرته صلوات الله وسلامه عليه ، وإنما ندعو الجاهل والمقصر أن يرجع إلى التاريخ الذي يحمل بين طيات صفحاته سيرته وكل ما يخصه صلوات الله وسلامه عليه، والكلمة لعلمائنا الكرام ومربونا الأفاضل ودعاتنا الأبرار, كفانا اختلاف ولنجتمع حول الأصول ولنترك تحريش الشيطان وراء ظهورنا , فلا ننكر أن لنا دور فيما يحدث بتكاسلنا , وتفرق كلمتنا , فلنجتمع لنعلم الأجيال القادمة من هو محمد صلى الله عليه وسلم قبل أن تنالهم أيادي التشويه المتربصة حتى لا نكون سبباً في خيانة الأمانة والتفريط في الرسالة , فالجهد الجهد , والقطار سريع ولا وقت لبطيء أو متكاسل . وأخيراً : لا نريد أن نختزل نصرة النبي صلى الله عليه وسلم في المقاطعة لبضائع القوم فحسب فالمقاطعة أقل القليل , بل ننصر نبينا بعودتنا لتطبيق شرعه والمطالبة به ونشر رسالته وبذل الغالي والثمين لإيصال دينه إلى أنحاء الأرض , وبذل كل ما نملك لتصحيح الأوضاع ورفع كلمة الله أكبرعالياً شامخاً،وصلي اللهم على محمد وعلى آله الطيبين ومن سار على خطاه واتبع نهجه باحسان الى يوم الدين.