لاشك أن السنة النبوية هي المصدر الثاني للشريعة الإسلامية وهي البيان الإلهي الثاني لأن الرسول ( صلى الله عليه وسلم) لايقول إلا حقا وصدقا، وفي هذا يقول المولى سبحانه: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (3ـ4 سورة النجم} ويقول: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } (44) سورة النحل، فالبيان والشرح والتفصيل هو من مهام الرسول كما بينا فيما مضى، وكان من الطبيعي أن يسعى المسلمون والصحابة إلى تدوين هذا الهدى والحيلولة دون ضياعه، والمقصود من التدوين ليس بالضرورة تدوينه جميعا أول الأمر في صحف و كتب، ولكن حفظه من الضياع بحفظه في الصدور قبل السطور ومعه أيضاً.
كتابة السنة في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم)
قلنا إن حفظ السنة اعتمد بالدرجة الأساس في عهد الصحابة رضوان الله عليهم على حفظ الصدور والتداول الشفوى وكان حبهم الشديد للرسول(صلى الله عليه وسلم) وتعظيمهم له يجعلهم يحفظون كل ما يسمعونه منه، ويكثرون بعد ذلك من تداوله ودراسته وتكراره وتبليغه، وكان الرسول(صلى الله عليه وسلم) مع ذلك يراعي جملة من الأمور حتى يساعد أصحابه على حفظ سنته منها:
1- أنه كان (صلى الله عليه وسلم) مقلا في الحديث إلا بقدر الحاجة والبيان، فلم يكن من عادته أن يسترسل في الكلام، ولا حتى في المواعظ، ولذا لاتوجد نصوص نبوية مفصلة حتى في مواعظه بل كلها نصوص محكمة موجزة مفيدة مبينة بدون حشو ولا تطويل، بل حتى خطب الجمعة والمناسبات كانت مختصرة جدا بحيث يسهل حفظه.
2-كان من هديه ( صلى الله عليه وسلم) أن يتكلم على مهل دون إسراع وعجلة، حتى إن بعض الصحابة يقولون كنا نعد كلام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عداً، الأمر الذي كان يمكنهم من حفظه وتذكره وضبطه دون أخطاء تذكر.
3- وكان عليه الصلاة والسلام يعيد الكلام والحديث الواحد بلفظه ويكرره في المجلس الواحد أكثر من مرة حتى يفقهوه تماماً ويحفظوه، وخصوصا أنه نهاهم في أول الأمر أن يكتبوا شيئا غير القرآن مخافة أن يخلطوا القرآن بالسنة كما سنأتي إليه، وكان يعيده بنصه في مواضع أخرى تقتضي التذكير به فكان (صلى الله عليه وسلم) يسمعه لعدد كاف من الصحابة ولذلك تجد الحديث الواحد منقولا أحيانا بطرق كثيرة جدا، فالذين تولوا الحفظ آلاف من الصحابة رضوان الله عليهم وليسوا عددا قليلا.
4- الأهم من ذلك كله هو أن الله قد تكفل بحفظ السنة بمقدار ما يحفظ به الدين والهدي الرباني لكونه الشق الثاني من الشريعة المبين لها والمفصل لأحكامها، وقد قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (9) سورة الحجر، وحفظ ما يبين الذكر ويفصله ولايعرف إلا به هو حفظ للذكر نفسه، والقاعدة أنه: ما لايتم الواجب إلا به فهو واجب، وقد هيأ لذلك الأسباب والرجال والصدور والسطور، وهو الفعال لما يريد، والقادر عليه.
وكان الصحابة رضوان الله عليهم يميزون بين الحديث البشري العام للرسول(صلى الله عليه وسلم) وبين الحديث التشريعي الذي هو بيان لأمر يتعلق بالهداية وأمور الدين فكانوا يحفظون الأخير (التشريعي) بعناية دون الآخر (البشري العام الذي لاينبني عليه تشريع ولا بيان للوحي)، ولا ننسى أن الصحابة كانوا ورعين وحريصين على حفظ السنة بدافع الإيمان والالتزام وكانوا يتخوفون أشد التخوف من أن ينسبوا للرسول(صلى الله عليه وسلم) ما لم يقله، أو يقولوا في الدين برأيهم المحض وهواهم شيئاً فيفسدوا معاني الوحي، أو أن يكذبوا في طريقة نقلهم عمدا ولذا فإن أحدهم عندما كان يشك أو يتردد كان يعبر عن تردده وشكه بوضوح ويثبته في المتن غالباً حفظاً للأمانة وأداءً لها، ومن سمع كان يقول سمعت ومن رأى قال رأيت ولم يشهدوا إلا بما علموا.
تدوين السنة في عصر الصحابة :
قلنا إن الرسول (صلى الله عليه وسلم ) و كما تظهر من بعض الروايات قد نهى أول الأمر عن كتابة أحاديثه وتوثيق سنته خوفا من اختلاطها بالقرآن ، و من هذه الأحاديث ما رواه الإمام مسلم: (لا تكتبوا عني شيئاً إلاّ القرآن ، و من كتب عني شيئاً غير القرآن فليمحه)رواه:الإمام مسلم في صحيحه/7702، والإمام أحمد في مسنده/1138، ، والدارمي في سننه/458.
هناك روايات أخرى بخلاف تلك الرواية تفيد الإباحة و جواز كتابة الحديث منها : ما رواه الشيخان ( البخاري و مسلم) أن رسول الله(صلى الله عليه وسلم )قال: ( أكتبوا لأبي شاه ) و كان رجلا من اليمن و طلب كتابة أحاديثه له فقال الرسول (صلى الله عليه وسلم ) ما قال . وقد ثبت أن الرسول (صلى الله عليه وسلم ) كتب لعماله و أمرائه في الولايات كتباً و من ذلك كتب ( الصدقات والديات والفرائض) لعمرو بن حزم و غيره .
و الجمع بين تلك الروايات التي تفيد النهي عن كتابة و التي تفيد جواز الكتابة هو أن النهي كان كما قلنا في أول الأمر خشية أن يخلط ما هو من القرآن بما هو من السنة و الحديث، و لما زال هذا الخوف و تأكد الرسول (صلى الله عليه وسلم ) من ذلك أذن للناس و كتب كتباً دون فيها بعض الأحاديث .
ما كتب في عهد النبوة والصحابة :
1. الصحيفة الصادقة: و هي صحيفة عبدالله بن عمرو و قد كتبها و جمعها في عهد النبوة ، و عنها يقول أبو هريرة(رض ) : ( ما من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم )أحد أكثر حديثا مني إلاّ ما كان من عبدالله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب) أخرجه البخاري عن همام بن منبه قال سمعت أبا هريرة يقول ذلك، و قد انتقلت هذه الصحيفة إلى حفيده شعيب ثم إلى عمرو ولد شعيب قال الخطيب و هي أول ما كتب (1) .
2. صحيفة علي بن أبي طالب: و قد أخرج البخاري عن أبي جحيفة قال : ( قلت لعلي : هل عندكم كتاب؟ قال :لا ، إلاّ كتاب الله أو فهم أعطيه رجل مسلم (2)،و ما في هذه الصحيفة ، قال : قلت : وما في هذه الصحيفة؟ قال: العقل (3)، و فكاك الأسير و لا يقتل مسلم بكافر ).
3. كتب أخرى: مثل زيد بن ثابت للفرائض (أي علم المواريث و توزيع تركة الميت) و كتب كتب عن أبي هريرة مثل ( صحيفة همام عن أبي هريرة) ، و( صحيفة جابر بن عبدالله) و صحيفة أبي شاه اليمني الذي ذكرناها ... الخ .
و خلاصة الكلام أنه ثم في عهد النبي و صحابته من بعده كتابة مجموعة من الكتب والصحف، علاوة على حفظ السنة في الصدور و تداولها بكل دقة على الألسنة ، و كانت هذه هي الوسيلة المفضلة في ذلك و طبيعة الثقافة المنتشرة التي كانت تعتبر الحفظ الشفوي طريقة متبعة بعناية و جودة لحفظ النصوص .
الكتابة في عهد التابعين :
ازدادت الحاجة في عهد التابعين لكتابة الحديث بسبب اتساع الدولة الإسلامية، و تفرق الصحابة في الولايات و وفاة واستشهاد الكثير منهم، والابتعاد زمنياً من عصر النبوة، فنشأ خوف حقيقي من ضياع السنة، وللحفاظ عليها من النسيان أو التغيير أو التدليس أو الكذب، قام البعض و على رأسهم الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى بتأسيس مشروع رسمي لتدوين الحديث بجانب المشاريع الفردية للآخرين، و في هذا أخرج البخاري تعليقاً والرامهرمزي و الخطيب البغدادي و غيرهما عن عبدالله بن دينار قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى أهل المدينة: ( أنظروا ما كان من حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم ) فاكتبوه فإني خفت دروس العلم و ذهاب العلماء) (4) .
و تذكر الروايات أن شهاب الدين الزهري هو أول من استجاب للأمر و جمع أحاديث أهل المدينة و قدمه إلى عمر بن عبد العزيز رحمه الله ، والذي بعث بدوره إلى كل أرض دفتراً من دفاتره (5).
و تذكر المراجع أن الكتابة انتشرت بعد ذلك في عصر التابعين فكتب الكثيرون من الفقهاء و المحدثون كتباً أمثال (الحسن البصري، وسعيد بن جبير، وعطاء بن أبي رباح، والشعبي، ومحمد بن عقيل، ومكحول، و ...وكثيرون غيرهم) إلاّ أن هذه الكتابة كانت في صحف غير مرتبة على نسق معين، وكانت تحوي أحاديث مرفوعة إلى النبي(صلى الله عليه وسلم )،و أخباراً موقوفة على الصحابة، وكانت في الغالب خاصة بأصحابها يحفظونها و ينشرونها رواية، ويعطون الإجازة لروايتها لطلابهم بعد اختبارهم لهم، وكانت متفرقة عند العلماء و عندما بدأ كبار التابعين يتوفون أمثال الحسن و سعيد بن المسيب و غيرهما نشأ جيل ثالث من كتاب الحديث سعوا لكتابة كتب جامعة ومنهجية ومرتبة في الحديث، و قد بدأت هذه الحركة منذ منتصف القرن الثاني الهجري فظهرت طرق مختلفة لكتابة السنة وتدوينها مثل: (الجوامع، والسنن، والموطئات، والمعاجم، والمستخرجات، والمستدركات ...الخ مما سنبين بعضا منه في ختام هذا الموضوع.
و لا ننسى أن خوف عمر بن عبد العزيز لم يكن فقط بدافع موت الصحابة و إنما وجد أن شدة الخلاف بين المسلمين يدفع البعض منهم لتأليف الأحاديث أو التساهل في روايتها ، و كذلك بعض الوعاظ و بدافع الترغيب و الترهيب بدأوا يقعون في كبيرة الكذب على رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) بحسن نية لحمل الناس على التزام الدين وواجباته و ترك المحرمات و نسوا أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) قد قال(إن الكذب علي ليس ككذب على أحد من كذب عليّ متعمداً فليتبوء مقعده من النار) رواه البخاري/1291، ومسلم/5، وأبو داود /3653..
و لما رأوا هذه الأمور أدركوا خطورة الأمر وضرورة تدوين السنة كلها، و التمييز بين صحيحها و باطلها و قد قسموا الحديث بعد ذلك إلى أنواع بحسب درجة صحة الحديث منها :
(1) الحديث الصحيح و هو بمنزلة الممتاز أو جيد جداً وهو موجود في كتب الصحاح الستة للبخاري و مسلم والترمذي وأبو داود وأبن ماجه والنسائي.
(2) الحديث الحسن و هو بمنزلة الجيد أو المقبول وهو موجود بكثرة في السنن والمسانيد.
(3) الحديث الضعيف و هو بمنزلة غير المقبول أو الساقط في الامتحان، وقد يكون صحيحا في حقيقته ولكن لم يثبت بالقطع ذلك عند العلماء، وقد ألف كثير من العلماء في هذا الباب وجمعوا ما هو ضعيف من الأحاديث في مؤلفات خاصة للتنبيه على ضعفها وأنها غير صالحة للأستناد عليها، بل هناك كتب تخصص في سبب واحد من أسباب الضعف كالعلة وهو عيب يتعلق بمتن الحديث مثل:( العلل لابن أبي حاتم) و(العلل للدار قطني) أو عيب يتعلق بالسند كأن يكون مرسلا مثل: ( المراسيل لأبي داود)، ومن كتب الحديث الضعيف الجامعة لها : (سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني)...الخ.
(4) وهناك الكثير مما نسب إلى الرسول زورا وبهتانا بحسن نية أم بسؤ نية، وهذه تسمى الأحاديث الموضوعة، وهذه لاتجوز روايتها ونقلها إلا بعد بيان أنها موضوعة ومكذوبة.
وأعلا الحديث الحسن يقترب من الصحيح و أدناه يقترب من الضعيف ولا يجوز في الشريعة وأحكام الحلال والحرام الاستناد على الأحاديث إلاّ إذا كانت صحيحة، أو الأحاديث الحسنة توظف في فضائل الأعمال والترغيب و الترهيب وهذا هو الرأي الراجح، ومن العلماء من قال: إن الحديث الضعيف يمكن الاحتجاج به واستخدامه في الترغيب والترهيب إذا توافرت فيه شروط ثلاث.
1. إذا لم يكن شديد الضعف.
2. أن يندرج تحت أصل من أصول الدين أو قاعدة معمول بها.
3. أن لايعتقد عند العمل به ثبوته، بل يعتقد الاحتياط.
وقد اجتهد العلماء اجتهاداً كبيراً ، وتشددوا إلى حدٍ كبير في قبول الأحاديث و حاولوا فحصها والنظر فيها من كل جانب، و أنشأوا لهذا الأمر علوماً عديدةً مثل : علم الرجال، والجرح والتعديل، فلم يقبلوا من أحد حديثاً حتى تيقنوا من كل شيءٍ عنه ، اسمه و نسبه ، سيرته وحياته ومواقف حياته، والذين عاش معهم ، دينه وورعه وتقواه و هل ارتكب كبيرة في حياته كلها أو أصر على الصغيرة ؟ شيوخه و أساتذته، طلابه ورفاقه، رأي العلماء فيه ، حفظه و جودة حفظه و ضبطه، وهل كان يحفظ بالكتابة أم بالصدر والذاكرة ؟ هل كان متشدداً في أمر و متساهلاً في أمر؟ هل كان ذا رأي خاص في قضية ما أو صاحب مذهب خاص يتعصب له؟ هل سمع بنفسه أم روي من غيره؟ هل شاك في روايته أم متيقن، هل التقى بمن يروى عنه وعاصره أم لم يلتقي ؟؟؟ ... الخ .
وهكذا تصدى علماء الحديث الأجلاء لحفظ تراث النبي(صلى الله عليه وسلم ) من النسيان والضياع والكذب والتزوير، و أنشأوا لهذا (65) علماً أو باباً في علوم الحديث، و دونوا هذا العلم في مئات المجلدات من الكتب الكبيرة و ميزوا جميع الروايات بكل طرقها، فهناك الحديث ( المتواتر) الذي رواه جمع كبير عن جمع كبير، وهناك ( المشهور) الذي رواه جماعة أقل عدداً من المتواتر عن جماعة مثلها، و هناك ( الغريب) رواه آحاد عن آحاد... الخ .
وقد طلب العلماء الحديث وجمعوه بالجهاد والمثابرة والجوع والعطش والتعرض لمخاطر الموت وقطاع الطرق وسافروا لطلبه إلى البلاد والأقاصي وقطعوا السهول والصحاري والجبال على ظهور البغال والجمال، وقد جمع الخطيب البغدادى كثيراً من قصص هذه الرحلات الشاقة في كتابه الممتع الشيق (الرحلة في طلب الحديث)، وقد ذكر البخاري في صحيحه في باب العلم: (أن جابر بن عبد الله رحل مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس لطلب حديث واحد)، وهكذا كان الصحابة والتابعون وعلماء الحديث عندما يسمعون أن شخصا روى حديثا أو لديه علم يرحلون إليه وذلك للتأكد منه وسماعه مباشرة من لسانه.
.
وقد تم تدوين السنة بطرق مختلفة منها:
1. الجامع : وهي الكتب التي تذكر فيها العقيدة والفقه والأخبار والمغازي... أي جامع لكل العلوم، وأول من صنف على هذا النحو هو محمد بن إسماعيل البخاري (المتوفي 256هـ) في كتابه (الجامع الصحيح) ثم الإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري (المتوفي 261هـ) في كتابه (صحيح المسند) وهذان الكتابان اقتصرا على الأحاديث التي صحت عندهما فقط ولذلك نالا قبول الأمة.
2. السنن : وهي تلك الكتب التي اقتصرت على رواية الأحاديث المتعلقة بالفقه والأحكام الشرعية وأذكار اليوم والليلة والأدعية ولا توجد فيها العقيدة والأخبار والتفسير وغير ذلك... ومنها (سنن الإمام أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني المتوفي 275هـ)، و( سنن الإمام ابن ماجه محمد بن يزيد القزويني المتوفي 273هـ) و( سنن الإمام أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي المتوفي 303هـ).
3. الموطأ : وهو كتاب يقصد صاحبه توطئته للناس ليعم النفع به، ويرتبه على الأبواب الفقهية، ويجمع صاحبه فيه بين الأحاديث والاستدلال لبعض المسائل بالآيات وحتى الآثار من السلف، ويذكر فيه آرائه وفتاواه الخاصة ومثاله البارز (موطأ الإمام مالك بن أنس المتوفي 179هـ)، ويقال أنه كانت هناك كتب أخرى بهذا الشكل ولكنها ضاعت ولم تصلنا.
4. المسند : هو كل كتاب يجمع مرويات كل صحابي على حدة، مثال ذلك أنه يجمع كل الأحاديث التي رواها عبد الله بن عباس أو عبد الله بن عمر أو عائشة (رضوان الله عليهم جميعاً) في مكان واحد وفي العادة فإنهم يبدأون بأحاديث العشرة المبشرة بالجنة ثم غيرهم لفضلهم وسابقتهم في الإسلام ثم أهل بدر ثم أهل أحد ... وهكذا، ومن الكتب التي ألفت على هذا النحو (مسند الإمام أحمد بن حنبل المتوفي 241هـ) و( مسند أب داود الطيالسي المتوفي 204هـ ) و( ومسند أبي يعلى الموصلي المتوفي307هـ).
5. كتب الأجزاء والموضوعات الخاصة: وهذه كتب تخصص لموضوع واحد، فبعضها للعقيدة وقضاياها، وبعضها للعبادات وأشكالها، وبعضها للأخلاق ...الخ مثل: (فضائل القرآن لأبي بكر الفريابي المتوفي301هـ) و( البعث والنشور لأبي بكر البيهقي المتوفي 458 هـ) و( السيرة النبوية لابن اسحاق المتوفي 151 هـ).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الخطيب البغدادي، تقييد العلم، تحقيق د. يوسف العش، دمشق، ص 79 .
(2) أي فهم الآية من كتاب الله مما يفتح الله به على عباده العلماء، و قد ذكر ابن القيم في مدارج السالكين أن ( التفهيم) نوع من أنواع الهداية واستدل له بقوله تعالى( ففهمناها سليمان) على أن التفهيم غير الوحي، و مثله مثل التحديث والإلهام و الرؤيا الصالحة و الإسماع وغير ذلك انظر تهذيب المدارج .
(3) العقل : هو دفع الدية و تحمل دم القتل الخطأمن عشيرة القاتل و عصبته و أهله .
(4) صحيح البخاري، كتاب العلم، باب كيف يقبض العلم. والرامهرمزي في ( المحدث الفاصل،ص174). والخطيب البغدادي في (تقييد العلم)ص106 .
(5) أنظر : ابن عبد البر، جامع بيان العلم و فضله، ج1 ،ص76 .