لا يخفى على أحد دور الفن الهادف في توعية الناس، وإرشادهم إلى الحق، وتقشيع ظلمة الشكوك والإبهام على مر التاريخ، وازداد تأثيره بدخول العالم إلى عصر التكنلوجيا، وظهور الأمراض والعقد المادية، والجفاف الروحي، فقام الفن بترويح الناس من جهة وتعليمه من جهة أخرى كما وساهمت في حل المشاكل بطريقة سلسلة ومسلية يقبلها كل الناس. وغدا الفن اليوم سلاحاً فتاكاً يعمل على تغيير العقول والأذهان، ونظم الحياة، ودخل إلى كل مرافق الحياة، وقد أدرك العالم الغربي تأثير هذا العلم، فانكب عليه حتى أصبح عمدة في هذا، وجعل من الفن آلة لخدمة مصالحه وتنميته، وهذا الأمر واضح لا يحتاج إلى الدليل والبرهان. من هذه المقدمة نبدأ بقرأة رواية \\\"مسيو إبراهيم وزهور القرآن\\\" للمؤلف الفرنسي إيمانويل شميت المعروف بـ\\\"الفيلسوف الشعبي\\\"، فقد كرس حياته للفلسفة ونال درجة الدكتوراه عن فكر فيلسوف عصر النهضة الفرنسي \\\"ديدور\\\"، لكن شهرته الحقيقية بدأت حين حققت روايته الأخيرة \\\"مسيو إبراهيم وزهور القرآن\\\" مبيعات تعدت 800 ألف نسخة، ولعب الممثل \\\"عمر الشريف\\\" دور البطولة فيها عندما تحولت لفيلم سينمائي. عن ماذا يعبر هذه الرواية؟ وكيف يدور أحداث هذه الرواية التي تحولت فيما بعد إلى فلم سينمائي ناجح؟ \\\"تتمحور رواية مسيو إبراهيم حول علاقة تنشأ بين طفل يهودي ورجل مسلم مسن في حي يهودي بباريس، وحسب الروائي الفرنسي فقد سعى في الرواية لتأكيد أن الديانتين الإسلامية واليهودية مرتبطتان، لذلك \\\"صور البقال إبراهيم وهو بطل الرواية الرئيسي كشخصية منفتحة على الحياة، وقد ظهر هذا واضحاً من خلال سلوكياته وثقافاته المتنوعة وهذا هو ما تجلى في رحلته التي اصطحب فيها الطفل إلى موطنه الأصلي في تركيا، مروراً بمنطقة البلقان متعددة الأعراق والأديان، أي أنني كنت أحاول جاهداً أن آخذ القارئ من يده وأخلصه من الأحكام المسبقة حتى يستطيع أن يرى حقيقة الأديان وطبيعتها\\\". www.alarabiya.ne . هنا أسأل نفسي، وأسأل المتابعين للشأن الإسلامي في العالم الإسلامي، ماذا لو كانت الرواية عكسياَ أي أن الرجل كان يهودياً، والطفل مسلماً واسمه في الأصل محمد، ثم جرت القصة \\\"الفلم\\\ " كما هو ولكن في الأخير غير الطفل دينه من الإسلام إلى اليهودية، وغير اسمه إلى موسى أو ما شاكل؟، هذه فرضية ولكن يحتاج إلى دراسة وتدقيق، ثم بناء الموقف عليه رفضاً أو قبولاً بعدما نحتكم إلى روح الإسلام وهديه، وهذه المسألة تحتاج إلى البحث والتقصي، ولا أريد هنا أن أخوص في هذا الموضوع علماَ كما أشرت اليه سابقاً أنه أمر مهم، أن نحتكم إلى إحدى ثوابت الإسلام الذي هو التجديد، لأنه قيل من ثوابت الإسلام التجديد. نرجع إلى موضوعنا الذي هو التعليق على تداعيات هذا الفلم، ونبدأ بالمقولة التي تبين علاقة المسلمين بدينهم من حديث إبلاغه والدعوة إليه قيل بأن الإسلام قضية عادلة ولكن محاميها فاشلون، عليه فان عدم إيصال الإسلام إلى العالم على صورته الصحيحة يرجع إلى تقصيرنا نحن، وعدم اهتمامنا بكليات الأمور، وانهماكنا في الجزئيات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ونرى مقابل هذا أن شخصيات بارزة في العالم الغربي ينتدب نفسه لتقصي الحقائق فيأتي على الإسلام ويظهر حقيقته الجوهرية التي تسعد حياة البشرية، في حين نحن مغرقين إلى الأذقان في فقه القتل والتقتيل، وأمور تعد من السفاسف، لماذا هذا؟!. نحن محكومون بعقلية لا تتميز بالتفكير العلمي والإبداعي، بل تفكيرنا أصيب بأنواع من الفيروسات التي أعطلته عن عمله الرئيسي والأساسي الذي هو التفكير الموضوعي والعلمي والإبداعي، فلنأتي على موضوع نأخذه فرضياً ثم نتقصى الحقائق، ونأتي بالحجج والبراهين لتدعمه ثم نطمئن اليه، وضرر مثل هذه العقلية كثير على الإسلام، فان أصحاب هذا المذهب يشوهون معالمه البارزة. الحمد لله الذي هداني إلى الإسلام قبل أن أعرف المسلمين، مقولة أطلقها مفكر اهتدي إلى الإسلام بعد البحث والتقصي، ولكن بعدما رأى حال المسلمين وعلاقتهم بدينهم حمد الله على حاله، لأن الإسلام في واد والمسلمون في واد آخر، فليكن هذا تنبيهاً غير مباشر لنا، ونهتم بأمر دينينا وندعو اليه بالحكمة والموعظة ونسخر لهذا الأمر كل أسباب الدعوة، ومن أهمها وأكثرها تأثيراً هو الفن العفيف الهادف، ومما يلي أشي إلى بعض التقارير التي تشير إلى انتشار الإسلام في العالم الغربي. يوم السبت نشرت صحيفة ليبراسيون الفرنسية تقرير عن إسلام أكثر من 2800 شخص منهم 1450 امرأة في شهر فبراير فقط وأمس نشرت صحيفة سويس تايمز السويسرية تقرير عن اعتناق أكثر من 1200 شخص الإسلام العام الماضي بزيادة قدرها 30% عن العام الذي قبله وقال احد الذين اهتدوا إلى الإسلام أنا تركت المسيحية بعد أن اطلعت على ديني الجديد دين الحق الإسلام منذ شهر أبريل...فالإسلام دين يعجز كل إنسان عن حصر نعمه!!! ندمت على 28 سنة مرت من عمري خارج دين الإسلام مع احترامي لكل الديانات وكل الرسل عيسى ابن مريم عليه السلام وموسى عليه السلام والحمد لله الذي هداني للإسلام . وهذه ذكرى للذاكرين، فاعتبروا يا أولي الأبصار