أيهاالمسلمون والمسلمات:إن من أجل نعم الله علينا وأعظمها أن جعلناأمة الإسلام؛ أمة سيد الأنام صلى الله عليه وسلم، الذي رفع الله ذكره وجعل الذل والصغار على من خالف أمره، فلله الحمد على ذلك كثيرا. أيها المسلمون، إن الله تعالى قد اختار خير البشر، الذي أنذر وحذر، وبلغ وبشر، \"..ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء\"آل عمران 179. واختصه بخصائص ميزته عن سائر الأنبياء والرسل؛ فكان بذلك قدوة للعالمين... ومما اختصه به الله عز وجل :حادثة الإسراء ، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم العروج به إلى السماوات العلى. إنها معجزة فصلت بين صدق الإيمان ويقينه، وبين زيفه وضعيفه فقد ركب صلى الله عليه وسلم على ظهر البراق ومعه جبريل عليه السلام حتى أتيا بيت المقدس، ودخل المسجد الأقصى ليجد الأ نبياء جميعا، ويصلي بهم ركعتين – ولما خرج من المسجد جاءه جبريل بإناء فيه خمر وإناء من لبن فاختار صلى الله عليه وسلم اللبن. فقال جبريل عليه السلام: اخترت الفطرة... ( فطر ة الله التي فطر الناس عليها ) ثم عرج به إلى السماء الدنيا، فاستفتح جبريل.فقيل: من أنت؟ قال: جبريل. قيل : ومن معك؟ قال : محمد. قيل : وقد بعث إليه؟ قال : نعم. قيل : مرحبا به ، فَفُتِحَ له فوجد ِآدَمَ عليه السلام. فسلم عليه صلى الله عليه وسلم. فرد عليه السلام وقال: مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح، ثُمَّ عرجَ بِه إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَفُتِحَ لَه فرأى الني صلوات الله عليه عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّاءَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا فَرَحَّبَا وَدَعَوَا لِه بِخَيْرٍ، ثُمَّ عَرَجَ بِه إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ فإذا هو بِيُوسُفَ صلى الله عليه وسلم و قَدْ أُعْطِيَ شَطْرَ الْحُسْنِ فَرَحَّبَ وَدَعَا لِه بِخَيْرٍ، ثُمَّ عَرَجَ بِه إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ فَإِذَا هو بِإِدْرِيسَ ... ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ فَإِذَا هو بِهَارُونَ... ، ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ فَإِذَا هو بِمُوسَى عليه السلام ...، ثُمَّ عَرَجَ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَإِذَا هو بِإِبْرَاهِيمَ عليه السلام مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، وهُوَ بيت يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ لا يَعُودُونَ إِلَيْهِ، ثُمَّ ذَهَبَ بالرسول صلى الله عليه وسلم إِلَى سِّدْرَةِ الْمُنْتَهَى فَلَمَّا غَشِيَهَا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا غَشِيَ تَغَيَّرَتْ... فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى رسوله مَا أَوْحَى وفَرَضَ عَلَيه خَمْسِينَ صَلاةً فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَنَزَل إِلَى مُوسَى ، فَقَالَ له : ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لا يُطِيقُونَ ذَلِكَ. فَرَجَعْ الرسول عليه الصلاة والسلام فوضع عنه عشرا... و مازال صلى الله عليه وسلم يراجع ، حتى استقرت على خمس فرائض في اليوم والليلة، ثم نادى مناد: قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي... ثم عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فراشه قبل الصبح ... فلما أخبر قومه بما أراه الله عز وجل من آياته الكبرى.اشتد تكذيبهم له وآذوه.و سألوه أن يصف لهم بيت المقدس ، فجلاه الله له حتى عاينه ، ووصفه لهم وصفا دقيقا. ولم يستطيعوا أن يردوا من خبره ووصفه شيئا،..... وكان أبو بكر رضي الله عنه، كلما قال رسول الله شيئا قال : صدقت، أشهد أنك رسول الله... ايها المسلمون: إن خبر الإسراء والمعراج آية وعبرة ، ينتفع بها من أحيا الله قلبه بالعلم والإيمان ،وأما الذين في قلوبهم مرض فهم في ريبهم وشكهم يترددون. وصدق ربنا بوصفهم، \"فأما الذين آمنوا فزادتهم ايمانا و هم يستبشرون، وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون\". نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم وكلام سيد الأولين والآخرين ويغفر الله لي ولكم ولكل من قال آمين
الخطبة الثانية بعد حمد الله وشكره.... أيها المسلمون، إن العبر والدروس التي نستخلصها من ذكرى الإسراء والمعراج كثيرة منها: * أن أمة الإسلام أمة الفطرة ،/ ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون /. يرمز إلى ذلك اختيار نبينا للبن بدل الخمر. ** وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغ أشرف مكان فرض الله عليه فيه الصلوات الخمس مباشرة، فدل ذلك على عظيم منزلة الصلاة عند الله تعالى. *** وأن الخبر أو الحكم الذي جاء عن الله ورسوله ينبغي للمومن الصادق أن يقابله بالتصديق والتسليم واليقين بلا شك ولا تشكيك، ولا استهزاء أو تنكيت\" وما ينطق عن الهوى إن هو غلا وحي يوحى\" ولا يجوز التسامح مع من يستهزئ بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم.... ****وأن محبة الله ورسوله ينبغي أن تفوق كل محبة ، ليجد المومن حلاوة ذلك في قلبه فلا يستهين بأمرهما أو يجاري من ضعف عنده الايمان بهما . */* فاحذروا عباد الله من أهل التشكيك الذين يشككون أبناءنا في الله ورسوله، وليكن لنا \"الصديق\" أبو بكر رضي الله عنه ، أسوة حسنة . / فعندما جاؤوا ليزعزعوا ايمانه ويبثوا سمومهم في عقيدته، أجابهم بايمان ثابت : إن كان قد حدثكم بذلك فهو صادق . فاتقوا الله عباد الله، فان خير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وشر الأمور محدثاتها، واعلموا أنكم بتمسككم بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من عند الله ، /تكونون خير أمة أخرجت للناس