زفرة

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : حنان عبد القادر | المصدر : www.diwanalarab.com

 
أبتاه يا عمرا من الأحزان
ويا فيضا من العطف الدفين الحاني
مدد فروعك يا أبي كي أحتمي في ظلها
فالقهر والأوصاب يرتميان في أحضاني
الشوك في دربي يعرقل خطوتي
والويل والأشجان لي صنوان
قد تاه عمري في الظلام فلا أرى
بين الدموع بيارق الإيمان
دوح الأمان تكسرت أفياؤه
وتشردت أطياره
لم يحمها وطن من الحرمان
تاهت دروبي في الدجى وتصدعت
جدران آمالي بغير أوان
هل أثمرت شمس الضياع
وحان وقت قطافها ..؟!
في ظل صمت دائم الهذيان؟!
سرقوا شبابي يا أبي
سلبوا هديل حمائمي الريان
قتلوني يا أبتي بغير جريرة
سملوا عيون الفجر في وجداني
نثروا على درب السنين براءتي
زرعوا مرار القهر في شرياني
نزعوا من القلب ابتسامته التي
كانت تنير غياهب القضبان
لقد استباحوا عمرنا ونضالنا
لم يتركوا شيئا لنا
نبكي به أحزاننا
ونغيب في ليل الحياة ودربها
نقتات بالأمل البعيد الفاني
 
أبتاه أعجزنا القرار
أتراه قد مات النهار
ولم يعد حزم الجراح السود في إمكاني
إني أتيت على الدروب يسوقني
أمل وشوق للصباح الهاني
فتكسرت آمال عمري ها هنا
ضاع الطريق وتاه من عنواني
وتحطمت فوق السنين بلاغتي
لم يبق لي إلا عيي بيان
وتقطعت أوصالنا بين الدنا
قد تاهت الأوطان في الأوطان
 
أبتاه إني قد أتيتك عاريا
لا تختبي مني فلست الجاني
جسدا يهيم بلا رؤى بين الورى
لفظته أنفاس العنا لهوان
في كل يوم تستباح مروءتي
هيض الجناح وضاع طهر زماني
أبتاه لا تخجل فإني متعب
من حمل أسمال النفاق العاني
جردت روحي من ملامح لا ترى
في الأفق غير الظلم والطغيان
أبتاه إني قد أتيتك عاريا
لملم جراحاتي من الأكوان
وابسط جناحك يا أبي فوق الدجى
كي تستر المخبوء في أجفاني
إني أعود إليك موتور الخطا
فاستر بحلمك زلتي وهواني .