أضرار المعاصي

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : ابن القيم | المصدر : www.yaqin.net

ان للمعاصي أضراراً قبيحة مذمومة ، مضرة بالقلب والبدن

في الدنيا والآخرة فمنها :

1ـ حرمان العلم : فإن العلم نور يقذفه الله في القلب ، والمعصية

تطفئ ذلك النور .

ولما جلس الإمام الشافعي بين يدي مالك وقراً عليه أعجبه ما

رأى من وفور فطنته ، وتوقد ذكائه وكماله وفهمه ، فقال : إني

أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً ، فلا تطفئه بظلمة المعصية .

وقال الشافعي رحمه الله :

شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأر شدني إلى ترك المعاصي

وقال : اعلم بأن العلم فضـل وفضل الله لا يؤتاه عاصي

2ـ وحشة في القلب : وليس على القلب أمر من وحشة الذنب

يجدها في قلبه ، فقال له :

إذا كنت قد أو حشتك الذنوب فدعها إذا شئت واستأنس

3ـ أنها توهن القلب والبدن : ولا تزال توهنه حتى تزيل حياته

بالكلية .

فأما المؤمن قوته في قلبه ، وكلما قوي قلبه قوي بدنه ، وأما

الفاجر فإنه وإن كان قوي البدن ، فهو أضعف شيء عند الحاجة ،

فتخونه قوته أحوج ما يكون إلى نفسه .

4ـ أن معصيته تقصر في العمر وتمحق بركته : وإن البر كما يزيد

في العمر، فالفجور يقصر العمر .

5ـ الألم والحسرة : فإن كثيراً من الفساق ليواقع المعصية من غير

لذة يجدها ، بل الألم والحسرة .

6ـ أن العاصي يألف المعصية ويحبها ويؤثرها حتى يرسل الله عليه

الشياطين قتؤزه إليها أزا .

7ـ التفاخر بالمعصية : والتحدث بها عند الناس ، وهؤلاء كما قال

عليهم النبي (ص) (( كل أمتي معا في إلا المجاهرون ، وإن من
العجب إن يستر الله العبد ثم يصبح ويفضح نفسه ويقول :

يافلان عملت يوم كذا وكذا ، فيهتك نفسه ، وقد بانت يستره

ربه )).{البخاري}

8ـ أن المعصية سبب لهوان العبد على ربه وسقوطه من عينيه .

قال الحسن البصري : هانوا عليه فعصوه ، ولو عزوا عليه

لعصمهم . وإذا هان العبد على الله لم يكرمه أحد . قال

تعالى : { ومن يهن الله فما له من مكرم } (الحج : 18 ) .

9ـ أنها تطفيء من القلب نار الغيرة : ولهذا كان النبي (ص) أغير

الخلق على الأمة ، والله سبحانه أشد غيرة منه . كما ثبت

في الصحيح عنه (ص) أنه قال : (( أتعجبون من غيرة سعد ؟ لأنا

أغير منه والله أغير مني )) {رواه البخاري ومسلم } .

************** *************

المصدر:الجواب الكافي لمن سال عن الدواء الشافي — لابن قيم