يقول الحق سبحانه وتعالى { من يطع الرسول فقد أطاع الله }النساء 80 إن هذه الآية من الآيات التي تعرف من خلالها قيمة النبي عند الله سبحانه إذ طاعته عز وجل بطاعة بحبيبه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم والعكس كذلك من يعص الرسول فقد عصى الله فهو مرآة الاسماء والصفات وروحه ممدة لجميع الأرواح وذاته ممدة لجميع الذوات ومن نفحات قلبه ترتقي القلوب إلى أعلى الدرجات صاحب الحضرة الجامعة لكل الأحوال والمقامات فسر السلوك أن تكون للنبي مملوك لكي يجعلك عبدا خالصا لله سبحانه وتعالى أحبابي أريد بكلامي هذا أن أبين لكم كيف يكون السلوك الصحيح لكي يكون السالك في موضع النظرة الإلهية الكبرى . أحبابي إرادة الجبار سبحانه وتعالى إقتضت أن يكون كل نبي هو معراج الوصول لقومه ولمن بعث لهم ومن خرج عن هذه القاعدة فليس من أصحاب السلوك وهذا يسير في حياته وقدغلبت عليه نفسه ووقع في شباك الشيطان . أحبتي إن نبينا المصطفى صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم هو معراج الوصول وباب القبول لكل الأنبياء والخلق كلهم وحديث الشفاعة يؤكد على هذا المعنى فهو باب الله الأعظم الذي لا يمكن لمن لا يدخله أن ينال شيئا من القرب ومن المعارف شيئا والمصيبة أن هناك من يقول في تخبط أن مددي من الله مباشرة أي ليس للنبي علاقة بذلك نعم هناك من يقول مثل ذلك , فهذا يتخبط في الجهل ولا يدري في أي طريق هو فجميع الصحابة والتابعين وأهل الله أجمعين ما نالوا ما نالوا من قرب وأنوار وأسرار إلا بالنبي فوعزتي وجلالي يا محمد لو إستفتحوا علي كل باب وجاءوا إلي من كل طريق ما قبلتهم حتى يأتوا خلفك , هذا ما يقرره الله سبحانه وتعالى فلقد وصل النبي إلا مكان في المعراج إلى حيث لا مكان فما وصل أحد من الخلق ولن يصل على الإطلاق إلى ما وصل إليه النبي المصطفى صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم . فالنبي كان يعطي الرتب والدرجات والمكان في الجنة للصحابة رضوان الله عليهم فهو سر الكتاب والكتاب سره . فليس هناك مخلوق يستطيع الأخذ والتلقي عن الله سبحانه وتعالى إلا النبي والكل يأخذ مما أخذ النبي أي يغرف من ذلك البحر الزاخر المتلاطم الأمواج بالمعرفة الإلهية والمعاني الربانية . فهذا الذي يقول إني أتلقى من الله مباشرة هذا يتعالى على الله وعلى النبي وهو لا يدري بجهله . إن الله يكرم الكل بموائد كرمه ولكن موائد معرفته والوصول الى الحضرة العلية لا يكون إلا بالنبي . توجهوا إلى الله بقلوبكم وأرواحكم لتدخلوا على معرفة العلي بالنبي أولا إجتهد ان لا تسمع إلا بالنبي ولا تبصر إلا بالنبي ولا تمشي إلا بالنبي حتى يحبك النبي وتكن كالنبي بالنبي لتصبح بذلك ولي . ولذلك من يقول خلاف هذا الكلام فهو الغارق بالأوهام وليس له في حضرات القرب حال ولا مقام فكل الصحابة والأولياء والصالحين أجمعت على هذا الكلام . ثم يأتي جاهل ليقول خلاف ذلك وأين هو من ذلك , أحبتي فكروا بحديث الشفاعة للنبي لتدركوا شيئا من كمال غوث العوالم وقطب الوجود على الدوام الذي الأنبياء كلهم توجهوا ووجه كل واحد منهم أمته إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم يعلمون انه هو صاحب المقام الأكمل. وستظهر حقائق النبي يوم القيامة مما يجعل الكل إلا من رحم ربي يظهر عليه الندم على عدم تعظيمه لنبي الله سبحانه وتعالى ومحبته والفناء به صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم . والسؤال لما لم تتوجه الأنبياء والأمم إلى الله مباشرة؟ لأن الأنبياء تدرك قيمة النبي فأرادت أن تدخل على الله وتتوجه إلى الله بالنبي لكي لا يخيب مسعاها وتوجهها ولقد تم لها المراد عندما توجهت إلى النبي إستمع لقول النبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم وهو يقول أنا لها أنا لها لأنه واثق من مكانته عند الله . فلو أدرك من يقول أنه يتلقى من الله مباشرة شيئا من حقيقة النبي ما تجرأ على هذا القول فما دخلت الأولياء ديوان الولاية والمعرفة والأنوار والأسرار إلا بالنبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم وكلهم من رسول الله ملتمس غرفا من البحر أو رشفا من الديم ولكن وللأسف صدق فيهم البيت أيضا وكيف يدرك في الدنيا حقيقته قوم نيام تسلوا عنه بالحلم أو كما قال البوصيري رضي الله عنه في بردته أحبابي فسر الوصول بالنبي طه الرسول جمعنا الله بالنبي وجعل إستمدادنا منه وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته