أنا اليــومـ بينكــمـ .. معرفي يحتــل مكاناً في قائمة المتواجـــدات لـديكمـ .. مواضيعي أسطرهــا وأرسلها إليكمـ .. خلجــاتي أبثهــا وأبعثهــا لكــمـ .. كل هــذا.. اليــومـ .. لكــن غــداً سأتركــكمـ .. وســأرحل من بينكــمـ .. فجــاه لن تــروني .. وسأرحـ ــ ــ ــل دون أن أدونـ سبب رحيــلي .. لــنـ / أودعكــمـ .. وسأرحــــل بصمت عنكمـ .. أتــدرون لمــاذا؟!.. :: :: لأن هـــذا الرحيــل لن يكــون باختياري .. ولا بمحض إرادتي .. ولا بموعــد مسبق مني .. بل هــو مصير كل حي .. وأيضاً هـو مصيركِ و مصيـــري .. نعــمـ سأرحل .. وأنتِ سترحلين .. فماذا أعددنا؟!.. !.. !.. غاليتي الدنيا تطلب!.. والآخــرة تطلب!.. فلمن ستعطين ؟!.. ولحياتكِ تفنين؟!.. هــل لدنيــا فانية .. تقودكِ إلى نــار هــاوية .. بها حيـــاة دائمة؟!.. نسأل الله السلامة .. أمـ إلى الآخــرة ..فتأخــذكِ لجنة عــالية .. قطوفها دانية ؟!.. نسأل الله من فضله .. فماذا قدمنا ؟!.. ولمن أعطينا؟!.. / \ / هــل من زاد يكفينا لرحلتنا ؟!.. وهل من أعمال تقينا وتكمل معنا مشوارنا؟!.. :: نعــمـ [.. فالـــ / ـــموتـ يطلبنــا ..] :: وكــل يــومـ يمر بجانبنا.. لكنـــه يتعدانا إلى غيرنــا.. وغــداً سيصل دورنــا.. ولنـ يترك أحد منا .. * * * * * بالأمس القريب ذهــب أحد أقاربي لأداء صلاة الفجــر في المسجد .. سجـــد السجدة الأولى ثــمـ رفع رأســه .. فسجــد السجدة الثانية ولم يرفع رأسه .. حركــوه .. حاولوا أن يقيظــوه .. ومنـ سباته يقعدوه .. لمـ يستطيعوا فقد سبقهمـ الموت إليه .. وأخذ روحه من بين جنبيه .. فقــد كانـ أقرب أليه من أن يكمــل ركعته.. * * * * * وبعدهــا بأيــامـ قلائل زار إحدى قريباتي .. وقد كــانت بصحة وعــافيه .. وسعــادة غــامره .. كــانت جالسة بين أولادهــا .. وبنيــاتها .. تتناول وجبــة عشائها .. في لحظه سقطت مغشياً عليها .. وسفــرة الطعــامـ ما زالت أمامهــا .. حــاولوا أن ينقذوها .. وإلى أرقى المستشفيات أخذوها .. لمـ يستطيعوا فقد سبقهمـ الموت إليها .. وأخذ روحها من بين جنبيها .. فقد كان أقرب إليها من لقمتهــا .. * * * * * وبمرور الأيــامـ نسيت الأمــوات الذين ودعــوا هذه الحيــاة في لحظات .. فأنا سأستقبل بعد سويعات أخ ينظمـ لقائمتنا .. وبنوره سيملئ بيتنا .. كنــت أنا من أختار اسمه .. وقد كنت أول من جهــز ملابسه .. وسرير نومــه .. وغرفــة ألعــابه .. أخذت أتأمل ملابســه .. وبشــوق أتخيل ملامحــه .. وأعــد التسع السنوات التي قضيناها في انتظاره .. وبينمــا أنا غــارقة في بحــر أحلامي .. وأسبح بخيـالتي .. إذا بخبــر يأتيني .. عوضكِ الله خيراً من أخيكِ .. لمـ أصدق ذلك .. وملابسه .. وسريره .. وألعــابه .. لمـ يستطيع أن يأخــذها وملابسه لم يلبسها.. فقد كان الموت أقرب إليه منها .. * * * * * غاليتي .. الموت لا يعتــرفـ بأحد .. وسيزور كــل أحد .. ولن ينســى أي أحــد .. الموت لا يعــرف صغيــر ولا كبيــر!.. الموت لا يعترفـ صحيح هــو أم عليل!.. .. .. فمــاذا أعددنا؟!.. ســـــــــــؤال يحتاج وقفــــــة جــادة منــــا!..