بقلم / أ.فوزية سليمان الشايع بدأت الدعوة النسائية في مجتمعنا بسيطة هادئة وتقبلها الناس قبولا حسناً لما كانت عليه من حسن أسلوب وطريقة ، بدأت في مراكز التسوق النسائية وتوسعت في دور التحفيظ والمدارس ثم الكليات والجامعات وأخيرا الملتقيات الدعوية . وبعد هذه المسيرة كان لابد من تقييم هذه الخطوات ومعرفة الآفات التي اعترتها حتى تسير في الطريق الصحيح وتؤتي ثمارها المرجوة . 1- فمن الآفات التي انتابت مسيرة الدعوة النسائية طول فترة الدعوة العامة وعدم توجيه الخطاب الخاص لمعالجة الأخطاء في المجتمع النسائي مما تطلب وقت أطول في معالجة بعض الأخطاء . 2- التوقف بعد كل مرحلة ومعرفة مكاسب وخسائر الفترة وتقييمها آفة غفلت عنها الدعوة النسائية مما حدا بمسيرة الدعوة تكرار بعض الأخطاء وإعادة الأنشطة التي نالت إعجاب المجتمع حتى الملل. 3- آفة انشغال الداعية بعد زواجها وتركها مجال الدعوة أدى إلى نقص في عدد الداعيات ومن ثم ثقل الحمل على الداعيات المتواجدات في الساحة ، ولو أنه تم التنسيق بين الواجبات الجديدة وبين النشاط الدعوي لحصل الخير الكثير . 4- من الآفات التي اعترضت طريق الدعوة النسائية الاقتصار على مكان واحد وجهة واحدة في الدعوة وعدم الالتفات إلى أماكن أخرى هي بحاجة إلى الدعوة وعلاج هذه الآفة التنسيق مع المؤسسات الدعوية الأخرى وتوزيع الداعيات والعناوين المطروحة في مختلف الجهات . 5- تهيب بعض ممن لديهن العلم الشرعي والكفاءة الدعوية من منسوبات الجامعات والكليات من دخول مجال الدعوة العامة بدعوى ضيق الوقت وعدم قدرتهن على التوفيق بين البيت والعمل والدعوة، وعلاج هذه الآفة تحمل جزء بسيط من الدعوة في الأماكن القريبة من المنزل وفي أوقات محددة والالتزام بذلك وفيه خير كثير . 6- من الآفات التي اعترت جسد الدعوة النسائية عدم استغلال وسائل التقنية الحديثة مثل الانترنت ورسائل الجوال ورسائل الشريط في القنوات بالشكل المطلوب وهذه وسيلة متاحة للجميع ولا تتطلب الخروج من المنزل وإنما بقليل من الوقت والمال والتركيز على فئة معينة يحصل بإذن الله الهدف المطلوب . 7- من الآفات التي واجهت الدعوة النسائية عدم وعي المجتمع النسائي بأهمية المواضيع المطروحة وإنما تركز متابعة البعض على أسماء معينة ومتابعتها وترك الحضور لمحاضرات الداعيات الجديدات على الساحة الدعوية 8- من الآفات أيضا ً إهمال الدعوة العائلية عبر الاجتماعات الأسرية ولو أنه تم استثمارها بالشكل الصحيح لكان من روافد العمل الدعوي لاستمراره وتركيزه على فئة معينة والقضاء على كثير من المنكرات وتوجيه الجهد لسد ثغرات أخرى مفتوحة . 9- ومن الآفات الكبيرة التي واجهت الدعوة النسائية عدم العمل على تخريج جيل جديد من الداعيات بين صفوف الفتيات في المدارس والجامعات بالشكل الذي يعتمد عليه لقربه من المدعوات في السن والتفكير وإن كانت هناك جهود مبذولة ولكن ليس على أساس منهجي محدد يضمن استمرار الدعوة في هذه الفئة المهمة 10- من الآفات التي مرت على مسيرة الدعوة النسائية عدم وجود طاقم إداري من الرجال- في بعض دور التحفيظ والمؤسسات الدعوية - لإنهاء الأمور الإدارية التي تتعلق بالدوائر الحكومية وتعطل بعض الأنشطة المهمة بسبب ذلك . 11- آفة انقطاع التواصل وعدم التناصح بين الجهات الدعوية النسائية من أكبر الآفات التي مرت على الدعوة النسائية . 12- عدم توثيق الأنشطة الدعوية توثيقاً صحيحاً بالصورة والأرقام والبيانات الدقيقة آفة أضرت بمسيرة الدعوة وبخسها كثير من حقها فالواجب الاستفادة من أدوات العصر والتقنية في حفظ هذه المسيرة المباركة ونشرها وتبادلها في جميع أنحاء العالم . 13- اقتصار الدعوة على مواضيع شرعية بحتة وعدم التطرق إلى مواضيع تهم المرأة في بيتها وأولادها وعلاقتها مع من حولها مثل الزوج وأهله والجيران والصديقات أبعدت فئة من المجتمع عن حضور المحاضرات والالتقاء بفئة الداعيات واللاتي يمثلن نموذج حقيقي للمسلمة التي تعيش حياتها وفق ما يرضي الله دون أن تفقد شيء من مقومات الحياة الاجتماعية السعيدة. كانت هذه بعض الآفات التي تم حصرها وإلا فإن الدعوة ثابتة على أرض طيبة قد آتت أكلها ولا تزال .. نفع الله بالجهد وبارك فيه ونسال الله القبول والتوفيق . والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم