العادة *******والسعادة, من هو السعيد؟الغني أمالفقير**الكادح أم المرتاح

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : سبده وربده | المصدر : forum.wahati.com

عندما ننظر لعامل من العمال في مجال من مجالات الحياة

ننظر له بشفقة و تحسر على حاله و نقول مسكين كيف يتحمل هذا العذاب و الشقاء؟

و لو نظرنا إلى داخله لوجدناه سعيدا لأنه تعود على هذا العمل و صار جزءا منه و تأقلم معه و هو سعيد به .


و هذا من لطف الله و رحمته بعباده بأن جعل السعادة لجميع خلقه فلا تقتصر على الغني أو على من يعيش حياة

مترفة ، بل أحيانا نجد من يعيشون في القصور و الحياة المترفة يئنون من الكآبة و الضيق ،

و نجد العامل البسيط يحمل بين جنباته كل السعادة و الرضى ،

و إذا نظرنا إلى إنسان مترف غني

لقلنا يا لحظه و يقولها البعض بحسد و العياذ بالله ، و لو نظرنا إلى داخل نفس هذا الغني لوجدناه غير سعيد بالرغم

من حياته المرفهة الظاهرة لنا فهو مكتئب ضائق الصدر متململ من حياته .

فسبحان الله الرازق الكريم سبحان من جعل السعادة ليست في فقر أو غنى بل في الإيمان و القناعة و الرضى بما

لدى الإنسان .

قال الشاعر :

و لست أرى السعادة جمع مال *********** و لكن التقي هو السعيد

و الدليل على أن الإنسان يسعد بما ألفه و تعود عليه

ميسون البحدلية و هي تعيش في البادية حيث حياة التعب و الشقاء ، تزوجها معاوية و أسكنها القصر منعمة

مكرمة و لكنها اشتاقت إلى حياة البداوة و البادية فهي تقول :


لبيت تخفق الأرياح فيه ******** أحب إلي من قصر منيف

و لبس عباءة و تقر عيني ******* أحب إلي من لبس الشفوف

و أكل كسيرة من كسر بيتي******* أحب إلي من أكل الرغيف

و أصوات الرياح بكل فج ******** أحب إلي من نقر الدفوف

و كلب ينبح الطراق دوني ******** أحب إلي من قط أليف

و خرق من بني عمي نحيف******** أحب إلي من علج عنوف

خشونة عيشتي في البدو أشهى *******إلى نفسي من العيش الظريف

فما أبغي سوى وطني بديلا********* فحسبي ذاك من وطن شريف
----------------------------------------
سمعها معاوية فطلقها ثم سيرها إلى أهلها بنجد و كانت حاملا بابنه يزيد .


فسبحان من جعل السعادة لجميع خلقه خصوصا إذا كان مؤمنا تقيا يرضى بقضاء الله و قدره فإنه سعيد لا ينقصه


و لله الحمد و المنة شيء


إن العمل والجهد الذي يراه بعض المرفهين شقاء وعذاب إنه لمصدر سعادة وفرح لهؤلاء الناس


وهذا من فضل ربي ورحمته بعباده .