صور من الواقع (( حكاية من حينا القديم))

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : الورد الابيض | المصدر : forum.wahati.com

انها حكايه غريبه وهي ليست من وحي الخيال بل هي واقعيه واعرف اصحابها انهم اسرة متواضعة لم يملكوا قدرا من التعليم او يستنيروا ببعض الثقافه بل بقوا كما هم على قناعاتهم القديمة وعلى سطحية تفكيرهم انهم في نفس حينا لكن لهم طابع عفوي ويمكن ان نقول ساذج .. ابنتهم تلك الورده الجميله والتي كانت تدرس في الصف الاول متوسط وتلعب مع صويحباتها ولها صوت ندي بالقران تلك الفتاة الصغيرة الخجوله والتي كانت من ضمن الفتيات الحافظات المتقنات للقران في دارنا الا وانا في فترة الراحه لانراها الا وهي تلعب وتلك الحلوى
( المصاصة ) في فمها الصغير مما يدلنا اكثر على براءة طفولتها وصغر سنها .. مالها ياترى ؟؟ لقد تم عقد قرانها على ذلك الشخص المقرف المروع ذا الخامسة والستين عاما والتي تعتبر من اصغر احفاده .. انه لايمتاز بشئ يجعل اهلها يقبلونه فلا علم جاهل تماما ولا مركز مرموق ولا غنى ولا شئ بسيط من الوسامه بالاضافه الى انه متزوج وله اولاد كبار واحفاد ويسكن في قريه لم تصلها ادني الخدمات ولا حتى الكهرباء في منزل قدييييم مخيييييييييف وفي قريه تمتاز بشدة الحرارة في الصيف وشدة البروده في الشتاء... الهي ارحمها !! ما هذا المصير الذي تواجهه حاولت بما ان الفتاة طالبة في دارنا ( تحفيظ قرآن ) ان انصح والدتها قبل ان تدمر مستقبل ابنتها فلم تقبل بل تقول انها مقتعة بذلك فالكبار اليوم خير من الشباب قلت لها يمكن ان يكون كلامك صحيحا لو كان الفارق اقل ويكون الرجل المتقدم يمتلك بعض الصفات التي يمكن ان يقبل من اجلها واهمها الدين والعلم والخلق والقدرة الماديه او يكون قادر على اسعادها وتوفير حياة كريمة لها ؟؟ هل يستطيع شخص ما اليوم ان يعيش بلا كهرباء في قرية نائية كل من فيها من كبار السن الذين يذكرون الانسان بنهايته ويجعلونه يعيش في محيط الجهل والسطحيه والتخلف العلمي والحضاري والصحي ياااااااااااااااااااااااااااااه !! ما اقسى ذلك على تلك المسكينه ؟؟ لكن والدتها لم تقتنع ولا تريد ان تقتنع وزفت الصغيره الى ذلك الشخص المرعب في جو من الكآبه حيث لا فرح حقيقي فيها ولا يمكن ان يكون في تلك القريه الجبيله النائه فرح الا من ابناءها هي ولا اظن القادم اليها يسعد بالاستقرار فيها وزفت الى مكان لن تجد فيه ادنى وسائل الراحه ولا اي شيء من الترفيه وكأنها تزف الى قبرها بأيدي اهلها قبل الاوان ومع ذلك كله فما كان مهرها سوى خمسة الاف فقط لم يفي بربع احتياجاتها .... انتقلنا من هذا الحي ولم نعد نعلم عنها شيئا لكن مازالت صورة الفتاة مرتسمه في مخيلتي وهي تلعب وتجري والحلوى لا تفارقها فيارب ارحمها وهون عليها ما هي فيه ... ولا بارك الله في اهل يرمون فلذات اكبادهم بهذه الطريقه

لهذا الحي حكايات كثيرة هذه احداها وان شاء الله اكتب لكم اذا احببتم غيرها ففيها العبر والفوائد