إلى ذلك الذي يسكن بين الضلوع ، ويروي الروح من تلك الحياة .. ويمد النفس بالأمل البعيد .. ويمنح الفرصة من جديد .. لاستقبال النور المهيب .. إشراقه الأيام والليالي .. وتطلع المنى والأماني .. وما فيها من الرفعة والمعالي .. هناك حيث وضعت يدي أتحسس ذلك النابض الذي ما زال يقطر .. وهو بعد غارق لا يمل ولا يفطر .. سألته ما بك تتأوه وتأفف .. ؟ !! فلم يجب خجلاً من شدة الموقف .. قلت في نفسي مهلا ً أيا نفس فلتتأنى ولتترأف .. فحبيسك داخلك يمدك بالحياة .. يتدفق بالدماء فتعيشين .. وينشر النور صداه .. فاعترفت وقلت نعم حمداً رباه .. أنعمت وما زلت تنعم به علي فلا يحمد كثيرا سواه .. وما خاب من نال رضاه .. سبحانه .. آآآه ثم آآآه أكل هذا أيه القلب المسكين .. يا من تحمل العبء لوحدك ولا يشاطرك به أحد .. فمن ذنوب إلى زلات .. ومن هموم إلى سعادة ورفعة في الدرجات .. ومن أحزانٍ وأفراح وأتراح ٍ وتكفير للخطايا والسيئات .. ويحك آيا قلب إن لم يتداركك مولاك بالرحمات وحسن الثبات .. ويحك ثم ويحك ثم ويحك .. إن لم يرضى عنك خالقك ومن يملكك المطلع عليك في سائر النيات .. آه يا قلوبنا كم أشعر بك الآن .. كم أتمنى وما زلت أتمنى أن أأخذ بيدك قبل فوات الأوان .. فلقد أدركت حملك الثقيل أيه المأمور حينا و تغلبك أحيانا .. فما بالك لا رعوي ودنو الأجل قد حان .. نعم فلأجل ذلك خلقت .. فتداوي قوتك جراحك وتدعمك وتقويك .. وبالنور تغذيك وتضيء فيك .. وتنجلي بذلك الأحزان .. فعذراً أيا قلبي .. فلن أحتمل المزيد .. وأعاهد الله كل أوان أن لا أملئك إلا بالمفيد .. فحسبي أنني ما زلت أحيا بك في هذا العالم الفريد .. فحسبك الله الذي لا تضيع ودائعه إنه الحميد المجيد ..