الأورام الليفية
الناقل :
heba
| المصدر :
tabeebe.com
الأورام الليفية هي عبارة عن أورام حميدة تتكون من خلايا العضلات الناعمة وكمية من الألياف وهي من أكثر الاورام حدوثاً في الاعضاء التناسلية للمرأة وتوجد في الرحم، وقد توجد بنسبة اقل في عنق الرحم وأحياناً في المبيض وتظهر في سن الانجاب وتزداد بعد سن الخامسة والثلاثين ونادراً جداً ما تحدث قبل سن البلوغ وعادة تنكمش بعد سن اليأس.
وكونها تحدث في سن الانجاب فإن مشاكلها تتعلق بتأخر الحمل في بعض الحالات، وزيادة دم الحيض، وإذا وجدت أثناء الحمل فقد يؤدي إلى مشاكل اثناء الحمل والولادة، وفي واقع الحال فانه لا توجد أسباب معروفة لحدوث الاورام الليفية، وقد يكون للعوامل الوراثية دور في ذلك.
شائعة
تعتبر أورام الرحم الليفية من الأورام الحميدة لعضلات جدار الرحم وهي من الأورام الشائعة لدى النساء حيث تعاني حوالي 20- 25% من السيدات من ألياف الرحم عند بلوغهم سن الخامسة والثلاثين من العمر، وعلى الرغم من شيوعها ولكنها في بعض الأحيان قد تتسبب في بعض المشاكل المعقدة التي قد تؤدي إلى استئصال الرحم نادراً ما تحدث أورام الرحم الليفية قبل سن البلوغ حيث أنها تعتمد على هرمون الاستروجين (الهرمون الانثوي) لدى المرأة لذلك فإنها قد تزداد في الحجم أثناء الحمل أو استخدام حبوب منع الحمل ولكنها تضمر بعد سن اليأس.
لا يوجد حتى الآن سبب معروف لظهور هذه الأورام لدى بعض النساء دون غيرهم ولكن من المعروف أنها تكثر عند بعض الأعراق دون غيرهم مثل كثرتها في العرق الأسود، وقد يعزى وجوده لعوامل وراثية.
تختلف الأورام الليفية في عددها وحجمها في رحم أي سيدة حيث قد تكون صغيرة جداً أقل من (1) سم وقد يصل حجمها إلى 20أو 30سم في بعض الأحيان كما قد يصل وزنها إلى عدة كيلو جرامات. كما أنها قد تكون كامنة أي غير مؤدية إلى أي أعراض وتكتشف عن طريق الصدفة ولكن قد يصاحبها بعض المشاكل مثل انتفاخ البطن خصوصاً عندما تكون كبيرة الحجم حيث يؤدي ذلك إلى الاحساس بالضغط على أسفل البطن والمثانة مما يؤدي إلى احتقان المجرى البولي في بعض الأحيان وفي النادر يؤدي الضغط على الحالبين إلى تضخم الحالبين وبالتالي الكليتين. ولكن من أكثر الأعراض شيوعاً للأورام الليفية هي النزيف أثناء الدورة الشهرية المصاحب لبعض الآلام خصوصاً عندما تقع هذه الأورام تحت بطانة الرحم مباشرة مما يؤدي إلى فقر الدم الحاد وفي النادر الحاجة إلى نقل الدم إلى المرأة نتيجة فقر الدم الشديد.
غالباً ما تكون هذه الأورام الليفية غير مؤلمة حتى عندما تكون كبيرة الحجم ولكنها قد تؤدي إلى آلام شديدة جداً خصوصاً أثناء الحمل حيث أنه من المعروف ان ألياف الرحم قد يحدث لها نتيجة انقطاع الدم عنها أثناء الحمل ما يعرف بالتكسر الأحمر وهذا يؤدي إلى آلام شديدة في البطن قد تستدعي الحاجة إلى استخدام مسكنات قوية جداً لتخفيف الآلام وتستمر لعدة أيام متواصلة. كما أنها قد تؤدي إلى آلام شديدة أثناء المعاشرة الجنسية أو أثناء الدورة الشهرية. ونادراً ما تكون هذه الأورام معلقة في جدار الرحم الخارجي ونتيجة لذلك فهي قد تكون معرضة للالتواء مما يؤدي إلى آلام شديدة جداً في البطن.
أثناء الحمل
أما بالنسبة للمشاكل المصاحبة لهذه الأورام أثناء الحمل فهي عادة ما تكون عند وجود هذه الأورام تحت بطانة الرحم فهي تؤدي إلى الاجهاض المتكرر. كما أنها قد تؤدي إلى الولادة المبكرة أو الآلام الشديدة مجاورة لعنق الرحم مما يؤدي إلى تعذر الولادة الطبيعية وفي هذه الحالة لابد من الولادة بواسطة العملية القيصرية.
وفي بعض الأحيان قد تؤدي الأورام الليفية إلى العقم أو تأخر الحمل خاصة عندما تقع قريبة من فتحات قنوات فالوب أو تحت بطانة الرحم حيث تمنع غرس الجنين في الرحم تحدث عدة تغيرات للأورام الليفية مع مرور الوقت حيث ان معظمها لا يتم اكتشافه إلاّ بعد مرور فترة طويلة على وجودها ومن هذه التغيرات التكلسي أو وجود الفجوات والتنكس الزجاجي ولكن جميع هذه التغيرات طبيعية وحميدة نادراً ما تحدث بعض التغيرات السرطانية لهذه الأورام الليفية ولكن تحدث هذه الحالات بنسبة 1في 1000حالة.
يتم اشتباه وجود في الأورام الليفية عن طريق أخذ التاريخ المرضي للحالة والفحص السريري ولكنها تكون واضحة جداً بواسطة الفحص بالموجات فوق الصوتية حيث أنها ذات شكل مميز ويمكن بواسطة الفحص بالموجات الفرصية حصر عددها وأحجامها وموقعها.
العلاج
هناك عدة خيارات لعلاج الأورام الليفية منها العلاج الجراحي أو العلاج بالإبر عادة ما يكون اختيار العلاج المناسب حسب موقعها وأحجامها والمشاكل الملازمة لها، بالإضافة إلى سن المرأة ورغبتها في الانجاب يتمثل العلاج الجراحي إما باستئصال الألياف أو استئصال الرحم كاملاً إذا لزم الأمر فمثلاً عند وجود أورام ليفية في رحم امرأة لديها العديد من الأطفال ومتقدمة في السن وليس لديها الرغبة في الانجاب كما ان حجم الألياف كبير فإن الخيار الأنسب هو استئصال الرحم كاملاً ولكن عند رغبة المرأة في الانجاب أو إذا كانت صغيرة في السن فإن الخيار هو استئصال الألياف وترك الرحم في مكانه قد تنشأ من عملية استئصال الألياف من الرحم بعض المشاكل أهمها النزيف الشديد أثناء العملية أو صعوبة استئصال الورم الليفي وترك الرحم خصوصاً عندما يقع الورم الليفي قريباً من عنق الرحم أما بالنسبة للمشاكل الممكن حدوثها بعد العملية فهي الالتصاقات الشديدة التي قد تؤدي إلى آلام المزمنة في أسفل البطن، كما أنه في بعض الأحيان قد يحدث انسداد في قنوات فالوب بعد العملية وبالتالي إلى العقم كما أنه من المهم معرفة أنه في حالة الحمل بعد عمليات استئصال الألياف فإن الولادة لابد ان
تكون بواسطة العملية القيصرية لأن الرحم بعد استئصال الألياف يكون عرضة للانفجار أثناء المخاض وتحسباً لذلك وتأكد ان بطانة الرحم قد شفت أثناء العملية فمن الافضل اجراء عملية قيصرية. يلجأ الأطباء إلى العلاج بالابر أحياناً وهي عبارة عن ابر تعمل عن طريق منع افراز هرمون الاستروجين في جسم المرأة واحداث حالة مماثلة لسن اليأس مما يؤدي إلى ضمور هذه الأورام أو على الأقل صغر حجمها وبالتالي سهولة إزالتها بالعملية والتخفيف من الآثار الجانبية للعملية ومن حدة النزيف أثناء العملية ولكن لابد من معرفة ان هذه الأورام غالباً ما تنمو من جديد أثناء الحمل كما سبق ذكره كما يلجأ إلى استخدامها عند وجود موانع لإجراء العملية لاستئصالها مثل أمراض القلب أو أي أمراض مزمنة. كما ان هناك بعض الآثار الجانبية لاستخدام هذه الإبر حيث أنها قد تؤدي إلى هشاشة العظام الناتج عن سنة اليأس الاصطناعي لذلك فإنه من الواجب إعطاء المريضة جرعات كافية من الكالسيوم وفيتامين د أثناء العلاج ومتابعة كثافة العظام لديها بعد الانتهاء من العلاج. وفي النادر تنتج حالة الهبات الساخنة الماثلة للهبات الساخنة المصاحبة لسن اليأس والتي قد تكون مزعجة للسيدات خصوصاً عند اقترابهم من سن اليأس، ومن المهم ذكره أنه في بعض الحالات لا تكون هناك استجابة للعلاج بالابر وفي هذه الحالة لابد من اللجوء للحال الجراحي واستئصال الألياف جراحياً.
الاستئصال:
ظهرت حديثاً بعض عمليات استئصال الألياف من الرحم بواسطة الليزر ولكن هذه العمليات أيضاً يحدث من جرائها نفس الآثار الجانبية السابق ذكرها مثل الالتصاقات. كما أنه حديثاً أجريت بعض عمليات قتل الألياف عن طريق جلطات اصطناعية في الشرايين الدموية المغذية لهذه الألياف وذلك بمساعدة الأشعة المقطعية الملونة ولكن لا تزال هذه الطرق تحت الدراسة حيث أنه في بعض الأحيان قد ينتج عنها اختفاء الدورة الشهرية تماماً وهذا لا تحمد عقباه لدى السيدات الراغبات في الحمل ولكن بعض الدراسات اثبتت نجاحه بدرجة عالية مع احتمالية توقف الدورة.
أما بالنسبة لاشتباه حدوث بعض التغيرات السرطانية النادرة كما ذكرنا في الألياف فإن اشتباه التشخيص يكون عن طريق الأشعة الصوتية وفي هذه الحالة لابد من استئصال الرحم كاملاً واحالة المريض إلى استشاري الأورام النسائية حيث أنها قد تحتاج إلى العلاج الاشعاعي والكيماوي.
يشتبه في وجود التغيرات الخبيثة السرطانية في الألياف عند كبر حجمها بصورة مفاجئة أو تغير شكلها بالموجات فوق الصوتية خصوصاً عند معرفة وجود الورم الليفي لمدة طويلة أو عند تغير حجمه بعد سن اليأس لأنه كما ذكرنا فإن هذه الألياف تضمر وتتكسر بعد سن اليأس.
لا توجد حتى الآن أي طرق معروفة لمنع ظهور هذه الألياف ولكن من المتعارف عليه فإن الأورام الليفية تظهر عند المرأة التي تتأخر في الحمل أو التي لم يسبق لها الحمل أبداً لذا فإن الحمل في سن مبكرة هو العامل المعروف الوحيد للحماية من ظهور هذه الألياف وفي النهاية فإنه عند تشخيص وجود أورام ليفية في الرحم لابد من استشارة طبيب متخصص في هذه الحالات ومناقشة الحل المناسب لها حيث ان الحالات تختلف من إمرأة إلى أخرى حسب ملابسات الحالة كما ذكرنا.
الخلاصة
كثيراً ما تزعج هذه الاورام السيدات خصوصاً عندما تحدث في سن مبكرة - أي سن الانجاب - وكثيراً ما يتخوف المرضى من أن تكون هذه الاورام خبيثة.. ونطمئن المرضى بأن هذا المرض كما ذكرنا سابقاً يحدث في 1من 4إلى 5سيدات وهو حميد وليس خطيراً اوالآن طرق العلاج متوفرة بأمان وامكانية الحمل بعد استئصال الورم ممكن بنسبة كبيرة جداً إذا تم اجراء العملية بواسطة استشاري متخصص متفادياً الاضرار بقناة فالوب ومتحسباً لتفادي حدوث التصاقات داخل الرحم أو خارج الرحم، وطرق العلاج تطورت كثيراً ولا داعي للقلق باذن الله تعالى.