السلام عليكم و رحمة الله و بركاته لم تمضِ سوى أيام قلائل منذ زيارتي لبيت أهلي و كعادتنا تكثر الولائم و اجتماع الأهل بتلك الأيام .. مشهد ..(1).. استيقظت باكرة أعددت طعام الإفطار تناولنا إفطارنا أنا و أمي و أبنائي فكرت كيف سيكون برنامجنا اليوم .... نعم سنزور أختي ، رقص الأطفال طرباً لهذا القرار فبيت خالتهم يعني لهم الكثير تجهزنا أنا و الأطفال و بقيت أمي جالسة .. أمي لماذا لم تبدلي ملابسك لنخرج ..؟؟ ردت الحبيبة أنها لا ترغب بالخروج ,,, هي قليلة الخروج إلا لحاجة أو للقيام بواجب مثل عيادة مريض أو غيرها من الضرورة الملحة و لكن أنا لن أستمتع بوقتي بدونك و خصوصا أنك ستبقين بمفردك ... فنزعت عباءتي معلنة عدولي عن الخروج و الجلوس مع أمي عندما شاهدتني أعدل عن الخروج و ألغي الزيارة غيرت رأيها و قررت الذهاب معي لأنها و بقلبها الحنون تعلم أنني أسعد باجتماعي مع أخواتي ... ركبنا السيارة جميعًا و المسافة كانت طويلة شيئـًا ما ...(( كنت خائفة و لأول مرة من حصول حادث )) و أخيراً وصلنا بحول الله .. قضينا تلك الليلة ببيت أختي و كان قد انضم لنا فيما بعد عائلة أخي و بعض الزوار .. حان وقت ذهابنا و عودتنا لمنزلنا و كان يوم غد هو الأثنين و كعادة أمي الحبيبة صيامه فطلبت أختي من أمي البقاء لتتناول السحور معها رفضت أمي العرض .. ركبنا السيارات ، إحداها يسوقها ابن أخي فركبنا أنا و أمي معه .. اقتربنا من حينا و لكن ... مشهد ..((2)).. فجأة و بلحظة سهو من الجميع ... ارتطام و آخر أشد ... لم أستوعب ما حدث و بقينا نرتطم بالسيارات أمامنا لقد فقد السائق السيطرة على السيارة كانت السيارة ترتطم و أمي ترتطم بما يسمى بطبلون السيارة و ضربات تأتيها من كل جهة و أنا أصرخ أمي ...أمي .. حتى توقفت بنا السيارة ... استوعبنا ما حدث .. أخذت أبحث عمن هم برفقتي ..أمي ... طفلتي الصغيرة أين هي لم أجدها ...؟؟ كانت قد وقعت تحت المرتبة و من هول ما حدث بقيت صامتة .. أنظر خلفي حيث المقعد الخلفي تجلس بناتي و ابنة أخي يا إلهي ابنة أخي قد امتلأ وجهها بالدماء البنات يصرخن أحاول تهدئة هذه و تلك بلا فائدة .. حضر أهل الخير أنزلوا أمي لأنها كانت شبه غائبة عن الوعي ! نزلن البنات و لكن أنا لماذا لا أستطيع الحراك أو النزول شعرت أن قدميّ قد ربطت بعضها ببعض حاولت بجهد و يبدو أنني من هول الصدمة لم أشعر بألم بقدمي التي قد تعرضت لرضوض نزلت بمشقة جريت نحو أمي و قد وضعت فوق الرصيف و حالتها جداً سيئة تحسستها بالظلام يا ربي رحمتك بأمي أمي تنزف و لا تدري بمن حولها ,, حضر أخي فزعًا فقد كان يتبعنا بسيارته و عند مشاهدته لتجمهر الناس شعر أننا نحن أصحاب ذلك الحادث فأوقف سيارته بعرض الطريق و هرع مسرعاً نحونا .. لم تتأخر عربة الإسعاف بالحضور نقلنا أمي بها و قد بدأت تتم بالذكر و تردد لا إله إلا الله ركبت معها بلحظتها لم أفكر ببناتي و لا حتى بالصغيرة التي أسمع صراخها عند ذهابي لم يفتر لساني عن الدعاء و قراءة بعض السور على أمي حتى وصلنا للمستشفى و هناك و بغرفة العناية أفاقة الحبيبة و بدأت تسأل عن أبنائها واحد واحد لم تسأل عن حالها و لا ما أصابها فقط همها فلذات أكبادها لله درك يا حبيبة سألتني هل أصابك ضرر أخبرتها أنني بخير كما ترى فعاودت السؤال عن أطفالي طمئنتها عليهم جميعا ,, قالت الحمد لله أنهم بخير الحمد لله أنني أنا فقط من أصبت طلب الطبيب أن يكشف عليها ليرى موضع الألم و يتأكد قبل عمل الأشعة له ترفض و بشدة لا تريد أن تنزع عنها لباسها و تتوسل لأخي أن لا يسمح لأحد بكشف سترها أمي الحبيبة هو طبيب و في مثل عمر أبنائك و الحالة لا تسمح بالتأخير و من حسن الحظ كانت هناك طبيبة مناوبة فتم الكشف و عمل اللازم مشهد ..((3)).. دقائق و تشرق الشمس و نحن ننتظر نتيجة الأشعة و تكذيب الاحتمال و تشخيص الأطباء بأنه كسر .. لم أفكر بالكسر في بداية الأمر كان كل همي أن أمي لم تفقد ذاكرتها و أنها تعرفنا جميعا فلا أتصور حياتي و أمي تنكرني .. نالني من التعب ليلتها الكثير تعب نفسي و جسدي ,,فطلب مني أخي الذهاب للبيت لكي أرتاح و أطمئن أبنائي هناك .. أخبرني أنه لا فائدة من وجودي الآن و أنه سيبقى معها هو و أختي ,, ذهبت و حين دخولي وقفت بالقرب من حجرة أمي لم أستطع دخولها فبكيت طويلاً حاولت النوم فلم أستطع فكلما أغمضت عيني أرى أمي طريحة فوق رصيف الطريق فيفر النوم منها ,, مرت أيام صعبة و مرة علينا و على الحبيبة فلم تكن تنام الليل و لا النهار من شدة الآلام و الطبيب كل يوم يفاجئنا بتأجيل جديد لمو عد العملية ...!! ألهذه الدرجة العملية صعبة و فيها خطورة على حياة أمي ,,,..!! و كل يوم بمبرر جديد حتى نفذ صبرنا هاهي أمي تتألم أمامنا و نحن لا حول لنا و لا قوة و بعد أن قررنا نقلها لمستشفى آخر أخبرنا الطبيب أنه حدد موعدًا لعمليتها و لا داعٍ لنقلها يوم العملية يوم مشحون و مشاعر مختلطة خوف ..قلق .. و ترقب ... و بعد عدة ساعات من مكوثها بغرفة العمليات خرجت و بألم أشد و لكن كان لدينا الأمل أنه ألم وقت و سيزول و الآن الحبيبة عادت لمنزلها بكرسي متحرك بعد أن خرجت منه على أقدامها سليمة معافاة و لله الحمد هذا المنظر أبكى الجميع بما فيهم الخدم و الأطفال .. و مع كل هذا فقد كان الصبر و الرضا هو عنوان الحبيبة أسأل الله أن يشفيها و يكتب لها أجر صبرها و احتسابها أخياتي .. أوصيكن و نفسي بالمحافظة على الأذكار .. فهي الحرز و الحصن الحصين للمسلم من هذا الموضوع أوجه شكري و امتناني لكن من دعت لأمي سواء سجلت دعواتها بتعقيب أم لم تسجله ودمتن سالمات و لا أراكن مكروهًا