تحيتي اليها.. تحية عطرة ممزوجة بعبق المحبة الدائمة تلك هي.. أمّ تطهو طعام أطفالها بيديها الحانيتين..لابيد الخادمة.. و لاتطعمهم ماتحويه العلب المحفوظة من نفايات العصر وأمراضه.. تنظفهم وتلبسهم بيديها .تهمس في أعماقهم حبها وحنانها.. أحبها من أعماقي.. إنسانة ضحت بكل آمالها وأحلامها التي نسجتها على مر سنيّ عمرها الغضّ..وتوقفت.. ليكون كل وقتها وجلّ اهتمامها لأطفالها..فقط أطفالها..تطعمهم وترعاهم وتحكي لهم حكايات قبل النوم.. تلعب معهم ..تضحك معهم..تمسح دمعتهم بشغاف قلبها.. كم أحترمها.. من جعلت من هذه الأجسام الغضّة و هذه النفوس البريئة رجالاً عظاماً يصنعون المجد ..لايتغنون به.. وبناتٍ وأخواتٍ ..يعلمن كيف يكون هذا البنيان شامخاً.. كل التقدير.. لمن تدرك أن ضمن جدران بيتها هذا مملكة خاصة ..ملكتها هي..ورعاياها بحاجة الى كل الحب ..وكل الاهتمام..كل الوقت.. وأن مليكها يطاع بدون جبروت..ويخدم بدون مذلة..وأن بمقدورها الاستيلاء على قلبه..دون أن تعمل مهرجا ولو لبعض الوقت.. وكل هذا..إليها.. الى من تدرك أن ماتفعله شيئاً عظيماً..لاخسارة فيه.. وأنها تبني صروحاً..وليست تهدم ذاتها.. وأنها جعلت من أمومتها وحب أسرتها هدفاً لاتضاهيه مناصب الدنيا كلها.. تسعى اليه بحب وسعادة لاتشوبها أحاسيس التضحية الزائفة بمجد عارض..ربما لايكون.. تحية ودٍ وتقدير ..الى من قالت أنا هي.. --------------------