فاضت أحـــزان القلب بقوة التيار و استقر في النبض " فرح ", خفة الروح و قلب ٌ جديد ! تعالي للبنيان ،،

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : قلب الأمة | المصدر : forum.wahati.com


أ أقول أني مشتاقة لأروقة الواحة ؟!


لن أقول !


لن يفهم النبض كثيرا ً إلا واحد هو حسبي أوجه له كل حبي !



حياة جديدة و نبض ٌ جديد هذا ما تأملناه بعد رحيل الحبيب الغالي

رمضان المبارك !



حبيباتي في الله


كل عام و أنتن بخير و سعادة

كل عام و أنتن إلى الله أقرب

و بالطاعات موشحات

و في فضاءات سمو الروح محلقات

و كل عام و أنتن في صفاء نفس

و رحابة فكر

واتساع فهم للقرآن و الدين .





::

:





فاضت أحـــزان القلب بقوة التيار و استقر في النبض " فرح "




تموج الحياة بكل متناقضات المشاعر

ما بين فرح و حزن

وما بين اشتياق و فراق

وما بين حنين و بعد !


و الانسان في حياته يصارع كل الأمواج تتقاذفه فوق قاربه الصغير

تارة ترفعه و تارة تهوي به !



لكن جاء رمضان .. لتستقر النفوس بقارب الحياة فوق شاطئ واحد

هو الانسان الذي اختاره لا أحد سواه !


أما قال الكريم في كتابه : ( و هديناه النجدين ) ؟

إذن الطريق واضح


و الانسان يختار !


فلا تصدقن من تتشدق و تقول : قذف بي تيار القَدَر إلى تيك الشواطئ !

شواطئ التيه و التخبط !


فهي لم تجدف جيدا ً

و لم تهتم بآفات الطريق كيما تجتنبها فتعود لبحر رائق بعيد عن التيارات !




ها هي ساعات النهاية لرحيل الشهر تقترب ،،

وكنت في أواخره أنشد مبتغى ككل المسلمات

أسأل الله أن يكون تحقق ،، و في الكتاب عند الرب موثّق !




وككل الأعياد التي لا تحلو إلا مع الأهل ،،

سافرنا إليهم و أشواقنا تسبقنا

حيث حالت بيننا بعض موجات الحياة طوال العام

و هاهو العيد يقرب البعيد

و يؤلف القلوب !


لكن ،،


متى العيد ؟


اليوم أو غدا ً ؟


تمنيته بعد غد كي نزداد رفعة عند الكريم



فجأة و نحن نتسائل : من سترافق خالي إلى الجامع

إذّ بالقاضي يزف لنا الخبـــــــــــر !



غداً العيـــــــــــــــــــد

غدا ً العيـــــــــــــــــــــــــــد !


أتعلمن ما شعرت حين وصلني الخبر ؟!





شعرت و كأن شيئا ً فارق جسدي و حلق في السماء كدت أحلق معه !


شعرت بسعــــــــــــــــــــــــــادة عجيبة في نفسي !

شعرت ببرد يـُصـَب فوق صدري !




قلت : اللهم لك الحمد ، اللهم لك الحمد !


رأيت بعض قسمات أحبتي من حولي بائسة و يقولون : ليته رمضان !


قلت لهم :


هو تقدير الرب ، و الهلال أشرق

و العيد يزغرد فافرحوا .


أما قال عليه السلاة و السلام (( للصائم فرحتان ،، أحدهما يوم فطره .. )) و في بعض الأقوال هو يوم العيد !



شعرت بهذه الفرحة ترفرف علينا بل على قلوبنا ،،




لكن ... لحظة ....



في ثوان ٍ قليلة لمحت بعض الوجوه أمامي و كأني أراها تلبس السواد !




الوجه الأول ::



خالي فوق سريره الأبيض الذي كان يتمنى أن يشاطرنا يوم العيد !

شهوره الـ 10 لم تشفع له للخروج ،،


لكنّا في ليلة العيد زففنا له الحلوى و الأزهار كي يفرح ،، سيبقى يوم الفرح

و كل شيء في القلب عداه سيفيض بقوة التيار !





الوجه الثاني ::



أم صديقتي ( عبير رحمها الله ) التي ستستقبل العيد الأول

بعد أن اتقد في قلبها لوعة فراق قرة عينها و حبيبة قلبها عبير .

ترى .. يا أماه ,, ما كان عيدكم ؟!

ولكنه سيبقى يوم الفرح

و كل شيء في القلب عداه سيفيض بقوة التيار !




الوجه الثالث ::



صديقتي أم أسامة ،، التي إلى هذه اللحظة لم تسمعني صوتها

حزنا ً على فقدهم لخالها في منفى بعيد !

ولكنه سيبقى يوم الفرح

و كل شيء في القلب عداه سيفيض بقوة التيار !



::



كل تلك الوجوه مرت أمامي ،،

شعرت بالأسى ،، و لا مفر من الحزن ،،



لكنــــــــــــــــه يــــــــــــــوم العيـــــــــــــــــد

يوم الفرح بعظيم العطايا من الشكور الحليم

يوم توزيع الجوائز الربانية !




دائما ً أحدث نفسي ،،


الفرح شعور لا يوصف يبقى مكانه القلب ،،


و ليس الفرح أشكال و ألوان ،،




ففي يوم العيد


فاضت أحـــزان القلب بقوة التيار و استقر في النبض " فرح "



ما التيار ؟


هو تيار الوعد الصادق من الحق بأن في هذا اليوم فــــــــرح و لابد !



فلنلبس كل الأثواب

و نصطبغ بكل الألوان


لو لم يكن في القلب فرح الرب


فلن يكون هو العيـــــــــــــــــــــد .






لا تنسي يا حبيبة قلبي ::



فرحة العيد إنما هي منحة ربانية لكل مجتهد في رمضان

هي جوائز لا يعطاها كل قلب

و هي قسمة ليس لكل شخص منها النصيب الأكبر !




فاحمدي الله إن كنت ِ ممن استشعر فرحة العيد

رغم بعض الوجوه المحيطة و التي لم ننساها من دعواتنا

و لم تبرح قلبونا مناظرهم ،،


وجه رابع :: لكنه كان يوم العيــــــــــــــــد !




أرسلت لها التهنئة الصباحية بالعيد لحين أن أجد متسع للاتصال بها

فهي صديقة و قريبة من قريباتي !



قبيل الظهر ترسل لي ردها على رسالتي و نص الرسالة :



(( فرحت ، و لم تكتمل خطوط الفرح و لم يتسع الوقت لتطير الأطيار !

تـــوفي جــدي قبل نصف ساعة من الآن دعواتك له بالرحمة .!!
)) .



وكأني حين قرأت الرسالة في يوم ليس هو يوم العيد !

ماذا تقول !؟


تراءى وجهها أمامي !

بكيت و لم يشعر ببكائي أحد !


جاء وقت الغداء و كنت الوحيدة التي لم تأكل !


جــدي رحمه الله هو خال جدها رحمه الله !


انقلبت أفراح العيد في بيتهم إلى مراسم العزاء !



ذهبت إليها ،،

عانقتها ، و ما أجمل ملامح الرضا على الوجوه !


أهي منائح الفرح الربانية التي أودعها الله القلوب بعد الشهر الفضيل ؟!

أرجو الله ذلك !



سيبقى هو يوم العيـــــــــــــــــد و يتربع الفرح في ناحية من القلب


و كل شيء في القلب عداه سيفيض بقوة التيار !



::