وكفى بالموت واعظا ...

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : ريف البوادي | المصدر : forum.wahati.com


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أفضل الأنبياء و المرسلين .

{كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَما الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاّ مَتاعُ الْغُرُورِ}


كل ابن أنثى و إن طالت سلامته...........يوما على آله حدباء محمول

مهما طالت بنا الحياة و غرتنا بملذاتها الزائفة فلابد من يوم نفارقها

بنعيمها الزائل و همومها و غمومها ..

و بيوم واحد بل بلحظات ستبدل دارنا و حياتنا و سنبقى بغربة و وحدة و وحشة

و بهذا اليوم يكون تحديد مصيرنا إما نعيم مقيم أو الجحيم و العذاب الأليم أعاذنا الله و إياكم منه



ليلة البارحة هي أول ليلة قضاها عمي الغالي في داره الجديدة

لم يشاركه أحد في المبيت في داره الجديدة لا مصباح و لا شمعة و لا حتى ضوء القمر يصله

في داره لا أجهزة تبريد و لاتدفئة ..

رفيقه الدود الذي سيتغذى على لحمه و عظمه ..

فراشه و غطاؤه و وسادته التراب و ثوب نومه الكفن ..

لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّأمِ واليَمَنِ" ....."إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحدِ والكَفَنِ

مات و قد كان آخر كلامه لا إله إلا الله جف لسانه قبل وفاته بيوم كامل

إلا من ذكر الله فلم تنطبق شفتاه من حمد لله و تكبير و تهليل حتى نطق الشهادة

و أسلمت روحه لباريها .. رحمه الله و جعل قبره روضة من رياض الجنة

و ثبته عند السؤال و هون عليه ظلمة القبر و وحشته

بكيناه بحرقة و لكن كان أكثر بكائنا على خوفنا من تلك اللحظات هل نقدر على

أن يكون آخر كلامنا لا إله إلا الله ....!!!!!

ماذا عملنا و قدمنا لذلك اليوم ...؟؟؟

كم من الليالي نبيت دون ذكر الله و ننام و نحن لا نعرف هل سنصحو ..؟؟؟

كم من المرات اغتبنا قطعنا أرحامنا قصرنا في واجباتنا إسرفنا في المعاصي ........................!!

إلى متى و نحن نعيش في غفلة من الموت ..؟؟

و قد بكى رسولنا الحبيب صلوات الله عليه و سلامه من ذكر الموت و القبر و ظلمته

و هو الذي قد غُفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر .

قال صلى الله عليه و سلم ::

" ما لي و للدنيا , ما أنا فى الدنيا إلا كعابر سبيل استظل تحت شجرة ثم راح و تركها "

و عن أنس رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( أربعة من الشقاء :

جمود العين و قسوة القلب و طول الأمل و الحرص على الدنيا )).



هذا العيش الرغيد الذي نعيش لا بد أن يتنغص و هي نهاية رحلة قد انطلقنا بها منذ لحظات الولادة

و ستنتهي بذلك اليوم يوم غرغرة الموت يوم تلتف الساق بالساق يوم الفراق ...


فإذا النفوس تغرغرت
......................بزفير حشرجة الصدور
فهناك تعلم موقنا
....................ما كنت إلا في غرور



قال صلى الله عليه و سلم (( كفى بالموت واعظاً ، كفى بالموت مفُرِقٌاً )).


و السلام عليكم و رحمة الله و ربركاته ....