شباب الأمة ( رجالاً ونساء ) أنتم الأمـــل بإذن الله ونحن نعلم أن فيكم الخير العظيم والنخوة والشهامة والغيرة على دماء المسلمين وأعراضهم.. ولكنكم أُلهِيتُم وضُيِّعتُم بما وُجِّهَ إليكم من إفساد وتضييع وإلهاء يَقُوده أعداء الدين ويُنَفذه بعض أبناء المسلمين، فأنتم أحد ضحايا هؤلاء، وحسبنا الله ونِعْمَ الوكيل.
وإن كان وجود هذا العامل ليس عــذراً، فكل إنسان مسؤول عن أن يبعد نفسه عن كل مالا يرضي الله عز وجل وأن يبادر لمرضاته.
قال تعالى: وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً (13) اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً [سورة الإسراء:14،13].
استشعـــروا يا شبابنا دائماً ( لا في لحظات عابرة فقط ) ما تعيشه أمتكم من ذلٍ وهوانٍ وواقعٍ مبكٍ وحالٍ مُرٍ يُعتبر أسوأَ حالٍ مَرَّ عليها على مدى تاريخها، واستشعــروا ولا تنسوا المذابح والمحن والآلام العظيمة الرهيبة المبـكية التي يتعرض لها إخوانكم وأخــواتكم بل وحتــى أطفالهــم!!وفي شتــى بقاع العالم!!!
والأهــم الأهـم .. استشعـروا أنكم بتأخيركم التوبة والعــودة وبذل الجهد للدعــوة تكونون سبباً في تأخــــر نصر أمتكم وتأخيــر إنقاذ إخوانكم وأخواتكم المُذَبَّحِين!!! لأن الله وعدنا بتحقيق العزة والنصر إذا قمنا بتنفيذ أوامره والتزمنا بشرعه، قال تعالى: إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ [محمد:7].
استمعــــوا يا شبابنا بقلوب مُصْغِيَة خاشعة وَجِلَة خاضعة لهذا النداء الرباني العظيم من خالقكم رب العالمين سبحانه وتعالى: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ [الحديد:16].
تذكــــروا أيها الشباب المؤمن بالله ولقائه .. الموت وسكراته، والقبر ونعيمه وعذابه، وتذكروا القيامة وأهوالها، والعرض وشدته، وتذكروا الوقــــوف بين يدي الله في ذلك اليوم العظيم.
قال : { ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليـــس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه،فاتقوا النار ولو بشق تمرة } [رواه البخاري ومسلم].
وتذكــروا في كل لحظة تعيشونها أن الله العظيم الجبار الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته يراكم ومُطَّلِعٌ عليكم، فــــلا تجعلوا الخالق ذا العزة والجلال الكبير المتعال الذي يسبحه كل الكون والذي الأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه أَهْــــوَنَ الناظرين إليكم!!!
قال رسول الله : { إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون،أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجداً لله، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً..} الحديث، [رواه الترمذي].
اعلمــــوا يا شباب الإسلام أن سعادة الدنيا والآخرة في سلوك طريق الاستقامـة والدعـوة إلى الله، وحتى سعادة الدنيا الحقيقية التامة التي يلهث كثير من الناس وراءها وخاصة الشباب ليست إلا في طريق العودة إلى الله، واقرؤوا كتيبات ( العائدون إلى الله ) لتروا بأنفسكم كيف كان أثر التوبة على حياتهم، إلى حد أن بعضهم يقولون بصدق: " نحن ولـــدنا من جديد وعمرنا الحقيقي نحسبه من بدايــة عودتنا إلى الله ".
وتأملــوا أحبتنا بعض كلماتهم الرائعة التي سطَّــــروها بأقلامهم، ومن الجميل في كلمات بعضهم أنها توضح اتجاههم بجـدٍ للدعوة بعد صلاحهم ( عـــودة ودعـــوة ):
أ - ( وعزمـت على التوبة النصــوح والاستقامة على دين الله، وأن أكون داعيــــة خيرٍ بعد أن كنت داعية شرٍ وفساد.. وفي ختام حديثي أوجههـا نصيحة صادقة لجميع الشباب فأقول: يـــا شباب الإسلام لـن تجِـــدوا السعادة في السفر ولا في المخدرات والتفحيط، لن تجدوها أو تشموا رائحتها إلا فـــي الالتزام والاستقامة.. في خدمة دين الله .. فـي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ماذا قدمتــم يا أحبه للإسلام؟ أين آثاركم؟ أهذه رسالتكم؟
( من شباب التفحيط سابقاً )
ب - ( فخرجت من البيت إلى المسجـد ومنذ ذلك اليوم وأنا - ولله الحمد - ملتزم ببيوت الله لا أفارقها، وأصبحت حريصاً على حضـــور الندوات والدروس التي تقام في المساجد، وأحمد الله أن هداني إلى طريق السعادة الحقيقية والحياة الحقة ) [الشاب ح.م.ج].
ج - ( كما أصبحت بعد الالتزام أشعر بسعـــــادة تغمر قلبي فأقول: بأنه يستحيل أن يكون هناك إنسان أقل مني التزاماً أن يكون أسعد مني، ولو كانت الدنيا بين عينيه، ولو كان من أغنى الناس .. فأكثر ما ساعدني على الثبات بعد توفيق الله هو إلقائــي للدروس في المصلى، بالإضافة إلى قراءتي عن الجنــــة بأن فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من اللباس والزينة والأسواق والزيارات بين الناس، وهذه من أحب الأشياء إلى قلبي، فكنت كلما أردت أن أشتري شيئاً من الملابس التي تزيد عن حاجتي أقول: ألبسها في الآخـــرة أفضل) [فتاة انتقلت من عالم الأزياء إلى كتب العلم والعقيدة].
د - ( وكلما رأيت نفسي تجنح لسوء أو شيء يغضب الله أتذكر على الفور جنــة الخلد ونعيمها السرمدي الأبدي، و أتذكر لسعـــــة النار فأفيق من غفلتي .. والحمد لله أني قد تخلصـــــت من كل ما يغضب الله عز وجل من مجلات ساقطة وروايات ماجنة وقصص تافهة، أما أشرطة الغنـــــاء فقد سجلت عليها ما يرضى الله عز وجل من قرآن وحديث ) [فتــاة تائبــة].
هـ - ( لقد أدركنا الحقيقة التي يجب أن يدركهـا الجميع وهي أن الإنسان مهما طال عمره فمصيره إلى القبر، ولا ينفعه في الآخرة إلا عمله الصالح ) [الممثل محسن محي الدين وزوجته الممثلة نسرين].
و - ( لقد وُلـــدتُ تلك الليلة من جديد، وأصبحت مخلوقاً لا صلة له بالمخلوق السابق .. وأقبلت علـــى تلاوة القرآن وسماع الأشرطة النافعة ) [شــاب تائــب].
ز - ( أتمنى من الله وأدعوه أن يجعل مني قدوة صالحة في مجال الدعــــــوة إليه، كما كنت من قبل قدوة لكثيرات في مجال الفن ) [الممثلة التائبة شهيرة].
استبدلـــــوا يا شبابنا ما شُغِلتُم به مما يضـــركم في حياتكم وأُخراكم بمــا يرضي الله ويجلب لكـم الطمأنينة ويسعد وينقذ أمتكم الذبيحة الجريحة المكلومة الذليلة، بل ويسعد بكم مستقبلاً العالم المتخبط بأسره؛ مــن سمــاع أشرطة الخير، وحضـور للمحاضرات النافعة، وصحبة الصالحين، واجتهـاد في الدعـــوة والإصلاح، وَبُعْـــــدٍ عما يضر من وسائل الشر والفتنة أو الصحبة التـــــي لا تعين على الحق وإرضاء الله.
شبابنا إننا نريـــــد شباباً يشتاقون إلى الجنة كما اشتاق حرام بن ملحان إليها؛ فظهر شوقه الصادق عندما غدر به الكفار فطعنوه بالرمح من خلفه فخرج من أمامه فما كان منه لما رأى الدم النازف إلا أن نَضَحَ منه على وجهه ورأسه وهو يقول: " فــزت ورب الكعبة ... فــــزت ورب الكعبة ".
نريــــــد شباباً يشتـاق إلى عـز الأمة ونصر الإسلام لا إلى الترهات التي يفــرح بانشغالكم بها أعداء الله.
نريــــــد شباباً يتحـدى أعداء الدين والمفسدين، ويقلب الطاولة عليهم، الطاولة التي قدموا لهم فيها السم محلاً بالعسل.
نريـــــد شباباً صادقـاً يحتــرق لخدمــة دينــه ونشـــر الدعـــوة.
وإليكـــــــــــــم من القلــب أيضاً هذه المجموعة من الأبيات الشعرية لمجموعة من شعراء الأمة الأفاضل الذين طالما خاطبوا الشباب أمل الأمة منتظرين استيقاظهم ودورهـــم الكبيـــر..
وليكن شعاركـــــــــــــــــم:
وليكن همكـــــــم:
فهــل آن يــا شبـــاب أن نعــــــــود ... ونطــــرح الران والذنــــوب ... ونكون دعــــــاة إلى الحق والهدى؟؟
قال تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31].
شبابنا ننتظــــركم !! فلا تُخيِّبوا الآمــال فيكـم!!!
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [الأنفال:24].