وقود الإيثانول: هل هو خيار استراتيجي؟
الناقل :
elmasry
| الكاتب الأصلى :
البقعاوي
| المصدر :
www.startimes2.com
نشرت صحيفة ساينس مونيتور رسماً كاريكاتورياً هازلاً لسيارة تجلس إلى مائدة طعام العائلة وتقول: أين طعامي؟ في اشارة إلى وقود الإيثانول الحيوي المنتج من الحبوب.
نحن الآن نعيش نوبة ارتفاع جنوني لأسعار الحبوب في العالم، وفي قمة منظمة الزراعة والأغذية العالمية (فاو)، تعهدت القمة بخفض عدد الجياع إلى النصف بحلول عام 2015
الأساس كان سبب ذلك الارتفاع هو تراجع انتاج الغذاء بعد موجات الجفاف في سبعينيات القرن الماضي، أما الآن فتواجه زراعة الحبوب تحدياً آخر، وهو التوجه إلى انتاج الإيثانول من الحبوب بدعوى خفض انبعاثات غازات الدفيئة "المسببة للاحتباس الحراري"، وفي هذا السياق حذرت مجلة فورتشن الاقتصادية من اعتماد الدول الصناعية على النفط!، بيد أن توفير وقود الإيثانول الحيوي لا يحل المشكلة، فمع الآثار البيئية والغذائية المدمرة الناشئة عن انتاجه لن يكفي الوقود - في أمريكا مثلاً - لتلبية حاجة أكثر من 20% من السيارات، هذا مع شرط استغلال جميع المزارع الأمريكية من الذرة وفول الصويا. ويجب أن نضع أمام أعيننا أن كمية الذرة التي يتطلبها انتاج إيثانول لتعبئة خزان سيارة دفع رباعي كبيرة مرة واحد تكفي لتغذية إنسان سنة كاملة!!.
إن الاستمرار في السير في نفق الوقود الحيوي في وضعه الحالي سيفاقم المشكلة ويضاعف عدد الجوعى في العالم. صحيح ان الوقود الحيوي أقل في انبعاثات الغازات الملوثة للبيئة "غازات الدفيئة" إلا ان ذلك لا يبيح تدمير أغطية الغابات وحرمان الإنسان من الحبوب. ومن أروع ما طرح في هذا الموضوع ما قاله وزير النفط علي النعمي في منتدى باريس النفطي: ان صادر الطاقة يحب أن تستخدم لزيادة الامدادات الغذائية وخفض كلفة انتاجه لا أن يهدر الغذاء لانتاج طاقة مكلفة.
وأردف قائلاً انه رغم انتاج الإيثانول الحيوي رغم وجود مصادر طاقة متجددة هائلة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح؟؟ لماذا يغضون الطرف عن الطاقة الشمسية الرائعة؟ الجواب: لأنهم لا يملكونها.
وفي هذا الصدد يتوقع أن تنافس أسعار الهيدروجين أسعار المصادر الأخرى التقليدية من الوقود بعد عام 2010م، فقد أشارت دراسة مشروع الهايسولار السعودي الألماني الطموح إلى أن تكلفة الطاقة من محطة قدرتها 1ميجاوات لانتاج الهيدروجين بواسطة الخلايا الكهروضوئية تصل تكلفتها إلى 0.55دولار/ك. و. س.
هذا البرنامج العظيم مشروع ألماني سعودي مشترك بدأ قبل نحو عشر سنوات لدراسة امكانية انتاج الهيدروجين من الطاقة الشمسية، ومن ضمن مختبرات هذا المشروع: القرية الشمسية في الجبيلة ومختبرات جامعة الملك عبدالعزيز. ودوماً نقول: إلى الأمام. "كلمة هايسولار hysolar
منحوتة من كلمتين: hy
من هيدروجين و solar
- وتعني (شمسي)".