قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها، فإن استطاع أن لايقوم حتى يغرسها فليغرسها». والفسيلة : النخلة الصغيرة. و هنا تسائلت ؟! لماذا يغرسها طالما أن قيام الساعة قد أعلن ؟ هل لدى هذا المزارع آمل في أن يأتي أحد يوما ً ويحصد زرعه ؟؟؟ طبعا ً لا... فالإذن ببدء يوم القيامة قد أعطي ، وبدأت الكواكب تتناثر والبحار تنفجر والقبور تتبعثر. وأما الناس !!! فالحامل أسقطت خوفا ً و هلعا ً ، والمرضع ذهلت عن رضيعها . و ترى الناس سكارى و ما هم بسكارى لكن عذاب الله شديد. وفي ظل هذا المشهد المخيف المرعب تري رجلا ً يمسك نخلة صغيرة ليزرعها في الأرض. أمعقول هذا التصرف في مثل هذه الظروف ؟ نعم ... هذا المؤمن قد فهم أن المطلوب منه في هذه الدار الدنيا هو العمل الصالح وهو إذ يقوم بهذا العمل فإنه لا ينتظر شكرا ً من أحد ، كما أنه لا يربط قيامه بهذا العمل برضى أحد . إنه يقوم بهذا العمل الصالح لأمر الله تعالى ولو لم يسمح له برؤية آثار عمله في حياته ، ولكنه يكفي أنه وضع بصمة خير في سجلات هذه الحياة وعملا صالحا طاهرا في صحيفة الحياة الآخرة. هذا هو المؤمن الحق يعمل بهدوء و إتقان و كله لوجه الله ينتظر بعمله حسنات كثيرة يملأ بها الميزان