كانت الدنيا بألوان المنى تزهو و تتبختر .. كان الزمن عملاقا ً يتأمّـر .. كانت وعود الأمل جزلى تتمايل .. كانت الأنهار تجري لا تهرول .. ! أين ... أيــن َ وعــود الأمــل من قلبـ ٍ في وديان الدنيا يرحــل ..؟ ألجمني الصمت ُ طـويلا ..! أبحث عنها في متاهات الكون يسارا ً و يمينــا .. فإذا بأنوارها التي بدت تخبو في زاوية الدُنـا تفضح مكانها ،، كانت تلملم أرواقها ، ترتب أدراجها ، و تتلفع بنصيفها .. تقول .. أنها ( سترحل ) .! على كتفها وضعت ُ كفي لتلتفت نحوي ..! وكأني بثقل أهويت به على جسدها .. ففزعت ! ما جاء بك ؟ كيف أبصرت ِ الطريق نحوي .. و الدنيا تكاد تظلم و القطار قريب الوصول .. ! فَضَحَتـْني عيناي .. فتوارت خلف جفناي تجمع ماءها .. و ترويها .. الصمت سافر نحو ثغريهما .. نطق القلب مستفهما : أين الرحيل أيتها النـقاء ؟ أتسافرين عن دنياك ِ و الوطن ؟ أو ترحلين إلى غياهب الزمن ؟ أتظنين أن هناك مأمناً آخر يفتح لك ِ ذراعيه و يحتضن ؟ ! الكون يهتز من قرع القلوب حينها .. و الجواب يحاول الهرب .. ولا مفر ..! بنصيفها تلفعت .. و بدموع العين نطقت : ما عاد المكان هو المكان .. ولا الزمان هو الزمان .. و الأهم .. ما عادت قلوبا ً هنا تحتوينا .. ولا وطنا ً هنا يروينا .. الأرض أجدبت .. و الأزهار ذبلت .. و الوديان جفت ..! صديقتي .. أخبريهم .. أني راحلة إلى أركاني .. قلبي و جناني .. رحلتي طويلة لأبحث عن كنوزي التي سـُرقت هنا على حين غفلة ! الروح ما عادت هي ! و الهم ّ تبدل .. و الصحب رحلوا قبلنا ..! صديقتي .. أخبريهم .. بحبي لهم سأروي قلبي و حسي .. بحبي لهم سأدعو لهم في ظهر غيب ِ .. بحبي لهم سأفتقدهم .. بحبي لهم رويت الأرض كثيرا .. لعل الأزهار غدا ً تثمر .. ولعل الثمار غدا ً تحلو و تكبر .. ولعل القلوب تعود .. و بالحب تأسر..! أسدلت ُ على روحي بقايا حزني .. ألهذا الحد يا قلبـ ؟ أيــن َ وعــود الأمــل من قلبـ ٍ يرحــل ؟ صديقتي .. الوعود طويلة و عريضة .. و القطار الآن وصل .. ولا جدوى من إطالة النظر .. سأرحل .. و أعدك أني سأرحل نحو الأمل .. سأرحل يا صديقتي .. و لأجل البحث عن " قلبـ قديم " سأرحل . . في أمان الله يا إشراقة الفجر .. ولو كان في الوقت متسع .. عودي .. فالمكان ينتظرك .. و سيبقى ينتظر .. --------------------------------------- رسالة .. من .. قلبــ الأمــــل في زمن استنفار المشاعر ..