همسة لكل امرأة في سن الأربعين

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : meriama | المصدر : forum.wahati.com


أكيد تشعرين بالخوف من أمور كثيرة تبدو لك معقدة و تفوق قدراتك كإنسانة تشعر بالضعف و الوحدة في مثل هذا السن

مهما كانت محاطة بعائلة و زوج و أهل و صديقات.

أتظنين أنك الوحيدة التي بلغت هذا السن أو أنك ستكونين الأخيرة ؟

أتظنين أن مهامك قد انتهت أو على الأقل قلت ؟

أتشعرين أن الآخرين لم يعودوا بحاجة إليك مثل قبل ؟

أترين أبناءك قد كبروا و يعتمدون على أنفسهم ...لهم أصدقاء و أسرار..و لم يعد لك سلطة عليهم أو مكان وسطهم مثل قبل ؟

أترين بداية التجاعيد و ترهل جلدك و شحوبة وجهك ؟

هل تتعصبين أكثر من قبل و تنزعجين من أتفه الأمور و تظنين أنك وحيدة و لا أحد يفهمك أو يحس بك ؟

هل تتخوفين من أن ينظر زوجك إلى غيرك لأنك لم تبق تلك المرأة الجذابة الفاتنة في نظرك طبعا ؟

هل بدأتِ تشعرين ببعض الآلام و بالخوف من بعض الأمراض و تتردين على زيارة الطبيب ؟



أكيد قد أجبتِ عن هذه التساؤلات و ممكن أن تكوني قد شعرتِ بالضيق و الاكتئاب.....لكن

تعالي معي ننظر الجانب المشرق الجميل لهذا السن المثالي ... سن النضج..


تلك النعمة التي نعم الله سبحانه و تعالى على كل امرأة ...فبعد أن عانت كل تلك السنين من

متاعب و آلام أهمها آلام الحيض و الحمل و الولادة ...و تربية الأولاد و السهر على راحتهم...

أخيرا تتنفسي الصعداء و يمكن لك الآن أن تهنئي نفسك لما قدمته للجميع و أبناءك على الخصوص ..

و تسعدي بهم و قد كبروا و تعدوا مرحلة الاتكال عليك في كل شيء ..ياله من شعور عارم بالسعادة

و أنت تستمتعين برؤيتهم هكذا ..


و هأنتِ و بعد هذه السنين تتفرغين لنفسك و قد وصلتِ لدرجة عالية من النضج و الاتزان

و قد صقلت شخصيتك و أصبحتِ أقوى و أكبر قدرة على التحمل و التصرف بحكمة و اعتدال...تنظرين للأمور

ببساطة و هدوء أكثر

تودين العيش بسلام و استقرار ...و ترين أن لا شيء يستدعي التعصب و التشدد و العصبية

تتغير نظرتك السلبية للعديد من الأمور ..

ها قد وصلتِ لدرجة طالما سهرتِ لتحقيقها ..و قد نجحتِ في عملك و فرضتِ مكانتك في المجتمع ... الآن قد

تفرغتِ أكثر لتقديم الأحسن الذي طالما حلمتِ به..

و تزيد علاقاتك و احتكاكك بالآخرين ..

و يتسع قلبك ليحب الخير للجميع و تزيد تطلعاتك لتقديم خدمات أكثر و إثبات أنك مازلتِ قادرة على العطاء بل صرتِ

أكثر عطاءا من ذي قبل ...لأنك كنتِ تقدمين الخدمة مجبرة في أغلب الأحيان و بالفطرة أحيانا ...لكن الآن تختارين

أن تقدمي المزيد و تساعدي الآخرين بمحض إرادتك و بسعادة غامرة .

و مع هذا كله تشعرين بالاستقرار أكثر في علاقتك الزوجية و الأسرية ..لأنك تستطيعي تغيير المسار و تمتين العلاقة

و إصلاح الكثير من الغفوات و النقائص التي كنتِ في غفلة عنها .. أو أن الظروف حالت دونها..

فتتفرغين أكثر للحوار الأسري و تفهم كل أفراد الأسرة و أكثر من هذا تقديم المساعدة و اقتراح الحلول لمشاكلهم ..


فلتشعري عزيزتي بالسعادة لأنك بلغتِ الأربعين من العمر ...لأنك كنتِ مضحية دائما ... مبادرة في كل وقت ...صنعتِ

مستقبلك و مستقبل الكثيرين من أحبابك ...

أنصحك أختي ألا تسألي نفسك ماذا قدمتِ لكن ماذا ستقدمين أكثر ...و مع كل هذا لا تنسي علاقتك مع خالقك

و التي تشعرك بالأمان أكثر من أي شيء آخر في الوجود ...تشعرك بالرضى ...و القناعة ...و السعادة من غير أن تبحثي

عنها بعيدا ..



تحياتي و تمنياتي لك أختي بوافر الصحة و السعادة و الرضى