بالنسبة لأمراض الغدة الدرقية فقد تؤثر على الأم وعلى الجنين . في الحمل الطبيعي تتغير وظائف الغدة الدرقية ويزداد حجمها قليلا بسبب زيادة نشاطها أثناء الحمل . مرض إرتفاع أو فرط الغدة الدرقية قد يصعب تشخيصه أثناء الحمل لأن أعراض الحمل تكون متقاربة من أعراض هذا المرض إلا أن يكون المرض شديداً ، ففي هذه الحالة تكون الأعراض واضحة . من المعروف أن زيادة ضربات القلب وزيادة الحرارة بالأطراف وغير ذلك ، من الأعراض الطبيعية التي تحدث أثناء الحمل ، كما أن مرض فرط الغدة الدرقية يسبب زيادة في ضربات القلب والشعور بالحرارة مما يجعل المريض يفضل الجو البارد ، ونقص الوزن بالرغم من زيادة الشهية ، وكذلك الشعور بالإرتعاش ، وغير ذلك .
قد يؤثر فرط نشاط الغدة الدرقية إلى زيادة حدوث نقص نمو الجنين داخل الرحم والوفيات لا سمح الله ، ومن أكثر أسباب فرط نشاط الغدة الدرقية أثناء الحمل هو مرض أو داء غريف ، حيث أن هذا الداء قد تخف حدته أثناء الحمل وقد يزيد نشاطه بعد الولادة . هناك عوامل تستدعي الطبيب بأن يبدأ العلاج منها الأعراض التي يشكو منها المريض وحدتها ، وكذلك مقدار الإرتفاع الحاصل في هرمونات الغدة ، ومدى التأثير على الحمل سواء من المرض نفسه أو من العلاجات الخافضة لمستوى هرمونات الغدة . أنصحك يا أختي بعمل تحليل لمستوى هرمونات الغدة وهذه الهرمونات تسمى هرمون T4 الحر وهرمون TSH وهذا الأخير يتأثر بمستوى الهرمون الأول فكلما نقص هرمون T4 ارتفع مستوى هرمون TSH والعكس . على العموم الطبيب أعرف بهذا وما عليك إلا عمل التحليل وعلى ضوء ذلك يتم التشخيص والعلاج .
علاج تضخم وفرط الغدة الدرقية يمكن أن يكون بالأدوية أو الجراحة ، فالعلاج بالأدوية يكون بإستخدام أدوية خافضة لهرمونات الغدة وتتحسن عادةً الأعراض لدى المريض بعد أسبوع من العلاج ، وبعد أن يتم السيطرة على المرض يقوم الطبيب بخفض جرعة الدواء تدريجياً إلى مقدار معين . لاتنسي يا أختي الكريمة بأن بعض أنواع هذه العلاجات قد تعبر عبر المشيمة وتصل إلى الجنين وتسبب قصور بالغدة الدرقية لدى الجنين وهذا يحدث بنسبة 1 - 5 % من الحالات . أما العلاج الجراحي فيتم في حالة فشل العلاج بالأدوية ، وبشكل عام إستئصال الغدة الدرقية أثناء الحمل قليل الحدوث ويفضل أن تؤجل العملية إلى الثلث الثاني من الحمل نظراً لزيادة نسبة حدوث الإجهاض في الثلث الأول من الحمل .
إستئصال الغدة الدرقية يكون جزئياً وليس كلياً ، فلو أستئصلت كلياً أو أستئصل جزء كبير منها فقد تحتاج المريضة لأخذ هرمون الغدة - هرمون الثايروكسين - بعد العملية نتيجة لذلك ، ولكن إستئصال الغدة الدرقية الجزئي لا يؤثر على الحمل أو فرصة الحمل بإذن الله ، أما أعراض فرط الغدة الدرقية فهي تتحسن بعد إجراء إستئصال للغدة ويشعر المريض بالفرق بعد ذلك . هرمون الثايروكسين يزيد من التفاعلات الكيميائية بالخلايا وبالتالي يساعد على تزويد الجسم بالطاقة ، كما أنه مهم لنمو ونضج العظام ، بالإضافة إلى ذلك فله تأثير على الكربوهيدرات والبروتينات والدهون . ففي حالة قصور الغدة الدرقية دون علاج قد يؤثر على تكوين العظام وكذلك يؤثر على الجهاز العصبي ويسبب التخلف العقلي لا سمح الله .
لهرمون الثايروكسين وظائف كثيرة ولكن يصعب ترجمتها إلى اللغة العربية ولكنه يزيد من نشاط الجسم ويشعر الشخص بالحيوية ، وفي حالة فرط الغدة الدرقية فإن هذا الهرمون يسبب نقص في الوزن بالرغم من إنفتاح الشهية لدى المريض ويشعر الشخص بإن جسمه حار ولذا فإنه يفضل الجو البارد . أما قصور الغدة أي نقصان هرمون الثايروكسين فإن المريض يشعر بالخمول وعدم التركيز ويشعر بالبرودة ويفضل الجلوس في الجو الحار .
قرار إستئصال الغدة الدرقية من الأفضل أن يتخذه كل من طبيب الغدد وطبيب النساء والولادة ، ومن الأفضل لو قرر الطبيب العملية أن يكون إجراء العملية في الثلث الثاني من الحمل نظراً لزيادة حدوث الإجهاض في الثلث الأول من الحمل ، وبالطبع سيتم العلاج في البداية بالأدوية وإذا لم ينجح العلاج بالأدوية نلجأ عندها إلى العلاج الجراحي ، كما لا ننسى مدى شدة الأعراض عند الأم ، فكل هذه العوامل يتم جمعها مع بعض ويتم تقرير العملية الجراحية ليفي بالغرض المطلوب وهو الحصول على إستقرار تام للغدة .
من الأفضل أن تقابلي طبيبك قبل إجراء العملية لكي يخبرك بطبيعة العملية وكيف يتم العلاج بعد ذلك ، وهل بالإمكان تأجيل العملية إلى بعد الولادة أم لا ؟ كل الأسئلة التي تدور ببالك من الأفضل أن تناقشيها مع طبيبك قبل أي عملية ، فهذا يعطيك شعور بالطمأنينة ويحمسك في إتخاذ القرار . لا تخلو أي عملية من المضاعفات ولذلك الجلوس مع الطبيب مهم في إتخاذ القرار النهائي