الخمر داء وليست دواء: معجزة نبوية

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : عبد الدائم الكحيل | المصدر : www.kaheel7.com

 

صدقتَ يا سيدي يا رسول الله عندما نهيت الناس عن تعاطي الخمر نهائياً، رحمة بهم، ويأتي الأطباء اليوم ليرددوا كلماتك وهم لا يشعرون، فيا ليتهم يعرفوا من هو رسول الله.....
لقد نهى الرسول صلّى الله عليه وسلم عن التداوي بالمحرمات مثل الخمر فقال: (إن الله أنزل الداء والدواء وجعل لكل داءٍ دواءً فتداووا ولا تداووا بمحرم) [رواه أبو داوود]. وقد سئل الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلم عن التداوي بالخمر فقال: (إنه ليس بدواء ولكنه داء) [رواه مسلم]. و نحن نعـلم يقينـاً اليـوم المضـار الكثيرة للخمور والمسكرات بأنواعها.
تمتد تأثيرات الخمر السيئة لجميع أجهزة الجسم وتتركز معظم التأثيرات في الجهاز العصبي. فعندما يمتص الخمر في المعدة وينتقل عبر الدم إلى الدماغ فإنه يعطل عمل أجهزة الدماغ ويفقدها القدرة على التوازن ويؤثر على مراكز التنفس الدماغية وقد يؤدي إلى الموت.
إن الأجهزة الحساسة والمعقدة في الجسم هي الأكثر تأثراً بالخمور، فالجملة العصبية والكبد والغدد الصم تتأثر بشدة حيث يسبب الخمر لها اضطرابات خطيرة. ويبدأ تأثير الخمر منذ شربه على الفم والشفتين واللسان وقد يظهر سيلان لعابي أو جفاف في اللسان، وقد يؤدي إلى سرطان اللسان. كما يسبب الخمر توسع المري والأوعية الدموية مما يؤدي إلى تقرحات خطيرة. كما بينت الدراسات الحديثة أن معظم المصابين بسرطان المري هم من مدمني الخمور.
أما تأثير الخمر على المعدة فيسبب احتقان الغشاء المخاطي وزيادة في إفرازات حمض كلور الماء مما يؤدي إلى إصابة المعدة بتقرحات مزمنة، وقد يتطور الأمر ويؤدي للإصابة بسرطان المعدة. بالنسبة للأمعاء أيضاً وعند تعاطي المسكرات تصاب بالتهابات خطيرة، كما تصاب بعسر الامتصاص، بالإضافة إلى اضطراب حركتها وتشنجها.
الأثر الأكثر خطورة نجده من نصيب الكبد، حيث يؤدي تعاطي الخمور إلى تسمم الكبد وتشحمه وتضخمه. وليس غريباً أن نعلم بأنه في فرنسا مثلاً يموت سنوياً أكثر من عشرين ألف إنسان بسبب تشمع الكبد الغولي الناتج عن تعاطي الخمور.
القلب أيضاً ليس بمعزل عن تأثير الخمر، فالذي يتعاطى الخمر نجد قلبه مضطرباً غير مستقر، وتحدث زيادة في ضغط الدم تؤثر على القلب مما يؤدي إلى تصلب الشرايين وإلى الجلطات القاتلة. كما أن مدمن الخمر يكون جسده أقل مناعة ومقاومة ضد الأمراض مما يسهل على الفيروسات اقتحام أجهزة الجسم وتدميرها دون أية مقاومة تذكر. من هنا تتضح لنا الحكمة النبوية الشريفة في تحريم الخمور ويتضح لنا صدق كلام النبي الكريم صلّى الله عليه وسلم: (كل مسكر خمر وكل خمر حرام) [رواه مسلم]. 
كما ثبت تأثير الخمر على الجنين، فالمرأة التي تتعاطى الخمر يدخل هذا الخمر إلى دمها ويمتصه الجنين ويتأثر بشكل خطير وقد يتشوه خلقياً وعقلياً. وبينت الأبحاث الطبية أن شرب الخمر يؤثر على الأولاد فتجدهم في الغالب مدمني خمر. إذاً تأثير الخمر يمتد ليشمل نسل المدمن وذريته، ومن هنا نجد النهي النبوي عن المسكرات مهما كانت قليلة ليدفع الضرر عن الإنسان.
هل أثبتت الأبحاث فوائد شرب الخمر بكميات قليلة كما نسمع؟
أخي القارئ، أختي القارئة، ينبغي أن نثق بكل كلمة قالها الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام، فالذي علمه هو الله خالق البشر وهو أعلم بما يصلحهم، ولذلك لا يمكن أن تكون الخمر دواء أبداً بل هي داء.
جاء على موقع بي بي سي خبراً بعنوان: القليل من الخمر يعالج مرض التهاب المفاصل، ولكن بعد قراءة المقالة وجدتُ أنهم أجروا تجاربهم على الفئران، وعلى الرغم من ذلك فقد ظهرت مشاكل في الكبد وبالتالي فإن خطر تناول الخمر أكبر من تناوله ولو بكميات قليلة! انظروا معي إلى دقة البيان الإلهي عندما حدثنا عن منافع للخمر ولكن الأضرار والإثم أكبر، يقول تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا) [البقرة: 219].
ويؤكد الباحثون أن التداخلات والاختلاطات التي يسببها الخمر كثيرة، وكلما ظهرت لهم فائدة في جانب ظهرت أضرار في جانب آخر، ولذلك نجدهم يميلون للابتعاد عن الخمر نهائياً. وقد قرأت نصيحة موجهة للرياضيين الغربيين تؤكد لهم ضرورة الابتعاد نهائياً عن الخمر، لأنه يؤثر على أداء الإنسان العضلي ومهما قلل الكمية المتناولة من الخمر يكون لها أثر على أدائه.
وقد قال الباحثون: لا توجد أي علاقة بين تناول الكحول وبين التهاب المفاصل عند البشر، بل إن الكحول أمر مريب لا نعلم نتائجه على صحة المفاصل لدى الإنسان. وقد يبدو الانسان أثناء تناول الكحول مبتهجاً إلا أن هذه الخمور تعطل جزءاً من دماغه، وتسبب تشكيلة كبيرة من الأمراض مثل ضغط الدم وسرطان الفم ومرض الكبد والتهاب الأمعاء وغير ذلك فضلاً عن الآثار النفسية والاجتماعية.
الخمر مسؤول عن موت أربعين ألف إنسان كل سنة في بريطانيا لوحدها. ويتجلى الخطر الأكبر على الأطفال حيث يؤكد العلماء أن دماغ الطفل أكثر تأثراً بالخمر حيث يؤدي الخمر إلى إتلاف خلايا مهمة للنمو، ويؤثر على الذاكرة والتفكير والإدراك.
ويقول الباحثون في جمعية القلب البريطانية:
With alcohol consumption there is a fine line between benefit and risk
أي أنه يوجد خط دقيق بين منافع الخمر وأضراره، وبالتالي لا يمكن معرفة النفع من الضرر، بل إن الأضرار أكبر بكثير كما يؤكد جميع الباحثين، وهذا ما أشار إليه القرآن بقوله تعالى: (وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا).
ويوصي الأطباء في دراساتهم كما في جمعية القلب البريطانية بأن الخمر لا يمكن أن يكون دواء (سبحان الله! هذا ما قاله الحبيب الأعظم: إنها ليست بدواء ولكنها داء)، ويقولون بالحرف الواحد:
However, alcohol should not be used as a medicine and those who are teetotal do not need to start consuming alcohol to benefit their heart health.
أي أن نتائج دراستهم بينت أنه على كل حال لا يجب أن نستخدم الخمر كدواء، والأشخاص الذين لا يتعاطون المسكرات لا داعي لأن يتناولوا أي مسكر ليعالجوا مرض القلب. 
"It should be remembered that drinking to excess carries serious health risks.
يجب أن نتذكر أن تناول الخمر يحمل المزيد من المخاطر.
"If you want to improve your heart health our advice is to avoid smoking, eat a balanced diet low in salt and saturated fat and take regular physical activity,"
إذا أردت أن تحسن صحة قلبك نصيحتنا أن تتجنب التدخين وأن تأكل طعاماً متوازناً قليل الملح والدهون وأن تمارس بعض النشاطات الجسدية.
طبعاً هذه نصائح جاءت بعد تجارب مريرة وعلى لسان أناس يعتبر الخمر غذاءهم الأساسي وبعد معاناة مع أضرار هذا الخمر.
وفي بحث آخر صرح بعض الأطباء أن القليل من الخمر مفيد للقلب، ولكن تبين أن هذا القليل سيؤذي أجزاء أخرى من الجسد، بل قالوا: إن ممارسة القليل من الرياضة تفيد أكثر بكثير من الخمر، ولذلك نجدهم يتخبطون عندما يتحدثون عن فوائد الخمر وتختلط عليهم الأمور، ولكن جميع الباحثين والأطباء في العالم إذا سألتهم أيهما أفضل سيقول لك على الفور ترك الخمر نهائياً أفضل بكثير.
ولذلك يقول النبي الرحيم صلّى الله عليه وسلم: (ما أسكر كثيره فقليله حرام) [رواه الترمذي]. إذاً ما حرمه الله والرسول هو ضرر للإنسان وما أمرنا به الله ورسوله فيه الخير والنفع الكثير. يقول عز وجل: (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)  [الحشر: 7].
والآن عزيزي القارئ أليس هذا ما جاء به الإسلام قبل أربعة عشر قرناً؟ إذاً استمع معي إلى البيان الإلهي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) [المائدة: 90-91].