في جامعة ليسستر ببريطانيا University of Leicesterيقوم بعض الباحثين بطرح العديد من التساؤلات عن أسرار الخلق، كيف نشأ الكون وكيف نشأ الإنسان؟ ويخرجون دائماً بنتائج تقول لهم لا بد من وجود خالق ومنظم ومبدع لهذا الكون!
ويتابع باحث آخر هو البروفسور مارتن Martin Barstowمن قسم الفيزياء الفلكية بنفس الجامعة، فيطرح تساؤلات: من أين جاء الكون؟ وكيف تطور؟ وإلى أين يمضي؟ ولكنه اكتشف وجود بصمة لكل جزء من أجزاء الكون، فلا يوجد جزئين من الكون متشابهين، بل لكل جزء بصمته الخاصة! إنه يدرس الآن أحد السدم وهو عبارة عن غاز وغبار قذف من نجم في مرحلة القزم الأبيض إن المشهد يشبه بصمة الإصبع، وعند دراسة هذا السديم الذي يشبه الخلية في شكله، تبين أن هذا السديم يوجد منه المليارات في الكون، وعلى الرغم من ذلك لا يوجد اثنين متشابهين! صورة حقيقية ملتقطة بواسطة مرصد هابل الفضائي لسديم لولبي يشبه خلية الإنسان، ففي داخله النواة ويحيط بها الغاز والغبار الكوني، تماماً مثل الخلية التي تحوي بداخلها النواة وتحيط بها المادة الحية. ويقول العلماء: إنه لا توجد خليتين متشابهتين على الأرض، وكذلك لا يوجد سديمين متشابهين في الكون؟ المصدر University of Leicester أخي القارئ ... أختي القارئة! كم من آية نمر عليها ولا نتفكر فيها ونحن ندعي الإيمان! هؤلاء علماء لا يدعون الإسلام ولكنهم عكفوا وفرغوا حياتهم وأموالهم لتأمل الكون ودراسة آياته ومعجزاته، فياليتنا نفعل مثلهم! يقول تعالى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ) [يوسف: 105]. إن هؤلاء العلماء يدّعون أنهم أول من بدأ مسيرة التفكر في بداية الخلق، ولكن القرآن سبقهم إلى هذا الأمر بأربعة عشر قرناً، فقد أمرنا سبحانه أن نسير في الأرض وننظر كيف بدأ الخلق وكيف نشأ الكون وكيف كانت بدايات الحياة، لنستيقن بأن الله الذي خلق كل شيء من العدم قادر على إعادة الخلق يوم القيامة، يقول تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [العنكبوت: 19-20]. وتأملوا معي كيف يرى العلماء اليوم انقسام الخلايا وموتها وإعادة خلقها وكيف تبدأ هذه الخلايا بالنمو، إنهم يرونها بأجهزتهم في القرن الحادي والعشرين والله تعالى يحدثهم بما يرون منذ مئات السنين بقوله: (أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ)! فهل تكون هذه الآيات وسيلة نزداد بها إيماناً بالله تعالى وصدق كتابه وصدق رسالته؟