نسير في هذه الحياة سيراً حثيثاً في سباق جنوني مع الزمن قد يكون في تصورنا أو قد لا يكون هدف من أجله نحيا و به نتنفس و لربما نحارب كل منا في سبيل ذلك يسلك طريقاً اختاره و ارتضاه لنفسه أو جر له جراً أو ترك رجلين تقوداه من دون أدنى تفكير قد نلتقي في محطات الطرق أو مفترقاتها و أحياناً في متاهات الدروب لحظات قد نتوهمها سنيناً و ما هي إلا طرفة عين لكل لقاء ذكرى و لكل وجه رسم ينقش في أعماقنا و تخزنه ذاكرتنا مختوم بشمع أحمر و أجمل لقاء ذلك الذي يعقبه تحول عميق يغير مسار حياتنا و يقلب مجريات أمورنا و يجعل خطانا أكثر ثباتاً و تعقلاً و نظرتنا أكثر تدبراً و إبصاراً و ليس من السهل-أحياناً- أن نجد ذلك الشخص الذي يستطيع أن يغير مسارنا أو يقلبه و الأصعب منه أن تتقبل قلوبنا و عقولنا ذاك التغيير و تتفهمه و بالتالي تهدم كل أسس مغشوشة هشة المنشأ لإعادة بناء بأركان أكثر ثبات و قوة في الأفق قد يلوح إشكال يحجب الرؤيا في حال لم نجد في مسيرنا ذاك ~المحفز/المغير~ و الذي أعتبره في زمننا حالياً : غير معتبر و شماعة ضعيفي الهمة و في حال طرح الأمر و اكتسحت سحبه لتسد الأفق أقـــــول إن كان بنا صدقاً وعي لاحتياجنا للتغيير -بإطلاقه أو في جزئية أي كانت- وجب أن ننقب عن ~المحفز/المغير~ بأنفسنا و نحلق مع أسراب الحمام فنغدو لأعشاشنا و بغيتنا بين أيدينا تحتضنها بقوة قلوبنا حين نجد الكنز المفقود و تتلألأ جواهره و يشع بريقه ندرك أننا أنجزنا خ ط و ة نأمل من خلالها مستقبلاً أن نحقق الكثير و ليس بالضرورة أن يكون ~المحفز/ المغير~ شخصاً بل قد يكون أداةً :كتاباً ,شريطاً حدثاً:مرضاً,مصيبة,ًموتاً أو غيرها... و ليكن في المعلوم أن دور هذه المحفزات منعدم و أشبه بالترقيم في الماء و الكتابة في الهواء إذا لم تتوفر الأرضية السليمة و الصحيحة و يتوافق قفل القلب مع مفتاح~ المحفز/المغير~ يخيم على الفكر سؤال محير!! في كثير من الأحيان يتوافق قفل القلب و مفتاح المحفز/المغير فلماذا يا ترى لا نرى تغييراً حقيقياً؟؟ كتبه:حنين عشية السبت 15 صفر/23 فبراير 2008
--------------------