زمن عجب ..بل أعجب من العجب أفراد الأسرة الذين يجمعهم بيت واحد مكونة من ثلاث أو أربع غرف يتواصلون بالماسنجر!!!!!! هذا والله العجب بعينه ... أين العقول يا أمة؟ ... هل استولت علينا ثقافة الكمبيوتر والإنترنت إلى هذا الحد . مثال أعرفه : الأب رب العائلة غارق في الإنترنت فطبيعة عمله مدير لعدد من المواقع يتطلب ذلك . وحتى لا تزعجه المدام بطلباتها وشكواها المستمرة ، لانشغاله عنها . وفر لها كمبيوترا خاصا وشبكة اتصال ... فراحت تلف وتدور حول المواقع الغث والسمين ، الصالح والطالح . دردشة وما أدراك ما درشة ؟ ، النتيجة ... غرقت هي أيضا ! وحتى لا يزعجها الصغار بالشكوى والصياح ، لأنها أهملتهم . فهي طول الوقت قابعة خلف الشاشة تشارك وتحادث وتشاهد ...وتحمل وتنزل وترسل وتستقبل.... وفرت للصغار شاشات مناسبة تجذبهم بألوانها وألعابها !! فالأول أمام التلفاز يشاهد قناة الأطفال المحببة إلى النفوس . كيف لا؟ وهي تقدم الكرتون أربع وعشرون ساعة دون توقف وبدون إعادة ، فالأطفال أذكياء ويملون بسرعة! والثاني أمام شاشة البلاي ستيشن يغير ويبدل بالألعاب المتنوعة والشيقة : فهذه صواريخ ، وتلك طائرات ، وهذه كرة قدم ، وذاك الرجل الحديدي، ولا ننسى سوبرمان ، وأصدقاءه باتمان وسبيدرمان! والثالث أكبر قليلا وفرت له ( بيبي لاب توب) وطبعا بمتصفح ملائم للأطفال ، كي يتنقل بين المواقع المناسبة ، يعني فقط مجلات للأطفال وألعاب مشوقة ليس لها عدد ، وله بريد خاص وأصدقاء عبر الشات ، ولا ينسى أن يحادث والديه بالماسنجر ويطلب منهما مايريد !!، وإذا رفضا له الطلبات أو أزعجاه ، فإنه يحذفهما من الماسنجر!!!!! والرابع صغير رضيع (بلشو فيه !!!) أراه قد ثبت داخل كرسي أمام شاشة البلاي ستيشن ، فهي الأكثر قدرة على جذب اهتمامه وإسكات بكاءه المتواصل بألوانها وأضوائها المتوهجة والسريعة وأصواتها المتذبذبة العالية !!! أخواتيــــــــــــــــــــــــــــ الحبيباتـــــــــــــــــــــ هل هذا النموذج الواقعي شاذ أم أنه متكرر في كل البيوت ؟... وهل هو أمر طبيعي أن يتسمر أفراد الأسرة أمام هذه الشاشات أربع وعشرون ساعة لأن طبيعة العصر التقني الذي نعيش فيه تقتضي ذلك ؟ أم أنها مشكلة وظاهرة سلبية تحتاج إلى معالجة ؟ وإذا كانت كذلك فما السبيل إلى معالجتها ؟ أتمنى المشاركة الفاعلة بأي رأي أو وجهة نظر تخدم الموضوع . هذا إذا رأيتنه جدير بالمناقشة . لكم مني كل الحب والتقدير مناضلة