رسالة إلى ( . . . . ) غاليتي . . . . كم أتمنى أن أعترض طريقكِ ، فأقف أمامكِ ، أتأمل قسمات وجهكِ المضيئة ، ثم أصرخ بصوتٍ عالٍ : كفاكِ ! كفاكِ عطاءً لمن عرفتِ ! كفاكِ شقاءً بمن أحببتِ ! كفاكِ رعايةً لمن أبصرتِ ! فآثار عطائكِ تبدو واضحة في ذهنكِ المشتت ، و جسمكِ الواهن ، و عينيكِ الغائرتين . و لكني رغم إشفاقي عليكِ ، و حزني لما يعتريكِ ، لا أستطيع عطفكِ عما أراه يُشقيكِ ... فأنتِ رغم ضعفكِ ما زلتِ تحتفظين بقوة العطاء ، تصدين أقوى غارات الألم عمن عرفتِ ، بدمعة مالحة من عينيك ، و لمسة حانية بكفيكِ ، و دعوة طيبة يلهج بها لسانكِ ، بل بوقوفكِ درعًا يتحمل الأذى ؛ لينعم من تحبين بالأمان . إنكِ بحق شجرةً كثيرة الورق وارفة الظل ، تبتلع المرارة و الأذى ؛ لتمنح الآخرين أطيب الثمر ! عجبا لي معكِ يا غالية ثم عجبًا ! أنانية فيكِ أنا ! أرميك بأقسى همومي ! و أسقيكِ بالهجر ألذع سمومي ! ثم أعود ! لأنهل من نبعكِ العذب و لا أرتوي ! و أطعم من ثمركِ اليانع فلا أشبع ! و أراجع النفس فأقول : لتبقَ غاليتي كما هي ... لأني أريدها كذلك !!! --------------------