جلست صحبة من النسوة.. في مناسبة.. في بيت إحداهن.. كان الجمع منهمك جداً .. كلٌ بما يشغل تفكيرها.. ألوان صاخبة من الملابس الملونة والزينة البراقة وروائح مختلطة من أفخم العطور.. مالت إحداهن على جارتها في المجلس وهمست.. وارتفع صوت أخرى لتوصل صوتها إلى من تقابلها بالجلسة.. وأخريات انهمكن في شرح طريقة صينية الدجاج بالفرن بعدة أشكال.. كانت مضيفتهن تجلس بالقرب من الباب .. بعد أن قدمت لهن أصناف المعجنات والشطائر ليتسلين بها وتتزين أحاديثهن بنكهة الضيافة... انشغلن عنها بأمورهن.. فسرحت بفكرها .. أربع ساعات مضت..وهن على نفس هذه الحال.. يأكلن ويشربن ويتحدثن.. لم تفتح أياً منهن حديثاً مثمراً.. أو تشكو حتى شأناً عاماً أو خاصاً يمكن التحدث عنه.. حتى شريط الأخبار الذي يمر أمام أعينهن بالتلفاز مرور الكرام لم يسترعِِ ِ انتباهن أكثر من ثوانٍ معدودة..وطالبن بخفض الصوت.. ياإلهي ..معشر النساء.. إلى أي حد انحدر بنا واقعنا؟ ألا نسكت ونتوقف قليلاً وننظر حولنا ونتأمل؟.. هل انشطرت مشاعرنا .. إما متمردة على واقعها وكل وماحولها .. أو لامبالية منساقة وراء أي حديث يجرها مهما سفِه؟.. أين أنتِ ياصاحبة الفكر والعقل والعلم والاتزان؟ لم لاتزين أفكاركِ مجالس كهذه وتأخذهن إلى عناوين واضحة تجمع شتات أفكارهن وتثمرحلولاً لمتاعب ومآسي ترهق حياتهن وتجرهن إلى واقع يهربن منه إلى جلسات الثرثرة والأكل والزينة المفرطة .. من أوصل المرأة في مجتمعنا إلى هذا هذه الحال؟ من الملوم؟؟ --------------------