رأيتها و قد كست التجاعيد وجهها فلم يبقَ شيء واضح من ملامحها إلا تلك العينان حتى عظامها قد برزت و تقوست حتى يجزم من يشاهدها أنها لا تقوى على الحركة و لا الكلام حضرت برفقة سيدة تعاني المخاض حضرت و تكاد خطوتها تسبق الممرضات و كأنها هي من تعاني مر وقت طويل و هي على هذه الحال ما أن تجلس على الكرسي قليلا ً إلا و تعاود الوقوف بقلق ، تتجه نحو غرفة الولادة ، تحاول الدخول ثم تعود أدراجها تتمتم بكلمات لم أفهمها ، تعاود الجلوس لثوانٍ قليلة لكنها لا تستطيع فالقلق قد أخذ منها ما أخذ أشفقت عليها حاولت تهدئتها ناديتها بصوت خافت متردد : خالة .... لم تجب و واصلت سيرها لتلك الغرفة ، كانت جميع حواسها هناك حتى قلبها المتدفق بالحب جعلته رفيق حبيبتها بتلك الغرفة ، هي تصول و تجول بجسدها النحيل فقط تساءلت يا ترى ما الذي حملها على المجيء ....!!! بهذا العمر و بتلك القوى ما الذي تستطيع أن تقدم .....!!! ببيتها و في غرفتها و على سجادتها تستطيع المساعدة بدعوات و ابتهالات لرب العباد ... لكنه الحب الصافي الذي لا يشيخ و لا يهرم دفعها لمرافقة محبوبتها لم تستطع البقاء و كأنها تريد أن تشاطرها الألم بل تمنت أن تشعر به وحدها أي حب قد تدفق عذباً رقراقا ... كل شيء بجسدها هرم إلا ذلك القلب الذي ارتوى من الحب فكان نهراً عذباً ... ..................................................... يجاهد بكل قواه بدفع تلك العربة و بنفس طيبة و بوجه باسم رأيت بعينه الحب قد أشع ... تجلس محبوبته على العربة و قد بلغ الحبيب و محبوبته من الكبر عتيا يحاول الدخول لغرفة أخذ العينات لعمل تحليل لها لكنه لم يستطع فقواه قد خارت و الشيب نال منه فلم يبقِ إلا قلبه ، خرجت الممرضة لأخذ العينة لتوفر عليه معاناة الصعود بتلك العربة الثقيلة عاد أدراجه و هو يدافع عربة محبوبته بنفس البسمة التي زادت من تجاعيد وجهه فكرت بحاله طويلا ً .. هل له أبناء ؟ ربما .. لكنه فضل أن يخدم محبوبته بنفسه رغم هرمه ليرويها و يرتوي من أنهار الحب العذبة .. مشاهد تمر علينا تثبت لنا أن الحب أسمى المشاعر .. الحب ربيع دائم فلا خريف للحب و لا صقيع ... نحب بصدق إذن نعطي دون أن ننتظر مقابلا أو ثناء .... حين لا يختلط الحب بمصالح شخصية و لا شهوات لا و لن يشيخ ..... دمتن بحب ... --------------------